أدوات

أنواع أَدَوَات الكِتَابَةِ المستخدمة لدى الإنسان عبر الزمن

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أدوات الكتابة أنواع أَدَوَات الكِتَابَةِ أدوات المخطوطات والكتب النادرة

تَعَلَّمَ الإنسانُ الكتابةَ منذُ زَمنٍ قديم، حتى يُسَّجِلَ بها أفكارَه ولينقلَها للآخرين.

واستخدمَ الإنسانُ عَبْرَ العُصُور أدواتٍ مختلفةَ الأشكالِ والأنواعِ ليكتب بها. فقد اخترعَ الإنسانُ البدَائيُّ حَجَرَ الصَوَّان المُدَبَّب أداةً للكتابة فَوْقَ جُدْران الكهوف.

وقد اكتُشفَتْ في أسبانيا كتاباتٌ قديمةٌ من هذا النوعِ تُمَثِلُ رُسُوماً لبعضِ الحيوانات التي انقرضَت.

كذلك استخدمَ الإنسانُ القديمُ أحياناً إصْبَعَ السبَّابَةِ أداةً للكِتابة بعد أن يَغْمِسَها في عَصيرِ النباتاتِ المُلَوَّنِ او في دِمَاءِ الحيواناتِ.

 

وقد استخدمَ الصينيون القدماءُ فُرْشَاةً من شَعر الجَمَل في كتابةِ رَسَائِلهم، كما استعملَ قدماءُ المصـريينَ أعوادَ الغَابِ الرفيعِ في الكتابةِ على وَرَقٍ يُصنَع من نَبْاتِ البَرْدِيِّ.

واستخدمَ الأَشوريون والبابِليُّون لِحَاءَ (قشور) الأشجار في الكتابةِ على ألواحٍ طينيةٍ تُتْرَكُ لِتَجِفَّ في الشَّمسِ أو تُوضعُ في أفرانٍ خاصة.

 

أما الإغريقُ والرومانُ فقد استخدموا قِطَعاً من المَعَادِنِ وعِظَامَ الحَيوانَاتِ في الكِتَابةِ.

وفي الهِنْد كانوا يَكْتُبُون قديما باستخدام أوراقِ سَعَفِ النَّخِيل وفي العصورِ الوُسْطُى في أوروبا، استخدمَ الإنسانُ رِيشَ بعضِ الطيورِ مثلِ الدِّيَكَةَ والغِرْبانِ كأدواتٍ للكتابةِ. وكان الملوكُ يستخدمون رِيشَ البَجْع لنُدْرَتِهُ وارتفاعِ ثَمَنِه.

 

ومنذ عهدٍ قريبِ استخدمَ الإنسانُ رِيشةَ الكتابةِ المَعْدَنِيَّة التي تَتَأَلَّفُ من مِقْبَضٍ من الخَشَبِ وريشةٍ مَعْدَنِيِّةٍ. ويَغْمِسُ الكاتبُ السِّنَ المَعْدَنيةَ في دواةِ حِبْر ثم يَكْتُبُ.

وللخَطَّاطِين العرب والمسلمين أدواتٌ خاصةٌ يكتبون بها الخُطُوطَ الجَّمِيلَةَ. وقَلَمُ "الفَزَار" أداتُهم المُفَضَّلَة، وهو أُنبوب من القَصَب الرَّفيع يبريه الخَطَّاطُ ويقطعُ رَأْسَه بأداةٍ حَادَّة على مِسْنَدٍ من العَاجِ، ويُرَاعِى ان يكونَ القطعُ مَائِلاً ويُمْكِنُ أن يكونَ المَقْطَعُ مُتَفَاوتِ العَرْض بِحَسَبِ الخطِّ الذي سيكتبهُ الخطّاطُ

ويضع الخطّاطُ الحِبْرَ في دَوَاةٍ وساعةِ الفتحةِ تحتوي كُتْلَةً من خُيُوطِ الحريرِ الطَبيعيِّ التي تَتَشَبَّعُ بالحبرِ، وفائدتُها إنها لا تسمحُ للقلمِ بأن يحملَ قَدْرَاً كبيراً من الحِبْر. وفي هذهِ الأيَّامِ صِرْنَا نَسْتَخدِمُ أقلامَ الحِبْر العادِّي وأقلامَ الحِبر الجَّافِ وأقلامَ الرَّصَاص.

 

ولنَتَعرَّف بشـيءٍ من التفصيل على هذه الأقلامَ. ولنبدأ بقلمِ الحِبر العَاديِّ الذي يتأَلَّفُ من جِسْمٍ قَصير من المَعْدَنِ أو البلاستيك يحتوي في داخِلِه على مَخْزَنٍ من المَطَّاط مملوءٍ بالحبر.

ويَتَّصِلُ بسنِّ القَلَم المصنوعِ من الذَّهب أو الصُّلب المَطْلِيِّ بالذَّهب حتى لا يصدأَ ولا يتأثرَ باحتكاكِهِ الدائِمِ بالأوراق.

ويسيلُ الحبرَ من المخزنِ الداخِلِيِّ إلى سِنِّ القلم. ويوضع على السّنِ غطاءٌ محكمٌ عندَ عَدَمِ استخدامِ القلم، وذلك حتى لا يتبخّرَ الحِبرُ ويجفَ السّنُ وفي كثيرٍ من الأحيانِ يُستَخدَمُ ورقُ نَشَّافٍ لتجفيفِ الحِبر بعد الكتابةِ حتى لاَ يَتَشَوَّهَ شكلُ الكلماتِ فوقَ الورق إذا لمَسَته يدُ الكاتب.

 

أمّا قلمُ الحبرْ الجافِّ فهو يَتَأَلَّف من جِسْمٍ مَعْدنيٍّ أو بلاستيكي ومخزن من المعدن أو البلاَستيك الشّفاف.

وينتهي القلمُ الجافُّ بطَرَف من النُّحاس يحتوي على كُرَة فولاذيِّةٍ قُطْرُها ملّيمتر واحدٌ تَمنُع الحِبرَ من الخروج، وبينما هي تدورُ تَحْمِلُ الحبرَ من داخلِ القَلَمِ إلى الأوراق.

 

ويَتَمَيَّزُ قَلَمُ الحبْر الجافِّ بأنَّ حبرَه يَجفُّ بسـرعة كما أنَّه يُفَيدُ في عَمَل عدَّة نُسَخ من أَصْلٍ واحدٍ باستخدامِ وَرَقٍ خَاصٍّ يُطلَقُ عليه "وَرَقُ الكَربُون".

ومن عيوبِ قَلَمِ الحِبْر الجافِّ إنه لا يساعدُ على كتَابة خطوطَ جميلةٍ، وهو يُجْهدُ اليدَ عندَ الكتابَة به، لأن الكاتبَ يضغطُ بالقَلَم على الوَرَق لتبدوَ الكتابةُ واضحةً.

وفي بعضِ هذه الأقلام، يُستَعَاضُ عن الكرة الدَوَّارة بطَرَف من الأَليَاف. ويمكُننا بهذه الأقلامِ أَن نَرسمَ خُطوطاً سميكةً أو غايةً في الدِقَّةِ، وقد انتَشَـر استخدامُها في هذه الأيام.

 

أما قَلَمُ الرَّصاصِ فهو يَتَأَلَّفُ من عُودٍ رفيعٍ يُصْنَعُ أساساً من الجرافِيت- وهي مادةٌ كَرْبُونية (أي فحمِيَّة) ناعمةُ المَلمَس تَتْرُكُ أثراً أسودَ اللَّونِ حينَ نَضْغَطُها على الورق.

ويمكن إزالةُ كتابةِ قَلَمِ الرَّصاصِ بالمِمْحاة. ولا يزيدُ قُطْرُ عُود الجرافيت على بِضْعَةِ ملِّيمترات. ويوضعُ هذا العودُ عادةً في أسطوانةٍ مستديرةٍ أو مُضَلَّعةٍ من الخَشَبِ المُلَّونِ.

 

ويمكنُ خَلطُ الجرافيتِ مع نوعٍ من الطِّينِ ليصبحَ أكثرَ صَلاَبةً. أما أقلامُ الرَّصاصِ المُلَّونَةِ فيدخلُ في تركِيبها- بجانب الجرافيت- نوعٌ خاصٌ من الطَفلِ (الطِّين) الصِّينيِّ المُلَّونِ ممزوجاً بشمعٍ وصمغٍ مع مَادَّةٍ مُلَوِّنَةٍ.

وتوجدُ أقلامٌ مَعْدنيَّةٌ يبرزُ مِنْ طَرفِها سِنُّ الرَّصاص الذي يُدفَعُ للبُروز كُلَّما اسُتُهْلِكَ بطُرق مختلفة.

وتُوَفِّرُ علينا هذه الأقلامُ عملِيَّة بَرْيِ الخَشَب المتكرِّرَة، إلاَّ أن عيبَها أن سِنَّ الرَّصاصِ البارز منها يكونُ عُرضَةً للكَسـر، وخاصةً إذا كان طويلاً وضَغَطَ عليه الكاتبُ كثيراً.

ويَنْبَغِي علينا حينَ نكتبُ أن نتَّبِعَ قواعدَ الخطِّ العربيِّ الصحيحِ، فتكونَ كتابتُنا واضحةً وجميلةً. ولكنَّ استخدامَ الآلاتِ الكاتِبَةِ يُمَكِّنُنَا من إِصدارِ كتابةٍ واضحةٍ منتظمةٍ في وقتٍ أَقْصَـرَ. ولذلكَ تُستخدمُ كثيراً في الأعمالِ والمعاملاتِ الرسميَّةِ.

 

والفكرةُ الأساسيَّةُ في الآلةِ الكاتبةِ أنَّ بها حروفاً مَعْدَنِيَّةً بارزَةً تضغطُ على الورقةِ من فوقِ شريطٍ مشبعٍ بالحبرِ، فتنطبعُ صورتُه على الورقةِ.

وكُلَّمَا طُبِعَ حرفٌ حَرَّكَت الآلةُ الورقةَ قليلاً حتى تستقبِلَ الحرفَ الذي يَليه، وهكذا.

وفي الآلاتِ القديمةِ تُثَبَّتُ الحروفُ المعدِنيَّةُ في نهايةِ رافعةٍ، في طَرفِها الآخر زِرٌ، إذا ضغطتَ عليهِ ارتفعَ الحرفُ وضغطَ علَى الورقةِ. أمَّا في الآلاتِ الحديثةِ فتُثَبَّتُ الحروفُ كُلَّها في كرةٍ، وتدورُ هذه الكرةُ بسرعةٍ، كُلَّما ضغطتَ زرًّا، حتى يصبحَ الحرفَ المطلوبُ، مواجهاً للورقةِ فيضغطَ عليها.

ويمكنُ تغييرُ هذه الكراتِ لتغييرِ لحجمِ الأَحرُفِ أو طِرَازِ خَطِّهَا.

 

ومجموعةٌ أزرار الآلةِ الكاتبةِ تُسَمَّى لَوْحَةَ المفاتيحِ، وهي تضمُ عدداً يتراوحُ بين أربعينَ وخمسينَ زِرًّا. تمثِّلُ الحروفَ والأرقامَ وعلاماتِ الترقيمِ وغيرَها من الرُّموزِ.

والأزرارُ مُرَتَّبَةٌ بنظامٍ واحدٍ تقريباً في الآلاتِ كُلِّها، ولذلك يستطيعُ الكاتبُ المُتَمَرِّنُ أن يستخدمَ معظمَ أصابعِ يَدَيهِ في الضَّغطِ على الأزرارِ، دونَ أن ينظرَ إليها- وهذا ما يُعرَفُ بطريقةِ "اللَّمْسِ".

 

وتعملُ بعضُ الآلاتِ الحديثةِ بالكَهْرُبَاءِ، ولذلكَ لا يحتاجُ الكاتبُ إلاَ إلى لمَسِ الأزرارِ بِخِفَّةٍ دونَ أن يَضغَطَ عليها

وبذلك يكونُ الضَّغطٌ على الحروفِ كلِّها متساوياً ومُنْتَظِماً وتصبحُ الطباعةُ أجملَ وأسرعَ. وهناك تحسيناتٌ حديثةٌ أخرى، منها أن يكونَ في الآلةِ ذاكرةٌ تحتفظُ بما تطبعُه، ثم تعيدُ تنظيمَه أو ذاكرةٌ تحتفظُ بما تطبعُه، ثم تعيدُ تنظيمَه أو تعديلَه ثم طباعتَه كُلَّما دَعَت الضـرورةُ إلى ذَلِكَ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى