شخصيّات

قصة اختراع السيدة “وليمين” لأغطية جنازير الدراجات

1995 نساء مخترعات

الأستاذ فرج موسى

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أغطية جنازير الدراجات السيدة وليمين شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

كان للسيدة "وليمين" اختراعات عديدة، هي في الواقع تحسينات تم إدخالها على أغطية الجنازير، بالإضافة إلى قطع غيار أخرى.

وهناك التلبيسات التي يتم تثبيتها على إطارات الدراجة لحماية ملابس قائدها. وأيضا واقية الرياح لحماية الأطفال الذين يجلسون في المقعد الأمامي من الدراجة، وعدد كبير من المنتجات المرتبطة بالدراجات.

وبعض هذه الاختراعات هي إبداعات ذاتية خالصة للسيدة " وليمين"، والبعض الآخر ثمار أفكار بارعة فجائية للرجال والنساء الذين يعملون معها في المصنع.

 

وأحد هذه الاختراعات، غطاء جنزير، يتكون من جزءين متساويين حيث إن هذا النظام البسيط سهل وسريع التجميع بواسطة مصانع الدراجات، حيث تترجم كل دقيقة توفرها في الوقت إلى أرباح.

وحتى حين يكون ذلك ضروريا، يستطيع راكب الدراجة تبديل غطاء الجنزير القديم بآخر جديد بنفسه بكل سهولة.

لكن، الدراجة يجب أن تكون جميلة وجذابة أيضا!! وحتى تكون مسايرة للموضه، لا بد أن تكون مزركشة الألوان!!

 

"يا لها من قصة، فعليك أن تجد الطلاء الصحيح المناسب!! طلاء يمكنه الثبات على البلاستيك، وأن يتحمل الشمس والمطر والثلج والصقيع. لقد اجرينا مئات الاختبارات.

ولا زلت أتذكر اليوم الذي وضعنا فيه غطاء جنزير من البلاستيك، حديث الدهان في "فريزر"، عند درجة 20 تحت الصفر. وعندما حاول رجالي ثنيه، فما كان من الغطاء إلا أن انكسر محدثا فرقعة رهيبة!!"

كانت تلك الأيام أياما رائدة حقا. واليوم تقدم شركة Woerd لعملائها غطاء جنزير من البلاستيك بعدة ألوان، تضم ألوان قوس قزح، كما تمت معالجة هذه الطلاءات الكتروستاتيكيا.

 

واشتملت عملية التشطيب الطلائي على إضافة لمسات الميتاليك. وقالت وليمي: "إنني عندما أرى شخصا ما راكبا دراجة مزودة بأحد أغطية الجنازير التي أنتجها مصنعي، أفكر على الفور في الشعار القديم القائل: "إنه ابتسامة دراجتك".

ويمكن أن تطلب مصانع الدراجات أغطية جنازير ذات ديكورات وأشكال خاصة. وأجمل ما رأيت من هذه الأغطية له قصة ذات طابع شخصي، حيث تم طلاؤها من أجل فرقة موسيقية، وبها نوتة موسيقية باللون الذهبي على أرضية سوداء.

كما رفهت الموسيقى الخفيفة عن عمال "وليمين"، وهذا أمر شائع بالمصانع في هذه الأيام. لكن الأقل شيوعا هو أن ترى بعض المعاقين يعملون في مصنعها.

 

ومع أن الحكومة تسهم جزئيا في دفع رواتب هؤلاء المعاقين، إلا أن وجودهم في المصنع يرجع كليا إلى فلسفة السيدة "وليمين".

"عندما تملك الفرصة لمساعدة شخص ما على أن يعيش حياة طبيعية، فمن الواجب عليك أن تفعل ذلك. ولكن للأسف، إن العمل هو العمل، ولا يمكننا توفير فرصة عمل لأكثر من خمسة معاقين مرة واحدة في نفس الوقت".

وكما قد يتصور جيدا، فإن المنافسة شديدة جدا في هولندا، البلد المشهور بالدراجات. لكنها لميزة مفيدة أن تبيع قطع غيار فقط، وذلك فيما عدا تلك الأيام القاسية التي واجهتها "وليمين؛ عندما أصيبت مصانع كثيرة للدراجات في أوروبا بالإفلاس في عامي 1985- 1986.

 

ولحسن الحظ، فقد تحسنت الأمور في هذه الأيام، حيث أصبحت الدراجات، مرة أخرى، موضع الاهتمام والتشجيع لأسباب صحية وبيئية. ففي عام 1989، ارتفعت المبيعات إلى مليون وحدة من قطع الغيار، ما بين أغطية للجنازير، وواقيات للملابس، وغيرها.

والآن، أصبح مستقبل المصنع بين يدي السيدة "جوهانا الثانية"، حيث سلمت "وليمين" المشعل إلى ابنتها في عام 1989.

وتقول "وليمين" في حكمة :"لكل شيء أوانه.. غير أني أشعر أنه ما زال في ذهنها كثير من الاختراعات.. أفليس الاختراع على أي حال نوعا من الإدمان؟"

 

وقبل أن أترك "وليمين" سألتها :"أين ومتى تخطر لك أفكار هذه الاختراعات؟"

أجابت ((وليمين))، وهي تمرر أًصابعها بين خصلات شعرها الرمادي القصير، قائلة:"حسن، إنها تخطر لي في أي مكان، وفي أي وقت.

فهي تخطر لي في مكتبي عندما أحاول حل مشكلة معينة، وأنها تخطر لي أيضا في أثناء قيادتي السيارة، أو إطعام كلبتي، أو حتى تنظيف نوافذ منزلي.

 

فهناك شخصيتان في داخلي: شخصية المخترع الذي لا يتوقف عن التفكير بتاتا، وشخصية رجل الأعمال الذي يتصرف كبهلوان الأرجوحة بدون شبكة أمان.

فلا يمكنك التوقف، بل عليك الاستمرار في التقدم للأمام طوال الوقت. وتبتسم مضيفة : ((لكي أحسن تحسيناتي)) – وهذا هو شعاري !!)).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى