التاريخ

دولة الكويت: تاريخها وتسميتها

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

دولة الكويت التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

الكويت لها تاريخان الأول منهما هو تاريخ الأرض والثاني هو تاريخ الشعب.

لقد شاء القدر أن تكون ارض الكويت في شمال الخليج على شاطئه الغربي حيث تداعب أمواج الخليج رمال الشاطئ منذ ملايين السنين.

منذ أن كانت أرضاً تغطيها الغابات بلا عنوان، يجول فيها شتى أشكال الحيوان في يوم لم تكن فيه أقطار ولا أمصار يتميز بعضه عن بعضه الآخر.

كان هذا منذ مئات الملايين من السنين حين تداعت الأشجار وطمرها طين الأرض إلى أن صارت إلى صحراء، وتحولت أشجار الغابات وأجسام حيواناتها إلى ذهب أسود، لينعم به شعب الكويت في يومنا هذا .

ونام التاريخ طويلاً جداً عن الموقع الصحراوي… حتى جاءت أيام التاريخ ومر منها ألفان وثلاثة وأربعة آلاف سنة … إلى أن عبرت بهذه المنطقة (ولم تكن تسمى بالكويت في ذلك الزمان الغابر) جيوش اليونان .

 

ولعل آثار الإغريق تقول لكل زائر في جزيرة فيلكا أن جيوش الإسكندر قد مرت من هنا، واستراح عليها جنوده ردحاً من الزمان ليس بقصير. 

كما مر بها التجار السومريون والكلدانيون والإغريق وغيرهم فترة طويلة، وتركوا آثارهم على أرضها مختلطة بالرمال.

والتاريخ قد يروي لنا بعد فترة من ذلك معركة "ذات السلاسل" بين جيوش المسلمين بقيادة "خالد بن الوليد" وجيوش الفرس بقيادة "هرمز" وهو يقول لنا إن رحى المعركة قد دارت ها هنا في هذا الموقع في يوم خالد، ولكن اسم الكويت لم يكن قد صيغ لها بعد.

ولربما يحكي لنا أهل الأدب عن شاعر تغنى بالقوافي وكان له شأن يسمونه "الفرزدق" أقام في منطقة اسمها كاظمة"!

 

غير أن أحداً لم يشر عبر التاريخ إلى اسم الكويت، بل وحتى الرحالة والمستشرقون الذين كانت طريقهم تمر عبر الكويت خلال القرن السابع عشر، قالوا إنهم زاروا أرضاً بعيدة في هذا الموضع اسمها "القرين" نسبة إلى إطلالتها على الخليج على هيئة قرن الحيوان، ولم تكن القرين التي ذكروها سوى موقع الكويت في هذه الأيام.

في هذا الموقع توطن بعض الصيادين الذين اتخذوا من المكان مستوطنة لهم، يبتغون الرزق والمعاش من بحرها، إلى أن جاءت قبائل عربية يدعونها "بني خالد" فبنى شيخهم في الموقع حصناً صغيراً له يتخذه مقاماً يستريح فيه ومخزناً للطعام… كان ذلك عام 1677 وأطلقوا عليه اسم "كوت" وهي تسمية إذا ما حرفوها فقالوا لها "كويت" تعبيراً عن الحصن الصغير.

 

عقب هذا التاريخ بعشرين عاماً تقريباً أو ربما تزيد قليلاً بالتحديد عام 1710، أقبلت بعض القبائل العربية لتستقر في هذا الموضع، وكانت قبيلة "الصباح" من أكثرها قوة ومنعة، وأشدها بأساً، فما كان من شيخ قبائل "بني خالد" إلا أن أهداهم الحصن، واستقطعهم ما حوله من أرض.

في ذلك الزمان كانت الحياة بدوية، ومطالب الإنسان بسيطة ومحدودة لا بذخ فيها ولا إسراف، وكان قوام عمل السكن هو صيد الأسماك والغوص وراء اللؤلؤ وبعض أشكال التجارة البسيطة، غير أن أسباب العمران اقتضت وجود من يسوس الناس، ويقوم على رعاية شؤونهم… لهذا كان أن اختاروا الشيخ "صباح الأول" شيخ قبيلة "الصباح" عام 1766 ليكون رائدهم والقيم على أمورهم وأمروه عليهم. ويقدرون في ذلك الوقت سكان الكويت بعشرة آلاف نسمة أو حواليها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى