الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن حيوانات “البرمائيات”

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البرمائيات الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

تَتكوَّنُ كلمةُ بَرَّمائياتٍ من شِقَّيْن هما "بَرُّ" و "ماءَ"، ومعناها أنَّ هذه الحيواناتِ تعيشُ في الماء أوْ على البرِّ في فتراتٍ مُختلفةٍ من حياتِها. فهيَ تَضَعُ بيضَها في الماء أو الأماكنِ الرَّطْبَةِ، كما أنها تعيشُ في الماء في الأطوارِ المُبكِّرَةِ من حياتِها، وتَتحركُ بالزعانفِ وتَتَنفسُ بالخياشيم مثلُ الأسماكِ.

وبعضُ البَرَّمائياتِ يَحتفِظُ بالخياشيم طولَ حياتِه ولا يستطيعُ أنْ يَتركَ الماءَ بصفةٍ دائمة، بينما بعضُها الآخرُ يَمُرُّ بعدةِ أطوارٍ تَختفِي أثناءها الخياشيمُ وتَتكوَّن لها رئتانِ وأرجلٌ، وعندما يَكتَملُ نَموُّها تَستطيعَ أن تعيشَ على البرِّ.

والبرمائيات هي أولُ حيواناتٍ ذاتِ أرجلٍ أربعٍ ظَهرت على الأرضِ.

 

ويقولُ العلماء: إنَّ أجدادَها كانت مخلوقاتٍ تُشبهُ الأسماكَ عاشت منذُ ملايين السنين فــي البحيـــراتِ والمُـستنقعــات تتــحـرَّكُ بالزعانفِ وتَتنفسُ بالخياشيم.

وعندما تعرَّضَت تلك المستنقعاتُ للجفاف، اضطُرِّت أنْ تزحفَ إلى اليابسةِ وتَكوَّنت لها أرجلٌ للحركة ورئاتٌ للتنفس ولكنها بَقِيت دائما قريبةً من الماء والأماكنِ الرَّطبَةِ.

والبرَّمائياتُ من "ذواتِ الدمِ الباردِ" فدرجةُ حرارةِ أجسامِها تَتغيرُ تَبعَا لدرجةِ حرارةِ البيئةِ.

ففي الشتاء عندما يَبرُدُ الجوُّ، لا تستطيعُ أن تُدفِئَ أجسامَها وتمارسَ نشاطَها، ولذلك تَلجأُ إلـى السكون، وهذا ما يُسمَّى "البياتُ الشتويَّ"، حيث تختبئ الحيواناتُ ويتَوقفُ نشاطُها تماما، وتعتمدُ في غذائِها على الدهون المُختَزَنةِ في أجسامِها.

 

وعلى الرغم من التنوعِ الكبيرِ في البرمائياتِ التي تعيشُ في الوقت الحاضرِ، فإنَّ أولَ ما يَتبادَرُ إلى الذهنِ عند ذكر البرمائياتِ هو الضفادع، فهِيَ أكثُرها شيوعا وانتشارا في أنحاء العالمِ القديمِ والحديثِ، وتتكيَّفُ للمعيشة في كثير مِنَ الظروف البيئيةِ، وتُوجَدُ بأعدادٍ كبيرةٍ في جميع القاراتِ ماعدا القارةِ القُطبيةِ الجنوبيةِ.

ويُطلَقُ على مجموعةِ الضفادع اسم "البرمائياتِ عديمةِ الذنبِ" لعدم وجودِ الذَّيل في طَوْرها اليافعِ. وهي تسمَّى أيضا "القافزاتِ" لأنها تَتحركُ بالقَفزِ فأرجُلُها الخَلفيةُ أطولُ من الأمامية.

ويُوجدُ من الضفادعِ 2600 نوع تقريبا، تنتشـرُ في المناطق المُعتدلةِ والاستوائيةِ، كما توجدُ بعضُ الأنواعِ في المناطق القُطبيةِ.

 

وقد تعيشُ في الماء أو على الأرضِ أو فوق المرتفعاتِ أو على الأشجارِ. وبعضُها يعيشُ في المناطق الصحراويةِ الجافةِ مَدفوناً في باطن الأرضِ على أعماق كبيرةٍ. وهي الوحيدةُ من البرمائيات التي تُصدِرُ ذكورُها أصواتا مُميَّزَةً، تُعرفُ بالنَّقيقِ تزدادُ في موسم التَّوالدِ.

ويحتوي جلدُها على غدد مُخاطيةٍ لتَرْطيبهِ وأخرى لإفراز بعضِ السمومِ، ولها قدرةٌ كبيرةٌ على التلون بلون البيئةِ

والمجموعة الثانيةُ من البرمائياتِ تُسمى "البرمائياتِ الذيليةَ"، وذلك لأنَّ لها أذيالا في أطوارِها الصغيرةِ وتَبقِى إلى أطـــوارِهـــا الـبـالـغــةِ فتصـيـر شبيهـــةً بالـسحـــالـِي. وهــذه الحيــواناتُ تُـعــرفُ عــمــومــا باسم "السمادِلِ".

 

ويَقتصِـرُ وجودُها على آسيا وأمريكا الشماليةِ، كما تُوجدُ منها أعدادٌ قليلةٌ في أوروبا وشمالِ إفريقيا، وهي أقلُّ كثيرا في أنواعِها وأعدادِها من الضفادِع، وتَستعيــنُ بذَيلهــا فـي السباحـة أو الانتقــالِ علــى اليَـابِسـة .

ويَحتـفـظ بعــضُ السمادلِ بالزعانف والخياشيم في أطواره البالغةِ، بينما تَختِفي هذه الأعضاءُ في معظمِها، وتَتكوَّنُ لها أرجلٌ ورئتان. 

وفي بعض الأنواعِ التي تتنفسُ عن طريق الجلدِ لا توجد لها رئتان. والأرجلُ متساويةُ الطولِ وغالبا ما تكون ضعيفةً.

ويعيشُ السَّمندلُ غالبا على اليابسة تحتَ أوراقِ الأشجارِ في الغابات، أو في شقوقٍ بين الأشجارِ، ويلجأ في الجَوِّ الجافِّ إلى حفرِ شقوقٍ قريبةٍ من سطح الأرضِ بحثا عن الرطوبةِ.

وتعيشُ بعضُ السمادلِ فوق الأشجارِ خاصةً في الغابات الاستوائيةِ، ومنها ما يعيشُ في الماء ولا يترُكُه أبدا.

 

ويتراوحُ طولُ السمندل من 5 إلى 10 سم،وقد يصل في الأنواع العِملاقةِ إلى 100 أو 150 سم، وهذه تعيشُ في الصينَ واليابانَ وتُشكِّلُ أطباقاً شهيةً لسكانِ هذه المناطقِ.

ويتراوحُ لون السمندلِ بين الرماديِّ والأصفرِ والبرتقاليِّ والأخضـرِ والبنيِّ والأزرقِ والمبَقّعِ.

وتتغذَّى السمادلُ بالحشـرات وفي سبيل الحصولِ عليها قد تُسبِّبُ أضراراً لبعض المحاصيلِ، كما أنها تَقضـي على بعض الحشـراتِ النافعةِ، وتتغذَّى أحيانا على ما يصادِفُها من ديدانٍ.

والتلقيحُ داخليُّ في معظم الأحيان في الماءِ، كما في الضفادع، ويُوضَع البيضُ في كتلٍ أو أحبالٍ جيلاتينية تَلتصِقُ بالأحجارِ أو النباتاتِ المائيةِ حتى تفقسَ.

 

ولكنَّ أغرب البرمائياتِ هي المجموعةُ الثالثةُ التي تُسمَّى "عديمةَ الأرجلِ". وهي تشبُه دودَ الأرضِ، فجسمُها أسطوانيٌّ طويلٌ به حُزُورٌ حَلقِيةٌ، يتراوح طولُها من 20 إلى 22 سم وقد يَصلُ بعضُها إلى أكثرَ من مترٍ ولا يمكنُ تَمييزُ ذكورِها عن إناثِها.

وهي أنواعٌ حَفَّراةُ تعيشُ في جحورٍ وأنفاقٍ تمتدُّ حوالي 30 سم تقريبا تحت سطحِ الأرضِ، إلا أنَّها تتركُ هذه الأنفاقَ أثناءَ المطرِ الغزيرِ حتى لا تموتَ غَرَقا، وفي بانكوك تُشاهدُ أعدادٌ كبيرةٌ منها مَيتةً على الطرق الرئيسيةِ عقب الليالِي العاصفةِ حيث يقتُلُها الناسُ على أنها ثعابينُ.

وعيونُ هذه الحيواناتِ صغيرةٌ لا تّؤدِّي وظيفةً بَصَـريَّةً، ولذلك تُسمَّى أحيانا "الديدانَ العمياءَ" جلدُها أملسُ لَزجٌ تُغطِّيه أحيانا قشورٌ جيريةٌ صغيرةٌ. ويَغلُبُ عليها الألوانُ الداكِنةُ كالأزرقِ أو الأسودِ أو البنيِّ على الظهر ولكنَّها صفــراءُ باهتـةٌ علــى البَطْنِ.

 

ويمتدُّ على جانبها خَطَّان باهتانَ بطولِ الجسمِ، ويتكونُ بعضُها من ألوانٍ باهتةٍ. وهي تعيشُ في المناطق الاستوائيةِ من أمريكا وآسيا وأفريقيا، وتَتغذَّى على الديدانِ الصغيرةِ والأرَضَةِ (النملِ الأبيضِ) والفراشاتِ.

والتلقيحُ في البرمائيات عديمةِ الأرجلِ داخليٌّ، معظمُها بَيُوضٌ، والقليلُ منها وَلُودٌ يَضَعُ صِغاراً مُتحرِّكةً، وفي الأنواع البَيُوضَةِ تَضعُ الأنثى 24 بيضة تقريبا في حَبلٍ جيلاتينيِّ مُتصلٍ، تَضَعُها في أنفاقٍ رَطْبَةٍ تَحفرَها، ويبلغ قُطْرُ البيضة 6 مليمترات تقريبا، وتَلتَفُّ الأمُّ حول بَيضِها حتى يفقَس.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى