البيئة

مشكلة استنزاف المياه العذبة التي تواجهها المملكة العربية السعودية

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

مشكلة استنزاف المياه العذبة التي تواجهها المملكة العربية السعودية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

ما واقع المياه في المملكة العربية السعودية كمثال لأحد الدول العربية التي تهددها مشكلة استنزاف المياه العذبة؟

يتطلب التفهم الواعي لواقع المياه التطرق الموجز إلى المناخ السائد في المملكة العربية السعودية وطبوغرافية الأرض وجيولوجيتها، وذلك على النحو التالي:

تبلغ مساحة المملكة العربية السعودية (2,25) مليون كيلومتر مربع تقريبا.  وهذه المساحة الشاسعة تتنوع تضاريسها الطبيعية، حيث تتراوح من سهول ساحلية إلى جبال عالية إلى صحار شاسعة مترامية الأطراف. 

 

وهذا التنوع في التضاريس أدى إلى تفاوت كبير في درجات الحرارة، وكميات الأمطار الساقطة من منطقة إلى أخرى. 

وبالإضافة إلى التأثير البالغ الذي تلعبه المسطحات المائيةالمحيطة بها (سواء البحر الأحمر أو الخليج العربي) فإن الرياح التي تهب عليها دورا في كمية الأمطار الساقطة، حيث يبلغ متوسط المعدل السنوي لسقوط الأمطار (95) ملّيمتراً تقريبا. 

 

وتعد المنطقة الجنوبية الغربية من أكثر المناطق مطرا، حيث تسقط عليها الأمطار مدى ثلاثة فصول (الشتاء والربيع والصيف) ويبلغ معدل سقوط الأمطار (500) ملّيمتر سنويا تقريبا.  كما توجد مناطق لا تسقط عليها الأمطار إلا في فصل واحد من العام مثل منطقة الجوف. 

وهناك مناطق أخرى قد لا تسقط عليها الأمطار لفترات طويلة (تصل إلى عشر سنوات) مثل منطقة الربع الخالي. 

وعندما تسقط الأمطار يتسرب جزءً من مياه السيول إلى الطبقات الحاملة للمياه، أما الجزء الآخر فيتبخر، حيث تعتمد كمية التبخر على درجة الحرارة في كل منطقة. 

 

وتنقسم المناطق وفق تكوينها الجيولوجي إلى:

1- منطقة الدرع العربي

تشكل (27%) من مساحة المملكة، وتتكون من صخور صماء، تخزن مياه الأمطار بين الشقوق الموجودة في الصخور السفلى منها، وتندفع المياه خلال (90) واديا تقريبا متجهة للغرب (ناحية البحر الأحمر)، وخلال (36) واديا متجهة شرقا وأهمها أودية: نجران، وبيشه، وتثليث.

 

2- منطقة الرف العربي

تشكل نسبة (73%) من مساحة المملكة.  وتتكون من صخور أقل صلابة وأكثر مسامية، وتسمى الصخور الرسوبية.  وتحتوي على عدد من التكوينات، ويتكون كل تكوين من طبقات صخرية جيرية أو رملية أو طينية. 

وبعض هذه الطبقات قارة على تخزين كميات كبيرة من المياه الجوفية، وبعضها الآخر قابليته كبيرة على إنفاذ الماء.  وقد وجد أن بعض المياه يعود عمرها إلى أكثر من عشرين ألف سنة.

 

ما مصادر المياه؟

تشمل مصادر المياه ما يلي:

أ- المياه السطحية

تعتمد السيول على كميات الأمطار الساقطة، وتختلف نسبتها من منطقة إلى أخرى.

 

ب- المياه الجوفية

ويكون مصدرها الآبار الارتوازية التي يستخدم مضخات ضخمة، لاستخراج أكبر قدر ممكن من المياه، ولكن ثمة محاذير تحيط بسحب المياه من تلك الآبار، وهي:

– انخفاض كبير في منسوب المياه الجوفية، وتردي نوعيتها.

– زيادة تكاليف ضخ هذه المياه كلما زاد عمقها.

– زيادة توقع حدوث هبوط في سطح الأرض، أو زلازل، نظراً لأن التكوين الجيولوجي للأرض عبارة عن سوائل وطبقات حاملة، وأن سحب المياه الجوفية يؤدي إلى تكوين فراغات بين الطبقات، مما يسهل حركتها نتيجة انخفاض الضغط.

 

جــ- المياه مزالة الملوحة (المحلاة)

تعد تحلية مياه البحر من أغلى طرق الحصول على الماء، فقد قدرت مصلحة المياه البريطانية تكلفة الماء الوارد عبر الصنبور بخمسين سنتا للمتر المكعب الواحد، بينما بلغت تكلفة المتر المكعب الواحد من المياه المحلاة بين (1,6 و 2,2) دولار أمريكي. 

وتتوزع محطات تحلية مياه البحار على أنحاء مختلفة من العالم، حيث بلغت في عام 1989م أكثر من 7536 محطة، بطاقة إنتاجية بلغت (13) بليون متراً مكعباً. 

 

وتمتلك دول الشرق الأوسط60% من طاقة التحلية الإجمالية في العالم، تليها أمريكا الشمالية بنسبة 13%، ثم أوروبا بما فيها روسيا بنسبة 10%، ثم أفريقيا بنسبة 7%. 

ويعد القطاع الصناعي في دول الخليج العربي بشكل عام من أكبر مستهلكي المياه المحلاة، حيث يستخدم للتبريد وفي العديد من الصناعات التحويلية والغذائية والكيميائية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى