العلوم الإنسانية والإجتماعية

نبذة تعريفية عن عملية الاستعمار وأشكاله

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عملية الاستعمار أشكال الاستعمار العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

الاستعمارُ معناهُ سيطرةُ شَعْبٍ على شعبٍ آخرَ. أو بَسْطُ نُفُوذِ شعبٍ على شعبٍ آخرَ. ويرجعُ ذلك إلى أنَّ الدولةَ تنمُو وتكبُرُ كلما نَمَت مظاهرُ النشاطِ والتقدُّم بين سكانِّها.

وهذا قد يَدْفَعُها إلى الطَمَعِ في إِيجادِ مَجَالٍ حَيَويٍّ تَتَوسَّعُ فيه، وتجدُ فيه ما ينقصُها من احتياجاتٍ وخاماتٍ، وتبيعُ فيه منتجاتِها، وتنشـرُ فيه ثقافَتَها. وقد يضطرُّها هذا التوسُّعُ إلى أنْ تَضُمَّ إلى أراضيها أراضِيَ جديدةً بغيرِ حقٍّ، حتى لو كانَ ذلك عن طريقِ الغَزْو والحَرْب.

والاستعمارُ ليس بالحديثِ العَهْدِ، فقد نشأتْ الامبراطورياتُ وامتدَّ سلطانُها منذُ فَجْرِ التاريخِ مثل امبراطورياتِ: مِصْـرَ، وبلادِ الرافَدَيْنِ، وفارِسَ، وكذلك الامبراطوريةُ الرومانيةُ.

 

واتخذ الاستعمارُ عِدَّةَ أشكال، منها: الحروبُ وتدفُّقُ الجماعاتِ البشـريةِ وهجرَتُها إلى أرضٍ جديدةٍ، وكان على السكَّانِ الأصليَّين إما الخضوعُ أو تَرْكُ أراضيهم وهجرتُهم إلى مناطقَ منعزلةٍ أو غير مأهولةٍ.

ومن ألوانِ الاستعمارِ "النوعُ التِجَارِيُّ" الذي جاءَ نتيجةً لعصـرِ الاستكشافِ الأوروبيِّ. فأقامَ الاسبانُ والبرتغالُ امبراطورياتٍ "تجاريةٍ" واشتدَّ التنافسُ بينهما في أراضي الأمريكتيْن.

ومن ألوانِ الاستعمارِ أيضاً "النوعُ الاسْتِيطَانِيُّ"، وفيه تقومُ الدولُ المُسْتَعْمَرَةُ باستغلالِ كلِّ مواردِ المنطقةِ المُستَعمِرَةِ، ويعمدُ المستعمِرون إلى إبادةِ السكَّان وتعذيبِهم وتشـريدِهم إذا ما حاولُوا مقاومةَ الاستعمارِ.

 

وقد حدثَ هذا الاستعمارُ في ليبا على أَيدي الإِيطاليِّين، وفي الجزائرِ على أيدِي الفرنسيينَ، وفي فِلِسْطِينَ على أيدِي الصهاينةِ، وفي مناطقِ جنوبِ أفريقيا على أيدي المستوطنين البِيض.

وقد ظَهَرَتْ صُوَرٌ من الاستعمارِ الحديثِ تحتَ أسماءٍ تُخْفِي حقيقتَها، منها نظَامُ "الوصايةِ والانتدابِ" الذي ظهرَ بعد الحربِ العالَمِيَّةِ الأولَى بزعمِ مساعدِة الدُّوَلِ التي كانَتْ تحتَ سيطرةِ ألمانيا وتركيا على الاستقلالِ.

 

بينَما كان الهدفُ الحقيقِيُّ هو استعمارَ تلك المناطِق، ومن الأمثلةِ على ذلك خضوعُ كُلٍّ من الأردنِ، وفلسطينَ، والعراقِ للانتداب البريطانيِّ وسوريا ولبنانَ للانتدابِ الفَرَنْسِيِّ.

ومن صُوَرِ الاستعمارِ الأخرى نظامُ "الحِمَايةِ" وقد سادَ في النِّصْفِ الثاني من القَرْنِ التاسعِ عَشـرَ، ومن أمثلتِه: فرضُ بريطانيا وأوغندةَ، وزِنْجِبار، وعَدَن، وحَضْـرَموْتَ ومِصْـرَ، أمَّا فَرَنْسَا فَقد فرضَتْ حمايتَها على كْلٍّ من تُونُس، ومَراكِشَ.

 

ومن صورِ الاستعمارِ أيضا "الاستعمارُ الاقتصاديُّ" و"الاستعمارُ الثقافيُّ" و"الاحتكاراتُ العالَمِيَّةُ" و"التبعيةُ" بكلِّ أبعادِها.

والحريةُ أغلىَ حقٍّ من حقوقِ الإنسانِ، ولذلكَ تحاولُ الشعوبُ المُسْتَعْمَرَةُ أن تتخلَّصَ من مستعمريها وتنالَ استقلالَها.

 

وهي تسعَى لذلك بكلِّ الوسائلِ التي تسستطيعُ بها أن تقاومَ المُسْتَعْمِرَ القَوِيَّ الظالمَ، وشعورُ الشعبِ الضعيفِ المستعمَرِ بأنَّه على حقٍّ وأنَّ عليه أن يكافحَ حتى يسترِدَّ حريتَه، يُكسِبُه القوةَ والعزمَ، ويدفعُه إلى التضحيةِ والاستشهادِ حتى يُكتَبَ له النصـرُ في النهايةِ.

وعندئذٍ يعم الشعبَ المستقِلَّ الفرحُ والابتهاجُ بنَيْلِه حريتَه، ويتخِّذُ ذلك اليومَ عيداً يَحْتَفِلُ به كُلَّ عامٍ. ويسمِّيه "عيدَ الاستقلالِ" أو "العيدَ الوطنيَّ" أو نحوَ ذلك.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى