العلوم الإنسانية والإجتماعية

نبذة تعريفية عن الجمعية التعاونية

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الجمعية التعاونية العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

الحركة التعاونية من أهم وسائل تحقيق خير الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي يتطلع إليها المجتمع.

وللتعاون مَعْنيان: الأول ويقصد به العمل سويا أو الاستعداد للمساعدة، وأما الثاني فيُعرِّف التعاون بأنه جمعية تقوم بين مجموعة من الناس بقَصْد التجارة،

وتُدار بروح من الإيثار بحيث يقتسم الأعضاء الأرباح الناجمة بنسبة تتمشى مع درجة استخدامهم لهذ العضوية.

 

ويسعى نظام التعاون إلى تحقيق أغراض أسمى بكثير من مجرد زيادة الفائدة المادية التي تعود على الفرد باشتراكه في عضوية الجمعية التعاونية.

فنظام التعاون ليس مجرد نظام اقتصادي يقوم على قواعد مادية خالية من النواحي الاجتماعية. 

ولكنه نظام تتقدم فيه الأهداف الاجتماعية والروحية على الأهداف الاقتصادية، وذلك لأنه يهدف إلى أن نُضفيَ على الحياة المادية البحتة طابعا من البواعث الروحية والمعنوية فكرا وعملا.

 

والتعاون لفظ قديم، عَرفَته الأديان، ولكنه لم يستعمل بالمعنى الذي نقصده إلا في أوائل القرن التاسع عشر. فقد جاء في القرآن الكريم قوله ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾

وجاء في الحديث الشريف «اللهُ في عَون العَبْدِ ما دام العبد في عون أخيه» وقد استُعْمل هذا الاصطلاح في فرنسا أيضا على هذا النحو.

فجاءت القواميس التي ظهرت في القرن الرابع عشر في شرحها لهذا اللفظ قاصرةً على المعنى الديني. ولم يدخل فيها المعنى الجديد إلا عن طريق إنجلترا في القرن التاسع عشر.

 

ويتحقق التعاون عمليا على يد منظمات خاصة تسمى بالجمعيات التعاونية، وهي عبارة عن مجموعة من الأفراد الذي يشتركون مع بعضهم على أساس اختياري للقيام بأعمال تعود عليهم بالنفع المشترك.

وللجمعيات التعاونية مبادئ رئيسية لا يجوز لها أن تحيد عنها، وإلا اعتبرت خارجة على نظام التعاون ولا يمكن الاعتراف بها

 

كوحدة من وحدات هذا النظام، وهذه المبادئ العامة هي:

1-  باب العضوية مفتوح.

2-  الديمقراطية في الإدارة.

3- الفائدة المحدودة على رأس المال.

4- العائد على المعاملات.

 

وتجدر الإشِارة إلى أن قيام الجمعيات التعاونية وتكوينها يقوم على أساسين:  الأساس الأول هو أن الاشتراك في عضوية الجمعيات يجب أن يكون أختياريا فلا يجوز أن يلزم الفرد بالاشتراك في عضوية الجمعية وإلا كان تكوين الجمعية معيبا حتى ولو اتبعنا المبادئ العامة التي تسير عليها الجمعيات التعاونية بعد تكوينها.

وكما ينطبق هذا الأساس على الأفراد عند تكوين الجمعيات التعاونية المحلية فهو ينطبق كذلك على الجمعيات التعاونية عند تكوين الجمعيات التعاونية العامة.

أما الأساس الثاني فَيَكْمن في أن الدافع إلى تكوين هذه الجمعيات يتمثل في الرغبة في تبادل المنفعة مع الغير، فيما قد يعجز الفرد عن تحقيقه لنفسه بمفرده من نفع أو صالح مادي أو معنوي، ولكنَّ الفرد يستطيع إذا ما تعاون مع الغير تحقيقَ هذا النفع سواءُ أكان نفعا ماديا أو معنويا؛ على أن يكون رائد الجميع هو التحلي بفضيلة الاعتماد على النفس.

 

وهذا هو الأساس الروحي للحركة التعاونية، الذي نراه ممَّثلا في شعار التعاون الذي اصطُلحَ عليه بين جميع الأمم وترجم إلى جميع اللغات وهو «الفرد للجميع والجميع للفرد».

والتعاون من العادات الأصيلة في المجتمع الكويتي.

ويقوم هذا التعاون استجابة لأحكام الدين الإسلامي؛ الذي يدعو إلى التعاون والتكافل والترابط بين أفراد المجتمع «واعتَصِموُا بِحَبْل اللهِ جميعاً ولا تَفرَّقُوا»

وقديما كانت حياة المجتمع الكويتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالبحر حيث كانت اقتصادياته تقوم على الغوص لصيد اللؤلؤ. وتطلبت هذه الحياة التعاون بين أفراد المجتمع في البر والبحر.

 

فمركبة الغوص كانت تمثل جمعية تعاونية إنتاجية بين أرباب مهنة صيد اللؤلؤ، إذ تقوم بأعمالها خلال موسم الصيد وتوزع حصيلة إنتاجها على أعضائها كل حسب جهده في الإنتاج بعد خصم المصروفات المختلفة.

كما يتمثل التعاون بأوضح معانيه بين أفراد الأسرة، حيث يتكافل جميع أفرادها في حُبَّ وتِلقائية في حالات العجز والمرض والبطالة والنكبات.

أما الجمعية التعاونية بشكلها المعروف حاليا فترجع المحاولات الأولى لتأليفها إلى عام 1941/1942 ، حيث بدأت بين طلبة المدرسة المباركية، ثم امتدت في عام 1952 إلى طلبة بعض المدارس الأخرى، فتكونت الجمعية التعاونية المدرسية لطلبة مدرسة الصديق.

 

والجمعية التعاونية لطلبة مدرسة صلاح الدين، والجمعية التعاونية لطلبة مدرسة الشامية. وتستهدف هذه الجمعيات بثَّ روح التعاون بين طلبة المدارس عن طريق المأكولات والأدوات المدرسية.

كما تكونت الجمعية التعاونية الاستهلاكية لموظفي دائرة الشؤون الاجتماعية في 1/8/1955 ولحِقَتْها الجمعية التعاونية لموظفي دائرة المعارف، وكان غرض هاتين الجمعيتين شراء لوازم الأعضاء من أصناف البضائع الخاصة بالمأكل والملبس، وبَيْعِها لهم بسعر السوق.

وفي الكويت صدر القانون رقم «20» لسنة 1962 في شأن الجمعيات التعاونية، إدارتها ورقابتها وحلها وتًصْفِيتها.

 

وفي هذا القانون سُجَّلت ثلاث جمعيات تعاونية استهلاكية هي الجمعية التعاونية بمنطقة الشويخ وكيفان، ثم بمنطقة الشامية. وفي تاريخ 24/3/1963 قرر مجلس الوزارء الكويتي بجلسته (10 /63) الموافقة على مذكرة سمو رئيس مجلس الوزراء الخاصة بتشجيع الجمعيات التعاونية في أنحاء الكويت.

وعلى هذا الأساس فقد باشرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اختصاصاتها المنصوص عليها في القانون رقم 20 لسنة 1962، وقامت باتخاذ الخطوات اللازمة لتدعيم جهازها الفني والإداري لكي تحقق الحركة التعاونية في البلاد.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى