الكيمياء

طرق صناعة “العطور” وأهم المواد المستخدمة في تصنيعها

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العطور طرق صناعة العطور المواد المستخدمة في تصنيع العطور الكيمياء

العِطْرُ مادَّةٌ زَكِيَّةُ الرَّائِحَةِ. وقد يوجدُ العِطْرُ علَى هَيْئَةِ محلولٍ في الكحولِ كما في ماءِ الكولونْيا، أو علَى هَيْئَةِ زَيْتٍ كما في كثيرٍ من العُطورِ الأُخْرَى.

وتُصْنَعُ العُطورُ من عَدَدٍ من المُكَوِّناتِ الّتي تَختلِفُ من حالَةٍ إلَى أُخْرَى. وهذا هو السببُ في أنَّ بعضَ العُطورِ رخيصُ الثَّمَنِ، وبعضُها الآخَرُ غالِي الثَّمَنِ.

وقد يُسْتَخدَمُ في صُنعِ العِطْرِ الواحِدِ أكثرُ من خمسينَ مادَّةٍ مُختلِفَةٍ، منها زُيوتُ بعضِ الأَزْهارِ مثل: الياسَمِين واللافَنْدَر وزَهْرِ البُرْتُقالِ، وبِتِلاتِ القَرَنْفُلِ والوَرْدِ والزَّنبقِ والبَنَفْسَج، ومِنْها قِلْفُ بَعْضِ الأَشجارِ وغُدَدُ بعضِ الحيواناتِ، إضافةً إلَى عددٍ كبيرٍ من الموادِّ الكيميائِيَّةِ الأُخْرَى.

 

وقد كانَتْ الطَّريقَةُ الأَساسِيَّةُ لاسْتِخلاصِ الزَّيتِ العِطرِيِّ من الأزهارِ تَتَلَخَّصُ في امْتصاصِه بِواسِطَةِ الدُّهْنِ، فتوضعُ طَبَقَةٌ مِنَ الدُّهْنِ فوقَ سَطْحٍ زُجاجِيٍّ، ثُمَّ تُنْثَرُ فوقَها بِتِلاتُ بعضِ الزهورِ، مثل الورودِ والياسَمين.

وتُكَرَّرُ هذه العَمَلِيَّةُ حَتَّى تَتَشَبَّعُ طبقةُ الدُّهْنِ بالزَّيْتِ العِطْرِيِّ. ويُسْتَخْلَصُ الزَّيْتُ مِنَ الدُّهْنِ بعدَ ذَلِكَ بِواسِطَةِ الكُحولِ. ويُعْرَفُ المحلولُ المُرَكَّزُ من الزَّيْتِ العِطْرِيِّ في الكحولِ باسْم «الخُلاصة».

وتُسْتخدمُ حاليًّا بعضُ المُذيباتِ العُضْوِيَّةِ في اسْتِخلاصِ الزَّيْتِ العِطْرِيِّ من الزُّهورِ، مثلُ إثير البِترولِ الّذي يجبُ أنْ يكونَ بالِغَ النَّقاءِ وخاليًا تمامًا من آثارِ الموادِّ الكِبْريتِيَّةِ، ثُمَّ يُقَطَّرُ إثيرُ البترولِ بعدَ ذلِكَ تارِكًا الزَّيْتَ العِطْرِيَّ وبهِ بَعْضُ الشَّمْعِ.

 

ويَتِمُّ التَّخلُّصُ من الشَّمْعِ باسْتِخلاصِ الزَّيْتِ النَّاتِجِ بواسِطَةِ الكحولِ الّذي يَذوبُ فيهِ الزَّيْتُ العِطْرِيُّ ولا يذوبُ فيهِ الشَّمْعُ.

ويمكنُ اسْتخلاصُ الزَّيتِ العِطْرِيِّ بالبُخَارِ، فَتُعامَلُ الورودُ أو الزُّهورِ بالبُخار الّذي يَحْمِلُ مَعَه قَطرَاتٍ دقيقةً من الزَّيتِ العِطْرِيِّ، وعِنْدَ تَبْريدِ البُخارِ الناتجِ يتجمَّعُ الزَّيتُ علَى هَيْئَةِ طَبَقَةٍ يمكنُ فَصْلُها واستخدامُها في صُنْعِ العُطورِ.

أمّا الماءُ المتَبَقِّي في هذهِ العَمَلِيَّةِ فيباعُ تَحْتَ اسمِ «ماءِ الوَرْدِ» أو «ماء الزَّهْر»، الّذي تُستخدمُ بِضْعُ قطراتٍ منهُ في إكسابِ ماءِ الشُّرْبِ أو الحَلْوَى رائحةً طَيِّبَةً.

 

والزُّيوتُ الطبيعِيَّةُ باهِظَةُ التكاليفِ، فالأُوقِيَّةُ الواحِدَةُ منها تحتاجُ إلَى اسْتخْدامِ كَمياتٍ هائِلَةٍ من الزُّهورِ، ولِذَلِكَ تُسْتَخدمُ حاليًّا زيوتٌ مُخَلَّقَةٌ كيميائِيًّا رخيصةُ التكاليفِ، مثلِ الفانِلِين «الفانيلْيا» والفِراترول، والنيرولين الّذي تُشْبِهُ رائحتُه رائحةَ زهورِ البُرْتقالِ، وإسْتَراتِ بعضِ الأحماضِ، وألْدْهَيْد السِّيناميك الّذي تُشْبِهُ رائحتُهُ رائِحَةَ قُشورِ القِرْفَةِ، وغيرِها.

وعادةً ما تضافُ إلَى العُطورِ بعضُ الموادِّ الأُخْرَى الّتي تساعِدُ عَلَى تَثْبيتِ العِطْر وبقائِه مُدَّةً طويلَةً علَى سَطْحِ الجِلْدِ أو علَى الملابِسِ.

وأَوَّلُ من اسْتَخْدَمَ العطورَ هم المصـريون القدماءُ، واسْتخدموا بعضًا منها في عَمَلِيَّاتِ التَّحْنيطِ. وكانَتْ كليوباترة تضع عَلَى يَدَيْها وعلَى ملابِسها بعضَ الزُّيوتِ مثل زَيْتِ الياسَمين وزَيْتِ القَرَنْفُل وغيرهِما.

 

كذلك اسْتخدمَ الإغْريقُ العُطورَ ومِنْ بَعدِهم الرُّومانُ، وكانَ الرّومانُ يُبَلِّلونَ أَجْنِحَةَ الحَمامِ بالعُطورِ، ثُمَّ يُطلقونَها في قاعاتِ الاجْتماعِ فيَتَعَطَّرُ جَوُّ هذهِ القاعاتِ بما يتناثَرُ من أَجْنِحَةِ الحمامِ من هذهِ الزُّيوتِ.

وهناكَ اليومَ عديدٌ من الشَّرِكاتِ المُتَخَصِّصَةِ في صُنْعِ العُطورِ، وهي تَصْنَعُ العطورَ لكلٍّ من الرِّجالِ والنِّساء، كما تَصنعُ أيضًا رَوائِحَ خاصَّةً لمُستحضراتِ التجميل ومزيلاتِ رَوائحِ العَرَقِ، وتعطيرِ الأجواءِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى