البيولوجيا وعلوم الحياة

آلية عمل “عملية الأيض” التي تحدث داخل جسم الإنسان

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عملية الأيض آلية عمل عملية الأيض البيولوجيا وعلوم الحياة الطب

نَحْنُ نَجْرِي ونلعَبُ ونعمَلُ، ونتكلَّمُ ونضحَكُ، وهكذا نحن في نشاطٍ دائمٍ. ونحن نُجدِّدُ ما يُستهلكُ من أجسامِنا في هذا النشاط، بل إننا نزدادُ وزناً وننمو.

وهذا كلُّه محتاجٌ إلى مادةٍ وطاقة، ويَجْرِي في سلسلة من التَّغَيُّرات الفِيزيائِية والتفاعُلات الكيميائية. ومجموعُ هذه التغيّراتِ يُسمَّى "الأيض".

وفي اللغة الأيضُ "معناه": "التحول". فالأيضُ في الواقعِ مجموعةٌ كبيرةٌ من التحولات التي تحدث في أجسامنا.

 

والغذاءُ هو مصدرُ الموادِ التي تدخلُ أجسامَنا. ويَصْنَعُ الجسمُ من المواد البسيطة، المستمدة من هضم الغذاء وامتصاصه، موادَّ معقدةً كثيرةً.

والجسمُ يضيفُ هذه الموادَّ المُرَكَّبةَ إلى بنيانِهِ كي يعوّضَ ما يُستهلكُ منه وكي ينموَ ويكبر. وهذا الجزءُ من الأيضِ، الذي فيه تركيبٌ وإصلاحٌ ونمو، نسميه "أيض البناء".

والغذاءُ أيضاً هو مصدرُ الطاقةِ التي نحتاجُ إليها لإنتاج الحرارةِ التي تَحْفَظُ حياةَ أَجسامِنا، وحركةَ الأعضاءِ في داخلها والحركاتِ التي نُزاوَلُ به أنشطتُنا المُخْتَلِفَةَ.

 

وذلك لأنَّ جزيئاتِ الغذاءِ المعقدةِ تَخْتَزِنُ كميةً كبيرةً مِنَ الطاقة. وعِنْدَما تَتَحَّلَّلُ هذه الجزيئاتُ إلى جزيئاتٍ أبسط في داخل أجسامنا، وعندما تَحْتَرِق (أي تتأكسد) في عمليةِ التنفس يَنْطَلِقُ جزءٌ كبيرٌ من طاقَتِها المختزنة. ونتيجةً للتَّحَلَّلِ والاحتراقِ تنتجُ موادُّ ضارة، كعادِمِ السيارات.

وهذه تخرجُ مع هواء الزفير أو مع بعض الماء في البَوْلِ الذي تُخْرِجُه الكليتان. وهذا الجزءُ مِنَ الأيضِ الذي فيه تحليلٌ وحرقٌ وإخراج، نسميه "أيض الهدم".

فالأَيْضُ إذَنْ هدمٌ وبناءٌ، وكلاهما يجري في عملياتٍ كثيرةٍ معقدة، وتقومُ الإنزيماتُ بتيسيرِ حدوثها. وإذا زادتْ عملياتُ الهدمِ على عمليات البناء، نقصت أوزانُنَا وَهَزُلَتْ أجسامُنا.

 

أما إذا زادت عملياتُ البناء. ازْدَدْنا وزناً، وإذا تجاوزت هذه الزيادةُ الحدودَ الصحيحةَ أُصِبْنا بالبدانةِ. وفي الإنسان السَّوِيّ يكونُ هناك في العادةِ توازنٌ بين الهدمِ والبناء. وتُسْهِمُ الهرموناتُ في تنظيمِ هذا التوازن.

ويُمْكِنُنا أنْ نُحَدِّدَ مِقْدارَ الأيضِ في أجسامنا بقياسِ كمية الحرارة الصادرة منها، أو قياسِ كميةِ الأكسيجين التي نَسْتَهْلِكُها في تَنَفُسِنا في وقت معين. وكلاهما يزيد إذا ارتفعَ مقدارُ أيضنا، مثلاً عندما نَجْرِي.

 

وأعلى درجات الأيض يكونُ عند الجري والوَثب، وأقل منه عند السباحةِ، ثم ركوب الدراجة ثم المشـي، ثم الكتابة، ثم الجلوس. وحتى عندما ننامُ نكونُ في حاجةٍ إلى الطاقة، فنحن نَتَنَفَّسُ، وقلوبُنا تَنْبضُ، ودماؤنا تدور، وأمعاؤنا تَهْضِمُ، وأجسامُنا يجبُ أنْ تدفأَ. ولكن عند النوم يكونُ الأيضُ في أجسامِنا عند أدنى مستوياتِهِ، ثم يرتفعُ عندما نصحو ونَنْشَطُ.

ويزدادُ نشاطُ الأيضِ في مراحلِ نمونا، في صِبانا وشبابنا، وعندما نمرض فترتفعُ درجة حرارةِ أجسادنا. والقاعدةُ أّنَّه كُلَّما صَغُرَ حَجْمُ جسمِ الإنسان أو الحيوان، ارتفع نشاطُ أيضه. 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى