البيولوجيا وعلوم الحياة

كيفية تشكل وخصائص الشعاب المرجانية

2013 كتاب الحياة

مايلز كيلي

KFAS

الشعاب المرجانية الشعاب الهدابية البيولوجيا وعلوم الحياة

تبني حيوانات بالغة الصغر صخوراً وأجرافاً وكهوفاً ضخمة تحت الماء تُسمّى «شِعاباً» (reefs). وتُبنى هذه الشعاب من المَرجان، وهي الهياكل العظمية المتخلّفة عن كائنات بحريّة تُسمى «البَوالب» (polyps).

وعلى مدى ملايين السنين، تتراكم الهياكل العظمية بما يكفي لتشكّل بِنيات ضخمة جدارية الشكل.

تمتلئ الشِعَاب المرجانية بفجوات اختباء وتكوّن بيوتاً ممتازة لكل أنواع الكائنات الحية المذهلة الغنية بالألوان. وهي أغنى مواطن البحر.

تتشكّل الشِعاب المَرجانية بفعل مستعمرات من البَوالِب المَرجانية. والبَولَب المرجاني عبارة عن حيوان بالغ الصغر يستخدم المعادن في البحر لإنتاج هيكل عظمي خارجي واقٍ.

 

وتشكّل هذه الهياكل العظمية بِنيات متفرعة وصلدة تُسمى الشِعابَ المرجانية. تستخدم البَوالب المَرجانية مجسّاتها في اصطياد كائنات صغيرة تُسمّى «عوالِق حيوانية» (zooplankton) .

توجد الشِعاب المَرجانية في المياه الدافئة والضحلة، وفي العادة ضمن 30ْ درجة شمال وجنوب خط الاستواء (Equator).

وهي موطنٌ لحيوانات كثيرة. ويضفي نجم البحر (starfish) وقرش الحيد البحري (reef shark) والإسفنج (sponge) وقنديل البحر (jellyfish) والسلاطعين (crabs) والكركند (lobsters) وشقّار البحر (anemones) والأنقَليس (eels) ومجموعة متنوعة هائلة من الأسماك تنويعاً على حِلّة الأشكال الحياتية وألوانها في الشِعَب المَرجاني.

هناك ثلاثة أنواع من الشِعاب المَرجانية، وهي الشعاب الهدّابية (fringing reefs)، والحيود المرجانية (barrier reefs)، والجُزر المَرجانية (coral atolls).

 

تمتد الشِعاب الهدّابية من اليابسة إلى داخل البَحر. وتوجد الحيود المرجانية على مسافة أبعد من الشاطئ تفصلها بحيرة ضحلة أو هَور (lagoon) عن البر الرئيسي. والجزر المَرجانية هي تكوينات حلقية الشكل من جزر المرجان حول بحيرة ضحلة .

يُعد «الحَيد المَرجاني العظيم» (Great Barrier Reef) في بحر الكورال (Coral Sea) مقابل الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا أكبر الحيود المَرجانية جميعها، مع أنّ الحيود المرجانية توجد أيضاً في المحيط الهندي والبحر الأحمر.

ويتمدد بعضها كذلك على امتداد المحيط الأطلسي من فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية إلى البحر الكاريبي والبرازيل .

تُعد الشِعاب المَرجانية، وخصوصاً الحيد المَرجاني العظيم، موقعاً سياحياً رئيسياً بسبب تراكيبها الخلاّبة وألوانها النابضة ومجموعتها الغنية مِن الكائنات البحرية، وقد يكون الشِعَب المَرجاني الواحد موطناً لنحو 3000 نوع (species) من الكائنات الحيّة .

 

تميل أسماك «القوبيون» (goby) الاستوائية إلى التميز بألوانٍ أزهى من مثيلاتها في البحار الأكثر برودة بحيث يمكن ملاحظتها وسط المرجان.

وغالباً ما يستريح «القوبيون المُضيء» (neon goby) على زعانفه الصدرية (على الجانب الأمامي)، وكأنه يستند على «مِرفَقيه».

وكمعظم أسماك القوبيون يسبح القوبيون المضيء باندفاعاتٍ قصيرة فقط. وإلا فإنه يظل ساكناً مترقباً الطعام أو الخطر .

 

تبدو بعض أسماك الشِعاب المَرجانية كالصخور، وتستريح «السمكة الصخرية» (stonefish) على قاع البحر لتظهر مثل الصخور التي تحيط بها تماماً، وإذا ما لاحظها حيوان مهاجِم فإن الأشواك السامّة على ظهرها يمكنها أن تصعقه في ظرف ثوانٍ .

توجد الأسماك الببغائية (parrotfish) في العادة قُربَ الشِعاب المرجانية. ولها أجسام طويلة ورأس كبيرة إلى حدٍ ما، ويبلغ طول بعضها نحو المتر الواحد.

وتكون الأسماك الأخرى أصغر بكثير مثل السمكة «السَّرْف الببغائية» (surf parrotfish) التي تعيش في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والتي يبلغ طولها نحو 45 سنتيمتراً.

 

وتتصل الأسنان الفكّية للسمكة الببغائية معاً لتكوّنَ فماً منقاريّ الشكل. ويُستخدم هذا المنقار في كشط الطحالب (algae) والطعام الآخَر من الشِعاب والصخور المرجانية .

تعيش أسماك «قرش الحَيد البحري» (reef sharks)، مثلما يوحي اسمها، قريباً من الشعاب المرجانية. وهي شائعة في الأَغلب في المياه الاستوائية الضحلة للمحيطين الهندي والهادئ.

وهناك ثلاثة أنواع (species) رئيسة من قرش الحَيد، وهي: قرش الحَيد الأسوَد الطرف (black-tip)،  والأبيض الطرف (white-tip)، والرمادي (gray).

 

وتتغذى أسماك القرش هذه على الحبّار والأخطبوط، وعلى أسماك الشعاب المَرجانية مثل أسماك «الحَفْش» (sturgeon) و«البوري» أو «أبو ذقن» (mullet) .

تستخدم «أفاعي البحر المُطوَّقة» (banded sea snakes) السُمّ لتصعقَ فريستها، غير أنّ أفعى البحر «الصفراء البطن» (yellow – bellied sea snake) عندها خدعةٌ أكثر خبثاً.

فبمجرد أن يجذب جانبها التحتي الملوّن سمكةً ما تندفع إلى الوراء بحيث تصبح السمكة أقرب إلى فمها المفتوح. ويُعدُّ سُمُّ أفاعي البحر أقوى من أيِّ سُمٍّ عند أفاعي اليابسة .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى