الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن حيوان الأَسَد

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوان الأَسَد الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

الأسد حيوانٌ آكلٌ لحمٍ من فصيلةِ القِطَطِ، ولكنَّه مفترسٌ. عرفهَ الناسُ على مدَى التاريخِ رمزاً للقُوَّةِ والشجاعةِ،

ويُسَمُّونَه "مَلِكَ الوحوشِ" أو "مَلِكَ الغابةِ"، كما عرفتْه الحضاراتُ المصـريةُ القديمةُ والآشوريّةُ ووُجِدَتْ رسومُه في بعضِ آثارِهم.

وكان الرومانيون يأتون بالأسودِ في أقفاصٍ حديديةٍ إلى ساحاتِ المدنِ الكبيرةِ ليصارعَها الإنسانُ، والذكرُ جسمُه طويلٌ وأرجلُه قصيرةٌ ورأسهُ كبيرةٌ، وذيلُه ثلثُ طولِ جسمهِ تقريباً.

وفي نهايته خُصْلَةٌ من الشَّعرِ. يَزِنُ حَوَالَيْ 230 كيلوجراما. والأنثى، التي تُسَمَّى لَبُؤَة، تَكون غالبا أصغرَ من الذَّكرِ.

 

والأسدُ له لِبْدَةٌ من شعرٍ طويلٍ كثيفٍ تغطِّي مُؤَخَّرَةِ رأسهِ وعُنُقِه وتمتدُّ على كتِفَيْه وصَدْرِه، ولونُه أصفرُ يميلُ إلى البُنِيِّ أو البرونزي، وتتميزُ الأسودُ الأفريقيةُ بلِبْدَةٍ سوداء.

ويقولُ العلماءُ إِن الأسودَ كانتْ منشـرةً حتىَّ نهايةِ القرنِ الماضِي في أجزاء كبيرةٍ من أوروبا بما في ذلك اليونانُ، وفي شمالِ أفريقيا، والهندِ، وآسيا الصغرى، وسوريا، وفلسطينَ، وشبهِ الجزيرةِ العربيةِ، وايرانَ.

ولكنَّها انقرضت في معظم هَذه البلادِ، وتوجدُ الآنَ بكثرةٍ في أفريقيا في جنوبِ الصحراءِ الكُبْرَى وفي ساحلِ العاجِ وفي أجزاءٍ من الهِنْدِ.

 

والأسودُ تعيشُ أزواجاً أو في أُسَرٍ صغيرةٍ أو جماعاتٍ من أربعةِ الى عشرةِ أفرادٍ، في مناطقِ الحشائشِ الواسعةِ والغاباتِ المفتوحةِ أو على أطرافِ الصحراءِ، وتفضِّلُ أن تكونَ قريبةً من مصادرِ الماءِ فهي تحتاجُ إلى الشُّـرْبِ مَرَّةً على الأَقَلِّ في اليوم.

وهي عادة تستريحُ نهاراً في عَرِينِها أو في ظِلِّ الأشجارِ، وتسعَى للحصولِ على فريستِها ليلاً، ويُسْمَعُ زَئِيرُها في المَسَاءِ، قبلَ خُرُوجِها للصِّيْدِ، وفي الفَجْرِ، وتخرجُ الأسودُ أحياناً في نهارِ الأيامِ الباردةِ المُلَبَّدَةِ بالغيومِ.

والأسودُ تأكلُ حيواناتِ المرعِى، والغزلانَ، والزَّرافَ، والحمارَ الوحشِـيِّ المخطَّطَ.

وهذه الحيواناتُ تعرفُ جيدا أن الأسدَ عَدُوُّها الأولُّ، وتَشُمُّ رائحتَه أو تلمحه من بُعْدٍ، وتعتمدُ على سرعتِها الكبيرة في الهُرُوب منه. والأسودُ المُسِنَّةُ التي لا تقوَى على اصطيادِ الحيواناتِ السـريعةِ تَسْتَسهِلُ اصطيادَ الحيواناتِ المستأنسةَ، فتطوفُ حولَ القُرَى للحصول عليها،

 

واذا لم تجدْ فريستَها من هذه الحيواناتِ فهي تلجأُ إلى قَتْلِ الإِنسان. والغريبُ أن الأسودَ اذا لم تَكُن جائعةً لا تهاجمُ الإِنسانَ أو الحيوانَ. وفي بعضِ حدائقِ الحيوانِ المفتوحةِ يمكنُ قيادةُ السيَّاررات وَسَطَ الأسودِ الطليقةِ لمشاهدِتها وتصويرِها ولا يُسْمَحُ للزائرين بالنزولِ من سيَّاراتهم لِعَدَمِ إثَارَتِها.

والأسودُ تخرجُ للصَّيدِ في جماعاتٍ، وأغلبُ الصَّيدِ تُحضِـرُه الإِناثُ، وغالباً ما يَتَقَدَّمُ أحدُ أفرادِ الجماعةِ الفريسةِ ويُوَجِّهُهَا للسَّيرِ في ناحيةٍ ينتظرُ فيها بقيةُ الأفرادِ، ثم يهاجُمها بقفزةٍ خاطفةٍ، ويضعُ إِحدَى رجليْه الأماميتيْن على وَجْهِ الضَحِيَّةِ والرِّجْلَ الأخرَى على كَتِفِها، وينهشُ رَقَبَتها بأَنْيَابه.

 

وتستهوي رياضةُ صيدِ الأسودِ الإِنسانَ المُخَاطِرَ، ولا بُدَّ أن يكونَ الصَيَّادُ ماهراً في الرِّمايةِ، ويطاردُ الأَسَدَ وهو راكبٌ حِصَانَه أو في سيارةٍ حتى يقتربَ منه على مسافةٍ تُحَقِّقُ له إصابةَ الهَدَفِ من أَوَّلِ رَمْيَة. 

فالأسدُ يصبحُ أَشَدَّ خطورةً إذا أُثيرَ أو جُرح. وكان الرومانيون يمارسون رياضةَ صَيْدِ الأسودِ في أفريقيا في عَرَبَاتٍ سريعةٍ، ويستخدمون النِّبَالَ والحِرَابَ لهذا الغَرَضِ.

 

ومتوسطُ عمرِ الأسدِ من 8 إلى 13 سنة ولكنَّه يعيشُ في الأَسرِ نحوَ خمسةٍ وعشـرين عاماً. والأُنْثَى تَلِدُ مَرَّةً وَاحِدَةَ كلَّ سنةِ اذا كانتْ حَبيسةً في الأَسرِ أو مَرَّةً كُلَّ سنتيْن في البرارِي، وهي تَلِدُ صغيريْن أو ثلاثةً في المرَّةِ، ونادراً ما تَلِدُ سِتَّةَ صِغارٍ. وصغارُ الأسودِ تُسَمَّى أشبالاً، ويختلفُ لونُ الأشبالِ عن آبائِها فهي مُنَقَّطَةٌ بنُقَطٍ سوداءَ مثل الفهودِ.

وتُرْضِعُها الأمُّ لمدةِ ستةِ شهورٍ ثم تُدَرِّبُها على الصَّيْد. ويمكنُ تربيةُ الأشبالِ واستئناسُها منذ ولادتِها، كما يمكنُ ترويضُ الأسود وتدريبُها لتقديمِ ألعابِ السيركِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى