البيولوجيا وعلوم الحياة

الأمور التي تشهدها فترة الحمل لدى الثدييات

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

فترة الحمل لدى الثدييات البيولوجيا وعلوم الحياة

الحَملُ هو حضانةُ الجنين ونموه وتكوينُه داخل جسم الأمَّ حتى وِلادتِه، وذلك في جُزءٍ متخصص من جِهازِها التَناسلي هو الرَّحِمُ.

ويحدُثُ ذلك في جميع الثديياتِ المشيمية، والتي سُميَّت كذلك لأنَ الجنينَ يتصلُ بِجدار الرحم عن طريق عُضو جنيني يُسمى "المشيمة".

ويُطلق على فترةِ الحضانةِ الرحمية" مدةَ الحملِ"، وهي قصيرةٌ جداً في الثدييات الجرابيةِ، فهي في الأبوسوم (المتماوت) مثلا (13) يوما، وفي القنغر العملاق (39) يوماً، في حين أن مدة الحملِ في معظم الثديياتِ المشيميةِ العُليا تصلُ إلى فتراتٍ طويلةٍ.

 

وفي الثديياتِ الجِرابية تكون المشيمةُ بدائيةً بسيطةً، ويتغذى الجنينُ على امتصاص إفرازاتٍ لزجةٍ تُفرِزُها غُددُ موجودةٌ في جِدار الرحم.

وعند الولادةِ لا يحدثُ نزفٌ ولا تفقدُ الأمُّ دما أو أنسجةً، وتضعُ هذه الثدييات أجنةً صغيرةَ الحجم (1 سم ) في الأبوسوم، حوالي (10سم) في القنغر غيرَ مُكتملةِ النمو، حيثُ تستكملُ نموَّها داخلَ جراب على بطنِ الأم (حوالي شهرين في الأبوسوم، 6-8 شهور في القنغر) تتغذى فيه من غُدَدٍ ثديية بداخله حتى تخرج و تعتمد على نفسها.

أما في الثدييات المشيمية العليا، فتكون المشيمة من النوع المعقد، وثيقة الاتصال بجدار الرحم.

 

وعند الولادة تفقد الأم كمية من الدم و الأنسجة في اثناء انفصال الجنين عن جدار الرحم.و تضع هذه الثدييات صغارها كاملة النمو، وتقوم بإرضاعها من غدد ثديية.

وتعمل المشيمةُ في هذه الثدييات كغشاءٍ شبهِ مُنْفِذٍ، فهي إلى جانب انتقالِ الغِذاء والأكسجين خِلالَها من دمِ الأم إلى دم الجنين، وانتقال البولينا وثاني أكسيد الكربون من دم الجنين إلى دم الأم، تسمح بمُرور الأملاح البسيطةِ والسكرياتِ الأحاديةِ والفيتامينات والهرمونات والبروتيناتِ من الأم إلى الجنين.

كذلك تمر خلالَها الأجسامُ المضادةُ الموجودةُ في دم الأم التي اكتسبت مناعةً ضد بعض الأمراضِ، مثل الدفتيريا والحمى القرمزية والجدري والحصبةِ، إلى دمِ الجنين فتكسِبُهُ مناعةً ضد هذه الأمراضُ.

 

لكن فيروسات بعض الأمراض التي تُصيب الأم في أثناء الحملِ، تخترقُ المشيمةَ فتسببُ أمراضاً للجنين. ففيروس الحَصبةِ الألمانية مثلاً يؤدي إلى ضعف الإبصار أو فَقْدِهِ تماماً في الجنين.

وإضافة إلى ذلك فإن بعض العقاقيرِ التي تتناولها الأم في اثناءِ الحملِ تنفذُ لتصلَ إلى دم الجنين وتؤثرُ في تكوينِهِ، وقد ينشأُ عنها بعض التشوهات الجنينية.

والحَمْلُ معروفٌ أيضاً في بعض الزواحف والبرمائيات ففي بعض الغظايا (السحالي) والثعابين تتمُّ حضانةُ الأجنةِ ونموُّها داخل قنوات المِبيضِ التي تقوم مقام الرحمِ.

 

وتتغذى الأجنةُ في اثناء الحمل على المحِّ الموجودِ في البيض، أو على إفرازات الخلايا المبطنة لقنوات المبيض، أو بتكوين مشيمةٍ بسيطة بين أغلفةِ الأجنةِ وبطانةِ قنواتِ المبيض حتى اكتمال تكوينِها وولادَتِها.

وهناكُ بعضُ البرمائياتِ التي تتكون فيها الدعاميصُ (أبو ذُنَيْبة) داخل قنواتِ البيضِ، كما في تودة شرق أفريقيا، حيث تتغذى على المحَّ الموجود في البيض، بينما تتنفسُ عن طريق ملامسة ذيُولِها الغنية بالشعيرات الدموية للأوعيةِ الدموية لجدار قنوات البيض.

 

وتضع هذه الأنواع دعاميصَ تستكملُ نُموَّها خارجَ الأم. كذلك تحمل بعضُ الأسماكِ الغضروفيةِ والعظميةِ أجنتها داخلَ قنواتِ البيض، حيثُ تُفرزُ خلاياها الغُدَّيةُ مادةً زُلاليةً لتغذية الأجنة.

وقد يتكون في بَعضِها مشيمة بين كيس المح وجدار قنوات البيضِ لتغذيةِ الجنينِ حتى ولادته مثال ذلك (كلب السمك)، وتستغرقُ فترةُ الحملِ فيها حوالي عشرةَ شهورٍ.(انظر الجدول)

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى