علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن التربة وأنواعها

1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

التربة أنواع التربة علوم الأرض والجيولوجيا

التربة هي المواد الصخرية المتفتتة والتي طرأ عليها بعض التغير الكيميائي واختلط بها نسبة من المواد العضوية والسائلة والغازية.

وهي من أعظم الثروات الطبيعية. وترتبط بها حياة الإنسان ارتباطا مباشرا، وهي الوعاء الذي تجد فيه النباتات الاحتياجات اللازمة لنموها وتكاثرها.

وتتركب التربة من مواد رئيسة هي الحبيبات المعدنية والمادة العضوية، والماء والهواء.

 

فالحبيبات المعدنية هي هيكل التربة، وتنشأ من تفتت وتحلل الصخور، وتختلف الحبيبات في أحجامها وأشكالها وأسمائها، وتحدد الجمعية الدولية لعلوم التربة حجم الحبيبات وأسماءها على النحو التالي:

اسم المجموعة                قطر الحبيبة بالمليمتر

المدر( الحصى)                 2.0 وأكبر من ذلك

الرمل الخشن                       0.2 – 2

الرمل الناعم                       0.02 – 0.2

السلت( الطمى – الغرين)       0.002 – 0.02

الطين                             0.002 وأقل من ذلك

 

وفصل حبيبات التربة الى هذه المجاميع يعرف بعملية التحليل الميكانيكي. وبمعرفة النسب التي يوجد عليها كل من هذه المجموعات يمكن تصنيف التربة الى أنواع.

فهي «تربة رملية»، مثلا، إذا كانت نسبة الرمل بها أكثر من 70%، وهي التربة التي تميز صحارى الدول العربية، وإذا كانت التربة مكونة من خليط من الرمل والطمى والطين «التربة الطفلية»، وإذا كان الطين بها أكثر من الثلث تسمى«تربة طينية».

وتصنف التربة أيضا على أساس موادها الصخرية إلى التربة المنقولة والتربة الموضعية.

وتتكون الأولى من مواد رسوبية منقولة من أماكن أخرى مثل «التربة الفيضية» التي تنقلها الفيضانات من مكان الى آخر. «والتربة الموضعية» تنشأ من الصخور التي تحتها مباشرة.

 

وتصنف التربة حسب لونها الى «التربة السوداء» وهي أخصب الأنواع، و«التربة الكستنائية» وهي أيضا خصبة، ثم «التربة الحمراء» الأقل خصوبة والتي يرجع لونها الأحمر إلى وجود بعض عناصر الحديد، ثم «التربة الصفراء» غير الملائمة للإنتاج الزراعي.

وهناك تصنيف آخر للتربة بالنسبة لما تحتويه من أملاح. فهناك «التربة (الأراضي) القلوية» وبها نسبة من كربونات الكالسيوم وبيكربوناته بالإضافة إلى تشبعها بالصوديوم.

 

ويمكن إصلاح هذه التربة بإضافة المواد العضوية المخلوطة بالجبس.

أما إذا كانت التربة تحتوي على نسبة عالية من الأملاح المتعادلة فتسمى «التربة (الأراضي) الملحية». وعند جفافها تظهر على سطحها أملاح بيضاء اللون ولذلك تسمى أحيانا الأراضي القلوية البيضاء.

 

وهناك نوع آخر من التربة الملحية يعرف باسم «السبخة» وتحتوي التربة السبخة على كميات زائدة من الأملاح الذائبة.

وهي إما أن تكون ساحلية قريبة من البحر، أو داخلية بعيدة عنه. والسباخ من الأرض منتشرة في بعض البلدان العربية وتنمو بها النباتات الملحية.

أما الماء الموجود في التربة يسمى رطوبة التربة. ومصدره الأساسي هو المطر. وعندما يسقط المطر على التربة فإن جزءا منه يفقد عن طريق البخر السطحي.

والجزء الآخر ينفذ داخلها وله أسماء كثيرة. فالماء الذي يحتل الفراغات الضيقة بين الحبيبات (الفراغات الشعرية) ويغلف الحبيبات نفسها يسمى «الماء الشعري».

 

أما الماء الذي يملأ الفراغات الواسعة (غير الشعرية) فيرشح إلى أسفل بعد مدة من سقوط المطر وذلك بتأثير الجاذبية الأرضية ويسمى «ماء الجاذبية الأرضية».

وإذا صادف هذا الماء طبقة صماء أو غير منفذة له تجمع وظل ساكنا ويسمى «الماء الأرضي» (انظر: بئر ماء). وتكون استفادة النباتات من الماء الشعري فقط.

أما مواد التربة الغذائية فهي سبعة عشر عنصرا يكتمل بها نمو النباتات. هذه العناصر هي : الكربون، الهيدروجين، الأكسجين، النيتروجين، الفوسفور، البوتاسيوم، الكالسيوم، المغنيسيوم، الكبريت، الحديد، المنجنيز، النحاس، البورون، الزنك، الموليبدنوم، الكلور، الكوبلت.

أما المنجنيز والنحاس والزنك فتسمى «العناصر النادرة» لأن النبات يحتاج إليها بكميات ضيئلة جدا.

 

وبقية العناصر يحتاج إليها النبات بكميات مختلفة. وتختلف الأنواع النباتية في عدد العناصر التي تحتاج إليها، وفي الكمية التي تحتاج إليها من كل عنصر، وعموما، يأتي معظم هذه العناصر من المواد الصخرية غير العضوية عندما تنطلق وتتحرر منها ببطء.

والنيتروجين مصدره الأساسي هو الغلاف الجوي. ويدخل النيتروجين في التربة عل صورة غازية ثم يتحول داخلها إلى صورة أمونيا (غاز النشادر) او نيترات (ملح كيميائي) ليستفيد منه النبات.

وتتم عملية التحويل بواسطة بكتيريا معينة تسمى البكتيريا المثبتة للنتروجين، وتعرف العملية بعملية تثبيت النتروجين الجوي.

 

وهناك نباتات معينة تحمل على جذورها هذه البكتيريا والتي تتجمع على هيئة عقد تسمى العقد البكيرتية. ومن أمثلة هذه النباتات نبات الفول (الباقلاء) ونبات البرسيم (الجت) ونبات الترمس، وغيرها.

وعند استصلاح الأراضي الرملية تزرع هذه النباتات لأنها بما تحمله جذورها من بكتيريا مفيدة سوف تعمل على زيادة أملاح النيتروجين اللازمة لتغذية النبات.

 

وتنشأ  المادة العضوية في التربة من بقايا النباتات والأرواق التي تسقط على سطحها، وكذلك الجذور المتخلفة داخلها. وتتحلل هذه الأعضاء النباتية بفعل كائنات حية دقيقية.

وينتج عن تحللها انفراد بعض العناصر اللازمة لتغذية النبات مثل الكربون والنيتروجين والكبريت والفوسفور.

وتتخلف من ذلك مادة سوداء غروية تعرف بالدبال. ويتركب الدبال من مواد بروتينية ونسبة بسيطة من بعض العناصر، وله فائدة كبيرة في تحسين خواص التربة الفيزيائية والكيميائية.

وهو يزيد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء، ولذلك يستعمل لإصلاح الأراضي الرملية التي يرشح الماء منها بسرعة وتصبح سريعة العطش.

 

هذا ويوجد نوع خاص من التربة يسمى «التربة اللبدة» موجود في بعض دول أوروبا وهي تربة حمضية تنمو بها نباتات غير مزهرة (حزازيات) بغزارة شديدة ثم تموت فيها وتتحلل.

وبتعاقب نمو هذه النباتات وموتها وتحللها تصبح التربة غنية جدا بالمواد العضوية (الدبال). وتستورد بلادنا العربية هذه التربة لزراعة نباتات الزينة داخل المنازل، وتعرف عادة باسم «تربة الحزازيات».

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى