النباتات والزراعة

أنواع الأقاليم النباتية

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأقاليم النباتية أنواع الأقاليم النباتية النباتات والزراعة علوم الأرض والجيولوجيا

لكل نبات ظروف طبيعية تناسبه، وذلك من حيث الحرارة والضوء والماء والتربة، كما أن النباتات التي تنمو على الجبال تختلف عن تلك التي تنمو في السهول. وينطبق ذلك على ما يزرعه الإنسان وعلى النباتات التي تنمو بشكل طبيعي، دون تدخل الإنسان.

وعلى هذا الأساس أمكن تقسيم الكرة الأرضية إلى أقاليم مختلفة، حسب طبيعة النباتات التي تنمو فيها.

فمثلا جميع صحارى العالم تدخل ضمن إقليم نباتي يتصف بقلة نباتاته، فلا تنمو فيه إلا شجيرات شوكية متباعدة و أعشاب خشنة متناثرة تستطيع التكيف مع جفاف الصحراء و تربتها الرملية المالحة.

وتسمى هذه النباتات «نباتات صحراوية» و تسمى الصحراء «إقليما نباتيا صحراويا».

 

وكثير من النبات الصحراوي لا يظهر إلا في الربيع بعد زخات المطر المتفرقة، فتظهر أوراقه وزهوره وثماره، أثناء موسم الأمطار القصير.

وقبل أن يصير يابسا ويموت، فإنه ينثر بذوره على مسافات بعيدة، فتبقى بالأرض شهورا طويلة، فتبدأ حياتها من جديد.

وهناك نوع آخر من الصحراء، تنبت فيها أعشاب قليلة أيضا، ولكنها تزدهر في الصيف القصير، لأنه الفصل الوحيد الذي يذوب فيه الجليد المتراكم على الأرض، وترتفع درجة حرارته قليلا فوق الصفر، وسمي في هذا الحالة «إقليم التندرا».

 

وهذا الإقليم يمتد على سواحل المحيط القطبي الشمالي، و يشمل أطراف ثلاث قارات هي: آسيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية.

ويتميز هذا الإقليم بأنه في فصل الصيف، تنمو فيه الأعشاب والطحالب بسرعة، بفضل سطوع الشمس، وطول النهار، فتنتشر نباتات ذات أزهار جميلة، وألوان زاهية.

وحول المستنقعات الناتجة عن ذوبان الجليد، تثمر شجيرات التوت، ولكنها لا تعيش إلا أسابيع قليلة، لأنها تموت عندما تعود درجة الحرارة للتجمد مرة أخرى.

 

كانت هذه هي أقاليم الأعشاب الفقيرة، في الصحارى الحارة المعتدلة، وأيضا في الصحارى الجليدية.

وعلى العكس من ذلك، هناك أقاليم غنية جدا بالنبات، تنمو بها أشجار كثيفة، هي الغابات، و هي على أنواع مختلفة، منها «غابات الأقاليم الباردة»، حيث تنخفض درجة الحرارة تحت الصفر، في فصل الشتاء الطويل.

وتحتمل الأشجار البرد ولا تؤذيها الثلوج، بفضل شكلها المخروطي، وأوراقها التي تشبه الخيوط، فهذا يساعد على انزلاق ما يقع عليها من الثلوج، فلا تؤذيها.

 

وتوجد أنفع هذه الغابات للإنسان فوق الأراضي الجبل المرتفعة في كثير من جهات العالم، غير أنها أوسع انتشارا في شمالي الاتحاد السوفييتي.

وأهم أشجارها الصنوبر بأنواعه المختلفة، والشربين والأرز، وهي أشجار ضخمة عالية، ولأخشابها فوائد عظيمة، ويستخدم قسم كبير منها لصناعة الورق.

وفي المناطق الأدفأ، يوجد إقليم «الغابات النفضية»، ويدل اسمها على أن أشجارها تنفض أوراقها العريضة أي تسقطها قبل مجيء فصل الشتاء، حتى لا تتراكم عليها الثلوج، وتكسر أفرعها. وأهم أنواعها أشجار الزان والفلين والحور والاسفندان، وأخشابها صلبة، تصلح لصناعة الأثاث.

 

وكانت هذه الغابات تغطي مساحات كبيرة من شرقي قارتي آسيا وأمريكا الشمالية، ووسط روسيا وأوروبا.

ولكن لملاءمة تلك الجهات لأغراض الزراعة، وإقامة المدن، فقد قطع معظم الغابات، ولم يبق منها إلا مساحات متفرقة، فوق الأراضي الوعرة، التي لا تصلح للزراعة.

وفي المناطق المعتدلة الدفيئة، حيث تسقط الأمطار في فصل الشتاء، تنمو «غابات دائمة الخضرة» يشتهر بها إقليم مناخ البحر المتوسط، من بين أشجارها البلوط والتوت والجوز، كما تغطي شجيرات كثيفة مساحات واسعة من الأرض بين تلك الأشجار.

 

أما «غابات المناطق الحارة» التي تسقط عليها الأمطار في جميع فصول السنة، فإنها تنمو بكثافة عظيمة، وتمثلها الغابات الاستوائية في حوض نهر الأمزون بأمريكا الجنوبية، وحوض نهر الكنغو بوسط أفريقيا.

وتحتوي هذه الغابات على عشرات الأصناف من الأشجار الضخمة، كالصندل، والأبنوس والمطاط والموجني وخشب الورد والخيزران.

كذلك توجد أعداد كبيرة من النباتات المستقلة، تلتف حول جذوع الأشجار، وتربتط بين أغصانها، فتتشابك كأنها سقف من خضرة كثيفة، لا تسمح بمرور أشعة الشمس إلى أرض الغابة، التي تتكون من وحل ومستنقعات دائمة.

 

وفي «الأقاليم الموسمية»، التي تسقط عليها أمطار وفيرة في فصل الصيف فقط، تنمو غابات أقل كثافة من النوع الاستوائي.

كما أن أشجارها أصغر حجما، وكثير منها يسقط أوراقه في فصل الشتاء الجاف، وقد أزيلت هذه الغابات بكثير من أقطار جنوب شرق قارة آسيا، واستغل الأهالي أراضيها للزراعة.

أخيرا هناك جهات من سطح الأرض نباتها من الحشائش، أطولها و أكثرها كثافة، «حشائش السفانا» وتوجد بالمناطق المدارية الحارة في نصفي الكرة، حيث ينعدم المطر كلية في فصل الشتاء، فتتبخر رطوبة التربة، وتجف بدرجة لا تسمح بنمو الأشجار، وفي المناطق التي تتمتع بأمطار وفيرة، يزيد طول الحشائش على مترين.

 

وتتناثر بينها أشجار فتسمى لذلك «حدائق السفانا» أما المناطق التي يقل مطرها فتنمو بها حشائش قصيرة مع شجيرات شوكية.

وجميع هذه الحشائش تذبل وتجف تماما في فصل الشتاء، ولكن جذورها تبقى في الأرض، حتى تأتي أمطار فصل الصيف، فتعود إلى النمو من جديد لترعاها حيوانات مختلفة كالزراف والحمار الوحشي، كما أن الأهالي في أفريقيا يربون عليها قطعان الماشية، بعد أن حرقوا مساحات واسعة منها، وزرعوا مكانها الحبوب الغذائية والقطن.

وهناك نوع آخر من الحشائش الرقيقة، في المناطق المعتدلة، تعرف بأسماء مختلفة في معظم قارات العالم، فهي حشائش الإستبتس بأراضي روسيا في قارتي آسيا وأوروبا، و «مراعي الفلد» في جنوب أفريقيا، و«البراري» في وسط الولايات المتحدة، و «البمبا» في الأرجنتين بأمريكا الجنوبية.

 

وتنمو هذه الحشائش في فصل الربيع، فتكسو الأرض بالخضرة، وتنتشر بينها الزهور والأبصال. ولكن عندما يقبل فصل الصيف، تصفر الحشائش وتجف، ثم تغطي الثلوج الأرض في فصل الشتاء.

وعندما تبدأ هذه الثلوج في الذوبان لارتفاع الحرارة في أول فصل الربيع، تعود الحشائش للنمو بسرعة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى