علم الفلك

الأرض في المنظومة الشمسية

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

الأرض في المنظومة الشمسية

لماذا نعيش على الأرض؟ الإجابة الصحيحة هي لأننا ملائمون لها! لا يوجد كوكب آخر في المنظومة الشمسية يسمح بحياة كالتي على الأرض إلا تحت ظروف مصطنعة للغاية. فكوكبنا ذو درجة حرارة مناسبة، الغلاف الجوي المناسب والموارد الوفيرة من المياه والمناخ المستقر بكل المقاييس، وهو على ذلك الوضع منذ وقت طويل.

لا ينحرف مدار الأرض حول الشمس كثيرا عن الشكل الدائري وتحدث الفصول نتيجة ميل محور دوران الأرض والذي يميل 23.4 درجة بالاتجاه العمودي. ونحن نكون أقرب إلى الشمس في يناير عندما يحل الشتاء في نصف الكرة الشمالي مما نكون إليها في يوليو، لكن الفارق في المسافة ليس بذاك التأثير كما أن كميات المياه العظيمة في نصف الكرة الجنوبي تساعد على استقرار درجة الحرارة.

ويختلف ميل المحور نوعا ما لأن الأرض ليست كروية بالضبط. فالقطر عند خط الاستواء يبلغ 12,756 كيلومتر (7927 ميل) بينما القطر عند القطب يبلغ 12,741 كيلومتر (7901 ميل) والأرض منتفخة قليلا عند خط الاستواء، وتتعاقب الشمس والقمر في الجذب على هذا الانتفاخ وقد نتج عن ذلك أنه على مدى 28,500 عاما فإن المحور ينزلق بمقدار مخروط ذي نصف قطر زاوي قدره 23.4 درجة حول العمود على مستوى مدار الأرض. وبسبب هذا التأثير -والمسمى المبادرة- فإن مواقع الأقطاب السماوية تتغير. ففي الزمن الذي بنيت فيه الأهرامات كان نجم القطب الشمالي هو الثعبان في كوكبة التنين، والآن هو النجم القطبي في كوكبة الدب الأصغر وبعد 12,000 عاما من اليوم سيصبح نجم فيجا اللامع من كوكبة القيثارة.

قد عرفنا الكثير عن تاريخ الأرض إذ قد نزع منها غلافها الجوي الأول واستبدل بغلاف ثانوي تسرب من داخل الكوكب. وقد كان في البداية يحتوي على قدر أكبر من ثاني أكسيد الكربون وقدر أقل بقليل من الأكسجين الحر مما فيه الآن لذا فلو كنا موجودين آنذاك لاستحال علينا تنفس هواءه. و قد بدأت الحياة في البحار وبحلول الوقت الذي انتشرت فيه النباتات على اليابسة قبل 430 مليون سنة كان معظم ثاني أكسيد الكربون قد أزيل من الجو واستمرت النباتات على اليابسة في هذه العملية.

تطورت الحياة ببطء كما علمنا من دراسة الأحافير، إذ أنه بإمكاننا أن نبني سجلا جيولوجيا كاملا تقريبا، وقد اكتشف حدوث انقراضات عظيمة متعددة إذ انقرضت العديد من صور الحياة، وإحداها حدثت قبل 65 مليون سنة عندما فنيت الديناصورات لأسباب مازالت غير واضحة حتى الآن، و يسود الاعتقاد أن انقراضها نتج عن تغير مناخي حاد ناتج عن اصطدام نيزك بالأرض. ويعتبر البشر حديثو عهد بالمشهد الأرضي، فلو اعتبرنا أن عمر الأرض عام واحد، فأن البشر ظهروا فيها بعد الحادية عشرة من مساء 31 ديسمبر.

عبر تاريخ الأرض الطويل كانت هناك فترات باردة وعصور جليدية متعددة، انتهى آخرها قبل 10,000 سنة، وفي حقيقة الأمر إان آخر عصر جليدي لم يكن فترة جليدية بالكامل، بل كان فترات باردة تخللتها فترات أدفأ أو بين جليدية، و ليس من المؤكد بأي شكل من الأشكال أننا لسنا مجرد داخل إحدى هذه الفترات. وليست أسباب العصور الجليدية معروفة بالكامل وربما تكون معقدة نوعا ما إلا أننا يجب أن نتذكر أن الشمس وإن كانت نجما مستقرا وذات سلوك جيد فإن نتاجها ليس ثابتا على الاطلاق، فعلى مر فترات تاريخية مختلفة حدثت تقلبات ملحوظة، فمثلا سميت الفترة بين 1645 و 1715 بالعصر الجليدي الصغير، وفي تلك الفترة كان قرص الشمس خاليا من البقع وكانت أوروبا أبرد مما هي عليه الآن بكثير. وفي يومنا هذا )2007( نحن نعيش في فترة من الاحترار العالمي، كما تكرر ذلك مرات عدة في الماضي. لكن الشمس تعتبر إلى حد ما نجما متغيرا، بما انه من الأغلب أن بعد استمرار فترة الاحترار العالمي لعدة عقود، ستأتي بعدها فترة تبريد.

لن تستمر الأرض إلى الأبد، فالشمس في النهاية ستتغير، وستنتنفخ لتصبح نجما ضخما، وستدمر الأرض بالتأكيد. ولحسن الحظ فلا داعي للقلق لأن تلك الكارثة لن تحل قبل عدة آلاف من ملايين السنين. و لعل من الصحيح أن أكبر خطر على الحياة على كوكبنا يأتي منا نحن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى