البيولوجيا وعلوم الحياة

كيف تعمل العين

2008 دليل جسم الانسان

ريتشارد ووكر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

عندما يدخل الضوء القادم من أي مصدر إلى العين تقوم القرنية أولاً بكسر هذا الضوء ومن ثم العدسة التي تنتج صورة مقلوبة ومُركَّزة بوضوح على الشبكية التي تُمكِّن الدماغ من إظهار رؤية واضحة للعالم الخارجي. ويتمحور دور العدسة بالتوليف الدقيق لتركيز الصورة لأنها، على خلاف القرنية، تمتلك المرونة التي تستطيع من خلالها تغيير الشكل من أجل تركيز الضوء القادم من أي مصدر سواء كان قريباً أو بعيداً في المسافة. عند النظر إلى الأشياء البعيدة تأخذ حلقة العضلة الهدبية حول العدسة وضعية الاسترخاء. يندفع الخِلط الزجاجي إلى الخارج ليزيد قِطر الجسم الهدبي مما يجعل الأربطة المعلقة تسحب العدسة وتجعلها مسطحة وذلك لتأخذ الشكل المناسب لتركيز الأشعة الضوئية المتوازية تقريباً من المادة البعيدة. وعند النظر إلى شيء قريب تتقلص العضلة الهدبية ويقصر قطرها جراء ذلك،

وتصبح الأربطة المعلقة مشدودة بدرجة أقل وتعود العدسة إلى شكلها المدور الطبيعي لكي تُرَّكز الأشعة الضوئية المنفرجة التي تصل من المادة القريبة. ويتم التحكم بتغيير شكل العدسة، المعروف باسم التَكيُّف، آلياً عن طريق الدماغ. ويحدث قِصَرُ البَصَر، أو الحَسَر، عن طريق تركيز الأشعة الضوئية أمام الشبكية؛ أما مَدُّ البَصَر، أو الطَمَس، فيحدث عن طريق تركيز الأشعة الضوئية خلف الشبكية. ويمكن تصحيح كل من قِصَرِ ومَدِّ البَصَرِ بواسطة النظارات أو العدسات اللاصقة.

بعد أن يتم تركيز الضوء بواسطة القرنية والعدسة فإنه يسقط على المستقبلات الضوئية في الشبكية. وتحتوي هذه المستقبلات الضوئية صبغاً بصرياً قابلاً للتغيُّر عند التعرض للضوء ويؤدي إلى توليد دفعة عصبية تُنقل إلى القشرة البصرية في المنطقة الخلفية من نصفي كرة الدماغ أو المخ. وكما شرحنا سابقاً (راجع ص 50-51)، يوجد نوعان من

المستقبلات الضوئية: والمخاريط. تكتشف المخاريط الألوان وتُبيِّن التفاصيل الدقيقة وهي تتمركز بشكل أساسي في النُّقرة، وهي النقطة التي يقع عليها الضوء عند النظر إلى مادة ما بشكل مباشر.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى