علم الفلك

نبذة تعريفية عامة حول “النَّجْوم”

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

النجوم علم الفلك

النَّجْمُ جرم سَمَاويّ مُضيءٌ بذاتِهِ بعكسِ الكوكبِ الَّذي يُستضاءُ بِهِ. وهوَ بمثابَةِ كرةٍ هائلةٍ مِنَ اللّهبِ تَتَكوَّنُ – كَمَا في حالةِ شَمْسِنا – من 71% هيدرُوجيناً و27% هيليوماً و 2% عناصرَ ثقيلةٍ.

وهو يَقومُ بِتَوْليدِ طاقتِهِ الجَبَّارةِ بتفاعلاتٍ نَوَويَّةٍ حراريَّةٍ انْدماجيَّةٍ تتحوَّلُ فيها ذَرَّاتُ الهيدروجينِ إلى هِيليومٍ.

ويُمكنُ للعينِ المُجَرَّدةِ أَنْ تَرَى نَحْوَ ستةِ آلافِ نَجْمٍ في اللَّيالي الصَّافِيَةِ، بَيْنَما يُمكِنُ لمِرْقابٍ (تليسكوب) قِطْرُ عدستِهِ 10 سم أَنْ يَكْشفَ نحوَ مليونيْ نَجْمٍ، وأَمَّا المِرقابُ الأَكْبرُ فيمكِنُهُ كشفُ نحوَ بِليونيْ نَجْمٍ.

 

وتختلفُ النّجومُ فيما بَيْنَها اخْتِلافاً كبيراً: في مَوَاقِعها، وأَحْجامِها، وكُتَلِها، وقوَّتِها، وأَلْوانِها، وأَنْواعِها، وتَجَمّعاتِها.

فبالنّسبةِ لمواقِعِها، هُناكَ ما هُوَ قريبٌ وما هُوَ بعيدٌ جدّاً عنا، ويبعدُ أقربُ نَجمٍ عَنّا، وهو أَلْفا سِنْتوري، بنحوِ 4.4 سَنَة ضَوْئِيّةٍ، وهناكَ نجومٌ تبعدُ عَنَّا ما لا يقلُّ عن 15,000 مليونِ سَنَةٍ ضَوْئيّةٍ! وتُسَمَّى «أَشْباهَ النّجومِ».

وبالنسبةِ لأَحْجامِها، هُناكَ نجومٌ أَصْغرُ بكثيرٍ من شَمْسِنا بنحوِ ألفِ مَرّةٍ، وهناكَ أُخْرَى أكبرُ منها بملايين المَرّاتِ مثلُ نجمِ إبْطِ الجَوْزاءِ الَّذي يَبلغُ حجمُه قدرَ حجمِ شَمْسِنا 25 مليونَ مَرَّةٍ!

 

وبالنسبةِ لكُتلِها، هناكَ نجومٌ ذواتُ كتلٍ ضئيلةٍ بالنسبةِ لِشَمْسِنا وأُخْرى ذَواتُ كتلٍ عَظيمةٍ، فبعضُ النجومِ تُقَدّرُ كتلتُها بنحو  من كتلةِ شَمْسِنا، وبعضُها الآخرُ مثلُ نجمِ القيطسِ تُقَدَّرُ كتلُهُ بِنَحوِ 30 مليوناً مِنْ كتلةِ شَمْسِنا!

وبالنّسبةِ لقوِّتِها، هناكَ نجومٌ تقلُّ قوتُها، أَيْ قُدرتُها الشَّمْعيّةُ، عن القدرةِ الشَّمعيَّةِ لشَمْسِنا وأُخْرى تزيدُ قدرتُها الشَّمْعيَّةُ، عن القدرةِ الشَّمعيَّةِ لشَمْسِنا وأُخْرى تزيدُ قدرتُها الشَّمعيَّةُ عن قدرةِ شمسِنا أضعافاً مُضاعفةً.

فإذا كانَتِ القِدرةُ الشَّمعيَّةُ لشَمْسِنا 3 × 10^27 شمعةً (أيْ ثلاثةَ آلافِ ترِيليون تريليون شمعةٍ)، فإنَّ القدرةَ الشّمعيَّةَ لنَجْمِ الشَّعريِّ اليمانيةِ أكبرُ من هذا الرقم 26 مَرَّةً، والقدرةُ الشَّمعية لنَجْمِ قَلْبِ العَقْربِ أكبرُ منهُ 4000 مَرّةٍ، والقدرةُ الشمعيَّةُ لنجمِ الرِّجلِ أكبرُ منه 15000 مرةٍ!.

 

ومن حيثُ ألوانُها، فالنجومُ لا تبدُو لنا باللّون نفسه وإنَّمَا بألوانٍ مُختلفَةٍ منها الأَحْمرُ والبرتقاليُّ والأَصْفرُ والأبيضُ المُصْفَرُّ والأبيضُ والأبيضُ المُزْرَقُّ.

ويَرْجَعُ السببُ في اختلافِ ألوانِ النّجومِ إلى اخْتلافِ دَرَجاتِ حَرَارِتِها. فالنُّجومُ الحُمْرُ تكونُ حَرارتُها عندَ السَّطحِ 2000° س، والبرتقاليَّةُ 4000° س، والصُّفرُ 6000° س، والبِيضُ المصْفَرَّةُ 7500° س، والبِيضُ 10000° س، وأمَّا البيضُ المُزَرَقَّةُ فَتَصِلُ حَرارتُها إلى نَحْوِ 40000° س.

ومن حيثُ أنواعُها، فالنّجومُ تختلفُ كذلك في تَواجدِها: فمِنْها المُنْفردُ، ومنها المُزْدوجُ، ومنها الثّلاثيُّ، ومنها الرّباعيُّ. ومن أشهرِ النّجومِ المُزدوجةِ الشَّعريُّ اليَمانيَّةُ، ومن أشهرِ النّجومِ الثلاثيَّة النَّجمُ القطبيُّ.

 

ومِنْ حيثُ تَجَمّعاتُها، فالنُّجومُ تتجمَّعُ بالآلافِ لتكوِّنَ ما يُسَمَّى «الكَوْكَبَاتِ». وقدْ تصوَّرَ العُلماءُ أَشْكالاً مُعيَّنةً لها، وأَعْطَوا هذهِ الأَشْكالَ، الّتي تُمَثِّلُ البروجَ، أَسْماءً بعددِ شُهور السَّنَةِ تَبْدَأُ بظهورِ بُرجِ الحَمَلِ في 21 مارس من كلِّ عامٍ.

وهَكَذَا لكلِّ شَهْرٍ بعدَهُ برجٌ بالتّرتيبِ التَّالي: الحَمَلِ – الثَّوْرِ – الجَوْزاءِ – السَّرَطانِ – الأَسَدِ – العَذْرَاءِ – المِيْزانِ – العَقْربِ – القَوْسِ – الجَدي – الدَّلوِ – الحُوتِ. 

والنُّجومُ، مثلُ الكائناتِ الحيَّةِ، تُولَدُ وتَموتُ. وتَبدأُ ولادةُ النَّجمِ بتجمُّعِ سَحَابَةِ هائلةٍ من الغازاتِ والغُبارِ الكَوْنيِّ ومَادةِ ما بَيْنَ النّجومِ ومُخَلَّفاتِ النُّجومِ المُتَفَجَّرةِ (السُّوبرَ نُوفا)، ومعَ الوقتِ تَتَكثَّفُ هذهِ المّوادُّ وتَتَولَّدُ قوى الجاذبيَّةِ بينَها مُكوِّنةً ما يُسَمَّى "النَّجمَ الأوَّليَّ" تَكونُ حرارتُهُ مُنْخفِضَةً.

 

وإذا كانَ النَّجْمُ الأوّليُّ قطرُهُ صَغِير وكذلكَ كتلتُهُ فلنْ يَشْتعلَ قلبُه بأيِّ تفاعُلٍ نَوَويّ، ويظلُّ سَنواتٍ طَوِيلةً بينَ الحياةِ والمَوْتِ إلى أَنْ يزدادَ حجمُهُ. وأمَّا إذا كانَ قطرُهُ كبيراً وكذلكَ كتلتُهُ، فسوفَ يبدأُ التَّفاعلُ النَّوويُّ يشتعلُ في قلبِهِ مُعْلِناً عن مَوْلِدِهِ.

وكلُّ نَجْمٍ يبدأُ حياتَهُ بحرقِ هيدروجينِهِ في درجاتِ حرارةٍ عاليةٍ جدّاً، حيثُ يتحوَّلُ الهيدروجينُ – بالاحتراقِ – إلى هيليومٍ، والهيليومُ إلى كربونٍ، والكربونُ إلى سِليكونٍ، والسليكونُ إلى نَيْكلٍ، والنَّيكلُ إلى كوبَلْتٍ، والكوبَلْتُ إلى حديدٍ.

والحديدُ هو آخرُ عنصرٍ يُمكنُ للنَّجم أَنْ يُنتجَهُ، وهو يَجْثمُ على قلبِ النَّجمِ مُوقِفاً تفاعلاتِهِ النَّوويَّةِ، وهنا تبدأُ مشكلةُ النَّجم الحقيقةُ.

 

وعندَ الوفاةِ ينهارُ النَّجمُ تحتَ ثِقَلِهِ إلى الدَّاخلِ، بسببِ انْعدامِ الضَّغَطِ الدَّاخليِّ له نتيجةً توقفِّ تفاعلاتِهِ النَّوويَّةِ.

ومعَ اسْتمرارِ الانْهيارِ نحوَ الدَّاخلِ تَرتفعُ حرارَةُ النَّجمِ بشدَّةٍ، فيَشتعلُ ما تَبَقَّى من مادتِهِ الَّتي لَمْ تحترقْ بعدُ. وفي فورةٍ جُنونيَّةٍ، وخلالَ ساعاتٍ فَقَطْ لا تزيدُ على سِتٍّ، يَنْفَجِرُ النَّجْمُ ويُصبحُ نَجْماً مُتفجِّراً (سوبر نوفا)، حيثُ تَتَناثرُ مادتُهُ في الفضاءِ، وأمَّا قلبُه فينْضغِطُ بشدَّةٍ ويتحوَّلُ إمَّا إلى نَجْمٍ نيوتروني أو ثَقْبٍ أسْودَ.

وهذِهِ النِّهايةُ المُفْجِعةُ لا تمرُّ بها كلُّ النُّجومِ وإنَّما العملاقَةُ منها فَقَطْ. ذلك أنّ كتلةَ النَّجمِ هِي الَّتي تحدِّدُ نهايَتَهُ. فالنُّجومُ الصَّغيرةُ بالنِّسبةِ لكتلةِ شَمْسِنا يموتُ كلٌّ مِنْها على هيئةِ قزمٍ أسودَ.

 

وأمَّا النُّجومُ الّتي تُماثِلُ كتلَتُها كتلة شَمْسِنا وحتّى 1.4 من كتلتِها فقطْ فيموتُ كلٌّ مِنْها على هيئةِ قزمٍ أبيضَ.

والنَّجُومُ الَّتي تَتَراوحُ كتلتُها من 1.4 – 20 ضعفَ كتلةِ شَمْسِنا فيموتُ كلٌّ مِنْها على هيئةِ نَجْمٍ نيوترونيٍّ. وأمَّا النُّجومُ فوقَ العملاقَةِ، الَّتي تزيدُ كتلتُها على 20 ضعفَ كتلةِ شَمْسِنا، فيموتُ كلٌّ منْها على هيئةِ ثَقْبٍ أسودَ.

والثقوبُ السّودُ تُعْتَبَرُ – بِحقٍّ – عجيبةًّ من عجائبِ مَخْلوقاتِ اللهِ في السَّماءِ، حيثُ لها قَوانينُها الفيزيائيَّةُ الخاصَّةُ بها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى