علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن الفتات الصخري البركاني “الطف” وأنواعه

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع

KFAS

الفتات الصخري البركاني الطف أنواع الطف علوم الأرض والجيولوجيا

عبارة عن فتات صخري بركاني متماسك تكون نتيجة لتراكم المواد المفتتة المختلفة التي يقذفها البركان في الهواء.

وهي مواد كانت مصهورة ثم اندفعت بشدة من فوهة البركان على شكل قطرات دقيقة (رذاذ) من اللابة السائلة وبردت بسرعة وجمدت على شكل حبيبات أو قطع صخرية دقيقة جداً، مختلفة الأحجام. 

إذ تتراوح بين الرماد البركاني الناعم إلى الكتل الصغيرة الكروية أو غير منتظمة الشكل (انظر الأشكال المرفقة).

 

إن المواد المصهورة (الصهير) عندما تكون عند أعماق بعيدة تحت سطح الأرض – تحتوي عادة على كمية كبيرة من الغازات الذائبة في الصهير نتيجة للضغط الشديد الواقع عليها. 

وعندما تندفع المادة المصهورة عبر قصبة البركان فإن الضغط الواقع عليها يصبح منخفضاً مما يؤدي إلى تمدد الغازات الذائبة وزيادة حجمها وتجمعها على شكل فقاعات كثيرة داخل المواد المصهورة.

وعندما تتجمد المواد المصهورة فإن الغازات المحبوسة في هذه الفقاعات يزداد ضغطها، فتنفجر بشدة لتحطم الصخر المتجمد وتبعثره على شكل رقائق ناعمة أو قطع صخرية صغيرة لا تلبث أن تتجمع حول البركان وتتماسك مكونة ما يعرف باسم طف (Tuff).

 

وهناك أنواع كثيرة من الطف تختلف باختلاف حجم القطع الصخرية المكونة لكل نوع، فهناك البريشيا البركانية والمتكتلات الصخرية المكونة من شظايا بركانية مختلفة الأحجام وغيرها من أنواع الطف.

ويتجمع الفتات الصخري حول البركان على أبعاد متفاوتة منه، تختلف باختلاف حجم القطع الصخرية، فالفتات الخشن يتجمع قريباً من فوهة البركان في حين يتجمع الفتات الناعم الأقل حجماً على مسافات أبعد من البركان. 

أما الرماد البركاني فيحمله الهواء ليترسب على بعد مئات الكيلومترات من البركان سواء على اليابس أو في البحار والمحيطات.

 

وفي حالات كثيرة يتكون الطف من بلورات دقيقة أو قطع الصخور الصلبة الناعمة التي تخرج من البراكين مع المواد المصهورة.

أما من حيث التركيب الكيميائي والمعدني للطف فإنه يختلف باختلاف التركيب الكيميائي والمعدني للمواد المصهورة التي تندفع من فوهات البراكين، فهناك مثلاً الطف التراكيتي والطف الريوليتي والطف الأنديزيتي والبازلتي… الخ.

كما أن هذه الأنواع تصنف حسب نسيجها إلى طف زجاجي (Vitric). وطف بلوري (Crystal) وطف صخري (Lithic) حسب مكونات كل نوع إن كانت مادة زجاجية غير متبلورة أو تجمعات من البلورات الدقيقة أو تجمعات من قطع الصخور مختلفة الأحجام.

 

والطف الزجاجي

ينتج عن انفجار فقاعات الغازات المحبوسة في اللابة، مما يؤدي إلى تناثرها على شكل قطرات دقيقة جداً تجمد مكونة رقائق من مادة زجاجية تحدها أوجه مقعرة تمثل الجدران الداخلية للفقاعات.

وفي بعض الحالات تبقى هذه الفقاعات محبوسة داخل الكتل الكبيرة من المادة الزجاجية كما في الحجر الخفاف والذي يتميز بخفة وزنه ونسيجه الفقاعي.

 

وتكون القطع الزجاجية التي يتكون منها الطف الزجاجي عديمة اللون عادة، ولكن في بعض الحالات تكون مغلفة بطبقة رقيقة جداً من الماجنتيت أو البازلت الزجاجي.

والطف الزجاجي يدل عادة على انفجارات بركانية عنيفة، ويوجد عادة على مسافات بعيدة من فوهة البركان. أما من حيث تركيبه الصخري فعادة يكون ريوليتي وأحياناً تراكيتي وأنديزيتي ونادراً ما يكون بازلتي.

 

أما الطف البلوري

فهو الطف الذي يتكون أساساً من اللابة الحاملة لبلورات سبق أن تكونت قبل ثورة البركان، ولما اندفعت اللابة فيما بعد من فوهة البركان حملت معها هذه البلورات لتتجمع حول البركان مكونة ما يعرف بالطف البلوري أو طف البلورات.

وتكون البلورات عادة مكسوة أو مغلفة بمادة زجاجية رقيقة من مادة اللابة.

وفي حالات قليلة تكون البلورات نقية غير مغلفة بها لأن شدة اندفاع البلورات من البركان واحتكاكها بالهواء الجوي بسرعة فائقة أزال عنها مادة الصهير العالقة بها قبل أن تتجمد على سطحها.

 

أما الطف الصخري فينتج هذا النوع من الطف عن تجمع والتحام الفتات الصخري الناتج من تحلل وتفتت الصخور المبطنة لقصبة البركان، ومن ثم اندفاعها مع اللابة.

وهذه الصخور إما أن تكون نارية أو رسوبية أو متحولة، أو من الصخور المكسرة التي تكونت من فورات بركانية سابقة.

 

ومما هو جدير بالذكر أن الطف لا يبقى على حاله بل يتأثر بعوامل التجوية والتعرية التي تعمل على تغيير تركيبه الكيميائي.

فالمكونات الزجاجية للطف تفقد بريقها أو تتبلور مع الزمن مكونة تجمعات دقيقة جداً من السيليكا والفلسبار.

كما أن الزجاج الريوليتي يتحول إلى معادن طينية تتجمع مكونة صخر بنتونيت، وكذلك الزجاج البازلتي بني اللون يتحول إلى صخر البالاجونيت عند اتحاده بالماء.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى