الطب

المشاركة الاجتماعية والسياسية في عملية استئصال الأمراض

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

الصحة العامة تعريفاً، مشروع جماعي، وهي لذلك تعد بالضرورة أمراً سياسياً. فبرامج الصحة العامة وخاصة الاقتراحات الكبيرة ذات الأخطار الجسيمة، مثل الاستئصال، تجذب اهتمام شريحة من الفاعلين السياسيين بما فيه المنظمات الدولية (الدبلوماسية وغير الحكومية)، والدولة الوطنية والتجمعات السياسية ضمن الدولة الوطنية (Taylor 2009).

فبرامج استئصال الأمراض، خاصة تلك التي تستخدم المناعة لتحقيق غاياتها هي "ظواهر اجتماعية وسياسية إلى أقصى حد" (Bhattacharya and Dasgupta 2009). وبسبب التغطية الواسعة اللازمة، فمن المستحيل إدارة برنامج مناعي دون إعطاء الاعتبار للمحيط الاجتماعي والسياسي الذي يجرى ضمنه.

ولكي يحصل استئصال ما مرضي يجب إخراج عتبة أو حد أدنى من السكان من خطر الإصابة به، وبالنسبة للأمراض التي يمكن إزالتها باللقاح فهذا يعني أن السكان يجب أن يتمتعوا بالمناعة. ويحدد علم الأمراض المستوطنة. حجماً أدنى من السكان يمكن تعرضهم للإصابة في حين يعتبر انتشار المرض مستمراً، وهؤلاء يكونون دائماً نسبة ضعيفة جداً من سكان العالم.

 

وبالنسبة لكافة الأغراض العملية فإن استئصال المرض "يتوقف على الالتزام الاجتماعي الكامل من قبل جميع الأطراف المشتركة فيه" (Taylor 2009)؛ فيجب أن يكون هناك التزام اجتماعي عالي المستوى بالاستئصال ضمن البلاد، ولا يمكن تحقيق استئصال المرض إذا لم يشارك فيه حتى أصغر بلد في البرنامج. وهذا يخلق تحدياً دبلوماسياً كبيراً.

إذ من الصعب أن تنظم اجماعاً بين الأمم واجماعاً داخل تلك الأمم، لأنه بالرغم من أن الأكلاف واضحة، فلا تستطيع مجموعة واحدة بعينها أنستفيد بما يكفيها من الاستئصال لتشارك في الحملة ضده (Farchy 2005). وهذه ليست مشكلة غير شائعة في العلاقات الدولية، فهناك تاريخ لحالات نجاح وحالات فشل في هذا المجال.

ولقد أحدثت اتفاقيات عالمية حول الجدري واحتواء انتشار الأوزون الجوي (Barrett 2006)، رغم أن تلك الاتفاقيات قد ضللت المفاوضات الدولية في مشاريع عالمية أخرى، مثل نزع السلاح النووي والأهداف التي وضعت لخفض انتشار ثاني أوكسيد الكربون.

 

سياسات الاستئصال

تشمل الدروس المستقاة من استئصال الجدري التي يمكن أن تساعد في إجراء مبادرات استئصال أخرى على الحاجة إلى التزام سياسي عالي المستوى وطويل الأمد (Fenner et al. 1988:1349) وإدراك أن "الاعتبارات الاجتماعية والسياسية هي التي تحدد مدى النجاح في النهاية" (Aylward et al. 2000a:1515).

فكثيراً ما قيل بأنه إذا تم الحصول على الالتزام السياسي فإنه سيدعم مبادرات السيطرة والاستئصال، وسوف يزيد من تغطية المبادرات المناعية.

وعلى كل حال، من الصعب أن نصف بالضبط ما ستستجر " الإدارة السياسية " إليها في هذا السياق (Gauri and Khaleghian 2002)، وهذا الرأي لا يلحظ بصورة كافية كافة العناصر الأخرى التي تحدد أداء برنامج ما للاستئصال.

فاستئصال الأمراض هو مقامرة استراتيجية واسعة جداً (Barrett 2009)، وخطر الفشل هو مشكلة سياسية ضخمة. إذ تخاف الدول من الأكلاف التي صرفتها عندما يتبين في النهاية فشل البرنامج. وستنزف منها هذه الأكلاف لتصل إلى لحظة قبولها بالفشل وعدم استردادها ؛ لأن السيطرة على المرض يجب الحفاظ عليه، وهذا يؤدي إلى فقدانها شرعيتها السياسية (Farchy 2005؛ Barrett 2006, 2009).

وقد يكون للفشل نتائج سياسية أليمة وكارثية على الحكومات والمنظمات الدولية التي رعت وأشرفت على محاولات الاستئصال الفاشلة. فالدول لن تشارك ما لم تكن واثقة من النجاح، وما لم تكن الفائدة التي يمنحها الفشل صغيرة أو صفراً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى