البيئة

تأثير “طبيعة التربة” بدولة الكويت على تدهور أراضيها

2010 تدهور الأراضي في دولة الكويت

د. علي محمد الدوسري ود. جاسم محمد العوضي

KFAS

طبيعة التربة تدهور الاراضي البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

يعزى تكوين التربة بدولة الكويت إلى عمليات التجوية والنقل والترسيب بواسطة السيول خلال العصور المطيرة السابقة التي كانت سائدة بالمنطقة قبل حقبة الجفاف الحالية. 

وتتميز تربة دولة الكويت بتشابه خصاصها حيث إنها ذات تركيبة رملية فقيرة إلى معظم المعادن والعناصر الأساسية اللازمة لنمو النباتات فضلاً عن عدم قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء نظراً لنفاذيتها العالية وقلة محتواها من المواد العضوية والطمي، وجميعها كلسية وتحتوي على نسبة من الأملاح بدرجات متفاوتة. 

وقد ساعدت ظروف الجفاف على تركيز الأملاح بالطبقة السطحية بالتربة نتيجة للبخر الشديد وقلة الانغسال بمياه الأمطار وانتقال الغرين والطين والرمال الدقيقة مع المواد العضوية من التربة المترسبة بفعل السيول والرياح مما قلل من خصوبتها. 

 

وساعدت هذه العوامل مجتمعة على ضعف الغطاء النباتي ومحدودية إنتاجيته واختلاف معدلات نموه سنويا كما أدت ضحالة التربة بسبب وجود طبقات صلبة (الجاتش) على أعماق قريبة من السطح لا تزيد عن 150 سم، إلى عدم تهيئة الظروف لنمو الأشجار الطبيعية مثل الأكاسيا ذات المقدرة العالية على تثبيت التربة وتحسين خصائصها وتقليل الفاقد من رطوبتها. 

كما أن الطبيعة الرملية للتربة تساعد على سهولة انجرافها ريحيا خلال فصل الصيف ومائيا اثناء العواصف المطيرة، ويساعد على زيادة معدلات الانجراف ضعف الغطاء النباتي.

 

وتتصف تربة المناطق الزراعية بالآتي (عمر، 1997):

– منطقة الوفرة الزراعية: تربة رملية عميقة بها طبقات جاتش على أعماق تزيد عن 100 سم وتتكون من رمال شائبة متجانسة من ناحية التركيب المعدني والتصنيف الحجمي، ويوجد في منطقة الوفرة حوالي 1008 مزرعة (زراعة محمية وزراعة حقلية) بمساحة إجمالية تبلغ 119 كيلومتراً مربعاً.

 

– منطقة العبدلي الزراعية: تربة رملية عميقة بها طبقات جاتش بدرجة أكبر من منطقة الوفرة.  تمتاز تربة منطقة العبدلي باحتوائها على نسبة من كربونات الكالسيوم والجبس كما تحتوي على نسبة من الطين والغرين مما يجعلها اكثر خصوبة من تربة الوفرة، ويوجد في منطقة العبدلي 343 مزرعة بمساحة إجمالية تقدر بـــ 315 كيلومتراً مربعاً.

 

– منطقة الصليبية الزراعية : تربة رملية يوجد بها طقات الجاتش على أعماق اقل من 100 سم في بعض المواقع وتعتبر من أفضل المناطق الزراعية بالكويت من حيث طبيعة التربة وعمليات الصرف ودرجة الملوحة، ويوجد في منطقة الصليبية 68 مزرعة للخضر والمحاصيل والأبقار والماعز والدواجن 33 مزرعة للأبقار والأغنام ومزرعة نموذجية للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ومزرعة القطاع الخاص.

 

وخلاصة القول: إن العوامل الطبيعية خاصة الظروف المناخية في ظل الوضع البشري الحالي من ضغط سكاني على الموارد الطبيعية وسلوكيات غير بيئية تعتبر عوامل مساندة فقط وليست عوامل أساسية لعملية تدهور الأراضي في دول الكويت. 

فبيئة الكويت الجافة هي أكثر البيئات معناة من مشكلة التدهور بسبب العوامل البشرية التي تمثل الأسباب الرئيسية والمباشرة المسؤولة عن تدهور الأراضي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى