البيولوجيا وعلوم الحياة

آلية عمل هرموني “الأدرينالين ونور – أدرينالين”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

هرموني الأدرينالين ونور أدرينالين البيولوجيا وعلوم الحياة الطب

اختلفْتَ يوماً مع زميلٍ لك بالمدرسة فدفَعَكَ بيدِه وتَهجَّم عليِكَ بألفاظٍ جارحة فَغَضِبْتَ غَضَباً شديداً، وشعرت برغبةٍ قوّية في الدفاعِ عن نفسِك وتأديبهِ.

وفي مناسبةٍ أخرى كُنتَ قريباً من منزِلكَ ورأيتَ كَلْباً مُخِيفاً يَتَجِّهُ نحوَك فشعرتَ بخوفٍ شديد وقرَّرْتَ أن تجريَ بأقصـى سرعتِك كي تصلَ بيتَك وتقفلَ بابه عليكَ لتنجوَ من الكَلْب، وفي كلتا الحالَتَيْن الطارِئَتَيْن، الغضب والخوف، أنت محتاجٌ إلى طاقةٍ زائدةٍ كي تدافعَ أو تَجْري.

والأَدريَنالين والنُور- أدرينالين يُعدَّان جسمَكَ للقتال أو الفِرَار. وهما هرمونان يُفرزُهِما نخاعُ (أي اللُّبُّ الداخليُّ) للكُظْرَيْن، وهما غُدَّتَان توجَدُ كلٌ منهما فوقَ إحدى الكُلْيَتَيْن.

 

وعندَ الغضبِ أو الخوفِ ينطلقُ الهرمونان في الدم، فيعملان على تحويلِ السُكَّر المُخْتَزَن في الكَبِد (في صورة جليْكُوجين- أو نَشَا حيواني) إلى سكر الجلوكوزِ الجاهزِ للاحتراق وإطلاق الطاقة.

وفي الوقتِ نفسِه يعملُ الهرمونان على إسراع نَبْضِ القَلْب والتَنَفُّس ورَفْع ضَغط الدم، وهذا معناهُ تزويدُ الجسم بكمياتٍ أكبرَ من الأكسجين اللازِم لحرق الجلوكوز.

كذلك يعملُ الهرمونان عَلَى سَحْب كثيرٍ من الدم من الجِلْدِ ومن المَعِدَة والأَمْعَاءِ وتوجيههِ إلى العَضَلات، وهي التي يزدادُ عملُها عِنْدَ القِتَال أو الفِرار. وهذا كلُّه يفسِّر لكَ لماذا يصفرُّ لونُ وجهِكَ وتزدادُ دقّاتُ قلبكَ وتتلاحقُ أنفاسُك حين تغضبُ أو تخافُ.

 

وهذا التغيُّرات تَحْدُثُ أيضا عِنْد الحيوانِ الذي يخافُ من عَدُوٍّ ويستعدُّ للهجومِ عليه أو الفرار منه.

ولكنَّ بعضَ الحيوانات تَظْهَرُ عليها علاماتٌ أخرى في مثلِ هذه المواقفِ: فقد تَجْحَظُ عيناها وتَتَسِّعَان ويقفُ شعرُها وينتصبُ ذيلُها ويعلُو صوتُها.

وهذه كلُّها تجعلُ الحيوانَ يبدو أكبرَ من حجمه الحقيقيِّ، وتجعلهُ أكثرَ تخويفاً لعدوه.

 

ولكن كيف يدركُ نخاعُ الكُظْر أنَّ هناكَ ما يُغْضِبُ أو يُخِيفُ؟

إن هذا يُدْركُه الدِمَاغ الذي يُحِسُّ ويَرَى ويُفَكِّر، فإذا ما قَدَّرَ خَطَراً أرسلَ هذه الرسالةَ إلى نُخاع الكُظْر عن طريقِ الجَهازِ العصبيِّ السِّمْبِثاوي.

والواقعُ أن الجهازَ العصبيِّ السِّمْبِثاويِّ يشتركُ في العَمَلِيَّة اشتراكاً فِعلِيًّاً، لأنه يحمِلُ الرسالةَ إلى الجِسم كلِّه، ولأنه يُفرزُ أيضا هرمونَ النُور- أدرينالين. وهو المسئولُ عن العَرَق البَارِد الذي يَغْمُر أجسامَنا عندَما نَغْضبُ أو نخافُ.

 

هذه كلُّها استعداداتٌ بديعةٌ أَوْجَدَها اللّه، سبحانه وتعالى، في أجسامِنا كي تعينَنَا على حِمَايةِ أَنْفُسِنَا. ولكنَّ الإنسانَ إذا ما تَعَوَّدَ أن يخافَ بلا سَبَبٍ قويٍّ أو يَغْضَبَ لأيِّ شيء تافِهٍ، تَكَرَّرَ حدوثُ هذه التغيّراتِ الشديدةِ في جسْمِه، دُونَ حاجةٍ إلى قتالٍ أو فِرارٍ.

وهذا يصيبُه بِتَوَتُّرِ الأعصابِ والقَلَقِ وارتفاعِ ضَغْطِ الدَّمِ، وهي أمراضٌ شديدةُ الأَذى، ولذلك نَصَحَنَا رسولُ اللّه- صلّى اللّه عليهِ وسلَمَ- بألا نغضبَ وأن نتحلَّى بالحِلْم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى