البيولوجيا وعلوم الحياة

كيف يعمل الجهاز العصبي المستقل (ANS)

2008 دليل جسم الانسان

ريتشارد ووكر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

الجهاز العصبي المستقل (ANS) هو جهاز حركي صُرف تكون فيه محاور عصب (ألياف عصب) العصبونات المُحرِّكة تسير من الجهاز العصبي المركزي (CNS) إلى البنى (الهياكل) المُستَهدفة: العضلات الملساء (التلقائية) في جدارن أعضاء الجسم، مثل المثانة، والأمعاء الدقيقة، والأوعية الدموية؛ الغدد، مثل الكُظر (الغدة المحاذية للكلية) والغدد اللعابية، والعضلة القلبية في القلب. ويتم اكتشاف التغيرات في البيئة الداخلية والخارجية بواسطة أجهزة الاستشعار التي ترسل تيَّاراً دائماً من الدفعات العصبية يَسْري على طول

العصبونات الحسية إلى الجهاز العصبي المركزي (CNS)، وبشكل ملحوظ إلى مراكز في جذع الدماغ التي يتم تنظيمها، بدورها، عن طريق الوطاء، الذي يعتبر المُراقب النهائي للجهاز العصبي المستقل (ANS). ويتم معالجة المعلومات الواردة في الجهاز العصبي المركزي (CNS) وتُرسَل الإشارات على طول العصبونات المُحَرِّكة للجهاز العصبي المستقل (ANS) إلى الأعضاء المستهدفة.

قِسْمان

لدى الجهاز العصبي المستقل (ANS) قسمان – وُدِّي ولا وُدِّي (نَظير الوديّ) – لهما تأثيرات متعارضة. تتلقى الأعضاء المُسْتهدفة إمدادات من الألياف العصبية من كلا القسمين. ويوفر هذان القسمان المتعارضان للجهاز العصبي المستقل (ANS) توازناً حيوياً ذاتي التنظيم الذي يستطيع التحول، عند الضرورة، لتلبية احتياجات الجسم. القسم الوُدِّي هو قسم مُهيِّج عموماً، ويُعِد الجسم للإجهاد ويشجع على صرف الطاقة. وتزيد السيطرة الوُدِّية من ضربات القلب وضغط الدم، كما تزيد من معدل التنفس وتدفق

الألياف الودية (باللون الأحمر)

تشمل تأثيرات القسم الوُدِّي ما يلي:

• توسيع حدقات العين للسماح بدخول مزيد من الضوء

• توسيع القصبة الهوائية والمجاري الهوائية في الرئة لزيادة حجم كل نَفَس

• زيادة معدل وقوة تقلص القلب

• تقليل إفراز المعدة للأنزيمات وتقلصاتها العضلية

• تحفيز الكبد على إطلاق الغلوكوز في الدم

• تخفيض سرعة حركة الطعام على طول الأمعاء

• إحداث استرخاء في جدار المثانة، وإغلاق المَصَرَّة، وبالتالي كبح در (تحرير) البول

• إحداث القَذْف (عند الذكر) وتقلُّص المهبل (عند الأنثى)

الألياف اللاودية (باللون الأزرق)

الألياف اللاودية (باللون الأزرق)

تشمل تأثيرات القسم اللاودي ما يلي:

• تضييق حدقات العين للسماح بدخول ضوء أقل

• تضييق القصبة الهوائية والمجاري الهوائية في الرئة للحد من حجم كل نَفَس

• تخفيض معدل وقوة تقلص القلب

• حَث الكبد على إزالة الغلوكوز من الدم وتخزينه كغليكوجين

• زيادة إفراز المعدة للأنزيمات وزيادة تقلصاتها العضلية

• زيادة سرعة حركة الطعام على طول الأمعاء

• إحداث التقلص في جدار المثانة، وفتح المَصَرَّة، ودر (تحرير) البول

• إحداث انتصاب القضيب (عند الذكر)، أو البظر (عند الأنثى)

الدم إلى العضلات، وتُوسِّع حدقات العين وتَحث الكبد على إطلاق الجلوكوز الغني بالطاقة إلى الدم.

ويَحث القسم الوُدّي أيضاً الغدد الكظرية على إطلاق الأدرينالين والنورادْرِنالين، وهما هرمونان يحاكيان تأثيرات القسم الوُدِّي ويُطيلان أمدها. يستعيد القسم اللاوُدِّي الموارد ويحافظ عليها عندما يكون الجسم في وضعية الراحة أو التعافي. وتُولد سيطرة القسم اللاودي الهدوء والسكون وذلك بإبطاء معدلات ضربات القلب والتنفس وإعطاء الأولوية للهضم من أجل التزوّد بالإمدادات من المواد الأوَّلية والطاقة وتخزين الغلوكوز في الكبد استعداداً للسلسلة التالية من الإجهاد.

تغادر ألياف العصب (محاور العصب) للقسم الودي المقاطع الصدرية والقطنية من الحبل الشوكي عبر الأعصاب الشوكية، بينما تغادر ألياف العصب للقسم اللاودي جذع الدماغ عبر الأعصاب القحفية والحبل الشوكي عبر الأعصاب الشوكية. وعلى خلاف الجهاز العصبي الجسدي -حيث تسير عصبونات محركة وحيدة من الجهاز العصبي المركزي (CNS) إلى العضلة

الهيكلية المستهدفة – في الجهاز العصبي المستقل (ANS) يسير اثنان من العصبونات المحركة في تسلسل، واحد يتبع الآخر. ويسير محور العصب للعصبون الأول (الذي يسمى محور العصب قبل العُقْدَة) من الجهاز العصبي المركزي (CNS) إلى انتفاخ يسمى العُقْدة، التي تحتوي كتلة من نهائيات محاور العصب وتعمل كمحطة تَرْحيل. أما محور عصب العصبون الثاني (الذي يسمى محور العصب بعد العقدة) فيسير من العقدة إلى العضلة أو الغدة المستهدفة. في القسم الودي، تكون العقد مرتبطة بسلسلة ودية عمودية قريبة من الحبل الشوكي وعلى كل طرف منه. في القسم اللاودي، تتموضع العقد قرب أو ضمن العضو المستهدف. ولهذين القسمين تأثيرات متناقضة على الأعضاء المستهدفة لأن نهايات الأعصاب فيها تُطلق ناقلين عصبيين مختلفين لهما إما تأثير مُهيّج أو تأثير كابح اعتماداً على نوع العضو: تطلق نهايات العصب الودي النورادرنالين بينما تطلق نهايات العصب اللاودي الأسيتيل كولين.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى