الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن خصائص وأنواع حشرات النمل

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حشرات النمل أنواع حشرات النمل خصائص حشرات النمل الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

النَّملُ حَشَراتٌ صَغيراتٌ تَنْتَمِي إلى رُتْبَةٍ غِشائِيَّةِ الأَجْنحةِ وتعيشُ مَعيشَةً اجْتماعيَّةً مِثْلُها في ذلكَ مِثْلُ النَّحلِ

ويَتَراوَحُ طولُ النَّملةِ الواحدةِ من 1 ملليمتر إلى 4 سنتيمتر، وينقسمُ جِسْمُها – مِثْل جسمِ كلِّ الحشراتِ – إلى ثلاثةِ أَجْزاءٍ رئيسةٍ هي الرَّأسُ والجِذْعُ والبَطْنُ، وفي الرّأسِ توجَدُ العيونُ وقرونُ الاسْتِشْعَارِ وأجزاءُ الفَم، والجِذْعُ يَحملُ ثلاثةَ أَزْواجٍ من الأرُجُلِ.

والبطنُ قِسمانِ أماميٌّ ضَيِّقٌ يُسَمَّى الخَصْرَ، وخَلْفيٌّ مُتَّسِعٌ يُسَمَّى المِعَديّ، ويحملُ أداةً لِلَّسْعِ وأدواتٍ لِوَضْعِ البَيضِ.

 

ويمرُّ النملُ في أربعِ مَراحلَ من التّكوينِ هي: البَيْضَةُ وهي منْ الدِّقَّةِ بمَكانٍ وتنفقسُ في أيامٍ مَعْدوداتٍ إلى اليَرَقَةِ وهي دوديةٌ بَيضاءُ تَتَحَوَّلُ بعدَ نُضْجِها إلى عَذْراءَ (خادِرَةٍ) تَغْزِلُ حَوْلَ نفسِها شرانِقَ من حريرٍ. 

وتظلُّ العَذراءُ دونَ حَرَكةٍ أو غِذاءٍ حتّى تتحوَّلُ إلى نَمْلَةٍ كاملَةٍ خِلالَ أُسبوعينِ أو ثلاثةٍ.

وهناكَ 3500 نوعٍ من النَّملِ تعيشُ في مُسْتَعْمَراتٍ.

 

وتَحْتَوي المُستعمرةُ الواحدةُ نحوَ مليونِ فَرْدٍ، أَغْلبها شَغَّالاتٌ وهُنَّ إناثٌ عَقيماتٌ غيرُ مَجَنَّحاتٍ يَقُمْنَ في المستعمرةِ بكلِّ الوظائفِ ما عَدا وَضْعَ البيضِ مِثْل البَحثِ عن كلٍّ من الماءِ والغِذاءِ وتنظيفِ المُسْتعمرةِ ورعايةِ الصّغارِ وتَغْذِيَةِ الإناثِ (المَلِكاتِ) والذُّكورِ وبناءِ المُسْتَعْمَرَةِ ومحاربةِ الأعداءِ.

والذُّكورُ وظيفتهم إخْصابُ الإناثِ وهمْ مُجَنَّحونَ أصْلاً ولكنَّهُم يفقدونَ أجنحتَهم فيما بعدُ. والملكاتُ لهنَّ وظيفةٌ واحدةٌ وهي وَضْعُ البيضِ.

وهنَّ مُجَنَّحاتٌ كذلكَ ولكنهنَّ يفقدْنَ أجنحتهنَّ كنوعٍ من التَّكيُّفِ مع الحياةِ فوقَ سَطْحِ الأرضِ.

 

وفي أوقاتٍ مُعيَّنَةٍ من السَّنةِ، وبعدَ أن تَصِلَ الذكورُ والإناثُ إلى مرحلةِ البلوغِ، تطير طِيران العُرْسِ للتَّزاوجِ الّذي عادَةً ما يَنْتَهي بموتِ الذّكورِ. 

وأمَّا الإناثُ فيعدْنَ إلى المُستعمرةِ أو يهبطْنَ إلى الارضِ لتكوينِ مُسْتَعْمَرَةٍ جديدةٍ وهنَّ مُحَمَّلْنَ بالبيضِ المُخَصَّبِ.

فإنْ عادتِ الإناثُ المُتَزَوِّجاتُ إلى مستعمراتِهِنَّ القديماتِ فَقَدْنَ أجنحتهنَّ وبدَأْنَ بوضعِ البيضِ ويُسَمَّيْنَ آنئِذٍ الملكاتِ اللَّائي تقومُ الشغَّالاتُ بخِدْمَتِهِنَّ.

 

وإنْ هَبَطْنَ إلى الأرضِ لتكوينِ مُستعمرةٍ جديدةٍ، فإنَّهُنَّ يبحثْنَ عن مكانٍ مُناسِبٍ لبناءِ عُشٍّ جديد وعندئذٍ تسقطُ أجنحتهنَّ ويَخترْنَ لأنفسهِنَّ حُفْرَةً صغيرةً ويبدَأْنَ في وضْعِ البَيْضِ فيها.

وتقومُ الإناثُ بتغذيَةِ اليَرَقاتِ الناتِجاتِ عَنْ فَقْسِ البيضِ ورعايتِهِنَّ وتربيةِ الجيلِ الأولِ الَّذي عادةً ما يكبُرُ ليكونَ أوَّلَ دفعةٍ من الشَّغَّالاتِ. وتقومُ الإناثُ بتغذيةِ هذه الدفعةِ بفَضَلاتِ الطّيرانِ المُتَحَلِّلَةِ.

وعندَ ظهورِ الشَّغَّالاتِ فإنَّهُنَّ يَقُمْنَ بِبِناءِ مُسْتَعمرةٍ مُتَكامِلَةٍ مُكَوَّنَةٍ من عدَّةِ حُجُراتٍ متخصِّصَةٍ: منها ما هوَ لِخَزْنِ الغِذاءِ، ومنْها ما هو حاضِناتٌ للصِّغارِ، ومنها غرفةٌ كبيرةٌ للملكةِ الَّتي سوفَ تُخْدَمُ بواسطةِ الشَّغَّالاتِ، وترتبطُ الحجراتُ ببعضِها بَعْضاً بدَهاليزَ خاصَّةٍ.

 

والنَّملُ أنواعٌ عديدةٌ كما أشَرْنا، وهو يُصَنَّفُ وَفْقاً لمعاييرَ مُعيَّنةٍ منها الحجمُ ونوعُ العملِ. فمنْ حيثُ الحَجْمُ هناكَ:

1- النَّمْلُ الصَّغيرُ: الَّذي يعيشُ في المنازلِ ويَسمَّى النّملَ المنزليَّ أو النَّملَ الفرعونيِّ، ولونُ أفرادِهِ أصفرُ أو بنيٌّ وليسَ بينَها شغالاتٌ.

 

2- النَّملُ الكبيرُ: وهو يعيشُ خارجَ المنازلِ في الحدائقِ وعلى جانبيْ الطُرُقِ وفي أنْفاقٍ يحفرُها في الشَّجرِ، وهو أسودُ اللَّونِ.

 

ومن حيثُ نوعُ العملِ: هناكَ النملُ البَنّاءُ، والنَّملُ النَجّارُ، والنَّملُ الحفَّارُ، والنَّملُ قاطِعُ الأوراقِ الَّذي يحملُ أثقالاً تَفوقُ وزنَ جسمِهِ خمسينَ مرَّةً!

والنَّملُ المُحارِبُ الَّذي يعيشُ على افْتِراسِ غيرِهِ مِنَ الحَشَراتِ، والنَّملُ اللّصُّ الحاصِدُ الَّذي يُغِيرُ على أَعْشاشِ غيرِهِ من النَّملِ ليسرقَ منها الصّغارَ ويُربِّيها عندَهُ عبيداً!

والنَّملُ الحاصِدُ الَّذي يجمعُ البُذورَ ويخزنُها في أعشاشِهِ، والنَّملُ الحالِبُ الَّذي يُربِّي حشراتِ المَنِّ كَيْ تَمُدَّهُ بسائِلٍ حُلْوِ المَذاقِ عِبارَة عَنْ إفرازاتٍ بها موادُّ سُكَّريةٌ ويُسَمَّى «النَّدوةَ العَسليَّةَ»، والنَّملُ النَسَّاجُ الَّذي يَصنعُ لهُ أعشاشاً في أوراقِ الشَّجَرِ.

 

وللنَّملِ – مثلُهُ في ذلكَ مثلُ سائِرِ المخلوقاتِ – لُغَةٌ، ولُغةُ النملِ لغةٌ كِيْميائيَّةٌ. فعِندَما تَلْتَقي نَمْلَتانِ فإنَّهُما يَتوقَّفانِ بُرْهَةً يُحَرِّكانِ فيها قُرونَ استشعارِهِما بحَرَكاتٍ مُتَبادلةٍ بينَهُما. 

وهُما بذلكَ يَتَبادَلانِ إشاراتٍ شميَّةٍ تُخْبِرُ بِهِما إحْداهُما الأُخْرى عَنْ كميَّةِ الغِذاءِ وما إذا كانَتْ تُريدُ المُساعدةَ في جَمعِهِ وحَمْلِهِ إلى المُستَعْمرةِ. لذا نَرَى النَّملَ يَسيرُ دَوْماً في خطوطٍ مُستقيمةٍ صوبَ مَصدرِ الغِذاءِ.

والإشاراتُ الشَّميَّةُ في النَّملِ هي بمثابَةِ مُرَكَّباتٍ كيميائيَّةٍ تُسَمَّى «الفيرموناتِ» تُنتِجُها الشَّغَّالاتُ مِنْ غُدَدٍ بالفَكِّ العلويِّ على هَيْئَةِ رَذاذٍ خفيفٍ.

 

فعندَما تجدُ نملةٌ شَغّالَةٌ الغِذاءَ فإنَّها سُرْعانَ ما ترجعُ قافلةً إلى المستعمرَةِ بعدَ أن تضعَ على الطُّرُقِ المُؤَدِّيَةِ من الغذاءِ إليها نُقطاً من الفِيرموناتِ.

وعندَما تَعودُ النَّملةُ الَّتي عَثَرَتْ على الغذاءِ أَدْراجَها إلى المستعمَرَةِ فإنَّها تَنْدَفِعُ مُتَجَوِّلَةً في أرْجائِها مِمّا يعملُ على إثارَةِ النَّمْلِ المَوْجودِ داخِلَها، وسرعانَ ما يُهْرَعُ خارِجَها مُتَقفيّاً الأَثَرَ الكيميائيَّ (نقطَ الفيرموناتِ) الَّذي خَطَّتْهُ النملةُ المتجوِّلَةُ.

ومِمّا يجدُرُ ذِكرُهُ أنَّ النَّمْلَ قد وَرَدَ ذكرُهُ في القُرآنِ الكريمِ، حيثُ يقولُ جَلَّ وعَلا قال تعالى(حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل:18 -19).

فعندما عَلَّمَ الحقُّ سبحانَهُ وتعالى نبيَّهُ سُلَيْمانَ لغةَ النَّملِ فهمَ مقولةَ النَّملةِ وشَكَرَ اللهَ على هذهِ النِّعمةِ ودَعاهُ أنْ يُدخِلَهُ برحمتِهِ في عبادِهِ الصّالحينَ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى