صنع الأفلام

2008 كتاب المعرفة – الثقافة والفنون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

Making Movies
يعدّ صنع الأفلام عملية معقدة ومكلفة جداً. حيث أن الصور البصرية والكلمات المنطوقة والمؤثرات الصوتية والموسيقى وتجهيز الاستوديو ومواقع التصوير الخارجية وتسلسل الأحداث، جميعها يجب أن يتم التخطيط لها والتدّرب عليها بعناية فائقة.

بالإضافة إلى مسؤولية المخرجين عن المفهوم العام لكل فيلم إن مسؤوليتهم تمتدّ أيضاً لكتابة الفيلم والتأكد من النص وتوجيه أدوار الممثلين وحركاتهم في موقع الفيلم، وإعطاء التعليمات إلى طاقم الإضاءة والكاميرا والتأكد من ما يبدو عليه كل مشهد عبر الكاميرا واختيار الصور النهائية لكل فيلم.
يستخدم العديد من المخرجين لوحة لتسلسل الأحداث للتأكد من كيفية تصوير الفيلم. وهذه اللوحة تضع الخطوط العريضة لكل مشهد. كما يساعد هذا التخطيط البصري في التأكد من أن التفاصيل الصغيرة كالملابس أو خلفية المشهد لم تتغّير من مشهد الى آخر خلال الفيلم.

تلعب الإضاءة دوراً مهماً في صنع مظهر الفيلم، سواء تم تصويره في مواقع خارجية أو داخل الاستوديو. يمكن للإضاءة أن تخلق مؤثرات حميمية أو كئيبة أو مرعبة أو مؤثرة.
أحياناً يعمل صانعو الأفلام على بناء مواقع واقعية تحاكي الحياة  مثل غرف وبنايات وتضاريس وبيئة خيالية ونماذج متحركة لوحوش. في الغالب إن تصوير فيلم في مواقع خارجية في العالم الحقيقي يعدّ أقل كلفة وأسهل وأشد تأثيراً من ناحية بصرية.
حين ينتهي تصوير الفيلم يتم العمل على تحريره، ويقوم معظم المخرجين بتصوير عدد من مشاهد أكثر من المطلوب. ويختار المخرج وفريق من المحررين الصور البصرية النهائية، وغالباً ما يرافق هذه الصور مدرج صوتي للأصوات والموسيقى والمؤثرات الصوتية.

هوليود:

في عام 1911 توجه صانعو الأفلام إلى مستوطنة بعيدة تسمى هوليود تقع بالقرب من لوس أنجلوس وذلك لتصوير بعض أفلام الغرب الأمريكي. وكانت هوليود حينها أرضاً جافة وقاحلة تشبه إلى حد بعيد الغرب الأمريكي المتوحش. لكن خلال سنتين صارت المنطقة مركزاً لصناعة الأفلام الأمريكية ومنذ ذلك الحين هيمنت على صناعة الأفلام في العالم.

لوح اللقطات السينمائية:

يستخدم لوح اللقطات مشاهد في الفيلم أو استوديو التلفزيون ليحدّد بداية ونهاية كل لقطة. وتكتب تفاصيل كل لقطة على اللوح الذي يعرض أمام الكاميرا قبل بداية التصوير. في الغالب لا تصوّر الأفلام بنفس ترتيب القصة، حيث يقوم المخرج وكاتبو النصوص وطاقم التصوير والممثلون بتصوير المشاهد بالترتيب الذي يرونه مناسباً، كأن يكون الممثلون متوفرين أو أن يكون الطقس مناسباً. وقد تؤخذ عدة لقطات قبل أن يصوّر المشهد بالشكل المناسب. تم يرتّب المحرّر اللقطات النهائية، وإذا تطلب الأمر يقوم بقص بعض اللقطات لتجهيز النسخة النهائية.

أفلام بوليود، التي تصنع في بومبي في الهند، عبارة عن مشاهد مسرفة في الغناء والرقص تحكي قصصاً من المغامرات المثيرة أو حكايات الغرام. ويتم اختيار البطل والبطلة بناء على وسامتهم لجذب عدد ضخم من المعجبين. ويستخدم الممثلون التعابير الوجهية والإيماء والرقص للتعبير عن مشاعر قوية من دون خرق القوانين الصارمة في صناعة الأفلام الهندية التي لا تسمح بالقبل.