البيولوجيا وعلوم الحياة

“الأطراف الصناعية” والغاية من تركيبها في جسم الإنسان

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأطراف الصناعية البيولوجيا وعلوم الحياة

أطراف الإنسان هي يداه و ذراعاه و قدماه و رجلاه.

وقد اكتشف علماء الآثار أن إنسان العصر الحجري قد استطاع البقاء على قيد الحياة بعد فقد أحد أطرافه، وقد وجدوا أطرافا اصطناعية بجانب موميات المصريين القدماء.

وقد ورد ذكر الأطراف الاصطناعية في كتابات الطبيب اليوناني «أبقراط»، كما ذكر الجراح المسلم «أبو القاسم الزهراوي» العلاج بالكي لوقف النزف.

 

وقديما كان الصنأع المهرة يصنعون من الخشب أطرافا اصطناعية، و لكن هذه الأطراف لم تكن قادرة على الحركة أو القيام بوظائف الطرف المبتور (أي: المقطوع).

وقد انتشـرت عمليات بتر الأطراف في الحروب بعد اختراع البارود. و قد أدى اكتشاف وسائل التخدير والتعقيم ووقف النزف إلى اكتساب الجراحين في زماننا براعة تفوقت على مهارة الصناع القدامى.

ونظرا لتقدم الصناعة و انتشار وسائل النقل الحديثة قد أصبحت إصابات المصانع و حوادث الطرق من أكثر الأسباب الداعية لبتر الأطراف.

 

ويلجأ الأطباء لبتر الساق إذا ماتت أطرافها نتيجة تصلب الشرايين التي تصيب مرضى السكري، أو لغير ذلك من الأسباب وهذا ما يعرف بمرض «الموات» أو «الغرغرين».

ويفعل الطبيب ذلك محافظة على حياة المريض، إذ أن السموم تنتشر من الساق المصابة بالموات إلى بقية أجزاء الجسم لو تأخر الطبيب عن بتر الساق.

وعملية البتر قاسية على قلب الجراح، و لكنها أشد قسوة على نفس المريض الذي تسود الحياة في وجهه، إذ يظن أنه سيصبح مقعدا غير قادر على كسب قوته.

 

ولكن تطور الجراحة الحديثة و تقدم أشكال الأطراف الاصطناعية يمكنان الجراحين الآن من تركيب هذه الأطراف بعد عملية البتر مباشرة بحيث يستطيع المريض العودة إلى عمله بعد شهر من عملية البتر.

ويخضع المريض قبل العملية و بعدها لعناية اختصايين نفسيين و اجتماعيين. و هم يساعدونه على التقبل النفسي لعملية البتر، و تأهيله اجتماعيا و مهنيا للاستفادة من الطرف الاصطناعي و حسن توظيفه لتحقيق جميع نشاطات المصاب و تمكينه من العودة لمزاولة عمله و نشاطه المنزلي مع إجراء بعض التعديلات، أو تزويده ببعض الوسائل و الأدوات التي تمكنه من ذلك.

وتصنع الأطراف الاصطناعية المستعملة حاليا من مواد أخف وزنا و أكثر قوة من الأطراف الخشبية التي كان يصنعها الحرفيون القدامى.

 

كذلك يمكن أن يركب للأطراف الحديثة مفاصل تمكنها من الإنثناء وتزود بمحركات تعمل بالكهرباء أو الغاز المضغوط مع حاسب آلي (كومبيوتر) يساعد على تحريكها بإرادة صاحبها و بانسجام مع بقية أطراف الجسم.

وفي بعض الحالات يستطيع الجراحون إعادة الأطراف المفصولة إلى مكانها الطبيعي في الجسم فورا وقبل أن تصاب بالتلف.

لقد تطورت جراحة زراعة الأعضاء خلال العقود الماضية و أصبح في إمكان الجراحين زراعة الكلية أو القلب أو الكبد للمرضى الذين تعطلت هذه الأعضاء عندهم.

 

والجدير بالذكر أنه يوجد في الكويت مركز متقدم لزراعة الأعضاء يقدم هذه الخدمة الجليلة لمن يحتاجونها من المرضى.

وإن أمل زراعة الأطراف هو أسمى الآمال التي تراود خيال المهتمين بعلاج المرضى الذين يفقدون أطرافهم.

فبعد أن كنا نسمع أن فاعل خير قد تبرع بأحد أعضائه، أو بقرنية عينيه بعد وفاته لتعيد نعمة البصر لأخ له في الإنسانية، لن يكون غريبا بعد التمكن من زراعة الأطراف أن نسمع عمن يتبرع بأطرافه بعد موته لتعيد السعادة و الحركة لمن فقد أحد أطرافه في زحتمة الحياة. وهنيئا لمن نذر نفسه كلها أو بعضها لمساعدة إخوانه في الإنسانية في حياته و بعد مماته.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى