التاريخ

مواقف حياتية أثبتت مدى صداقة العالم”وهلر” بـ”ليبج”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

صداقة وهلر و ليبج التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

ونِعْمَ الإخَاء

أصبح الكيميائيان الشابان، بعد عودتهما إلى موطنهما الأصلي ألمانيا، رفيقين متلازمين وصديقين حميمي ، يجريان البحوث ويديران المناقشات ويصدران المذكرات العلمية باسميهما معاً .

وبلغ الإخاء العلمي بينهما مبلغه . فلم يضن ليبج على صديقه بإسناد كل الفضل إليه في جميع بحوثهما المشتركة .

قال : "يعود الفضل في بحثنا لحمض البوليك وزيت اللوز المر إليه. سرنا معاً يداً بيد، لا غيرة ولا حسد ، وكثير من الرسائل التي حملت اسمينا كانت من عمله وحده! " . يا لها من روح جميلة وإنكار ذات وإخاء ما بعده إخاء .

 

الفجر الجديد

في عام 1830 توفيت زوجة وهلر بعد انقضاء عامين فقط على زواجهما . فحزن عليها حزناً شديداً حتى ظن أن حزنه سيحول دون مضيه في بحوثه .

ولكن كيف والصديق الصدوق موجود؟! حقاً لقد وجد وهلر، وهو مكلوم ، في معمل صديقه وأخيه ليبج لجرحه بلسماً وترياقاً شافياً .

أكبا معاً على بحث زيت اللوز المر وبعض المركبات المؤلَّفة من كربون وهيدروجين وأكسجين. واتجها بصفة خاصة إلى دراسة صفاتها الغريبة، وهي أنها لا تتغير بتغير المواد الداخلة في تركيبها فأطلقا عليها اسم "بنزويلات" .

قرأ برزيليوس بحثهما هذا فرأى فيه فجر يوم جديد في علم الكيمياء، فأطلق على هذه الطائفة من المواد اسم "بروينات" ومفردها "بروين" أي الفجر! .

 

الثروة العظيمة

قفل وهلر إلى مسقط رأسه، حيث تزوج ثانية وقد ذاعت شهرته. فما توفي شترومير، مكتشف عنصر الكادميوم ، اختير وهلر ليحل محله أستاذاً للكيمياء في جامعة جوتنجن .

ومما يذكر أن ليبج كان قد رُشح هو الآخر للمنصب نفسه، فلما عُيِّن صديقه بدلاً منه هنأه بحرارة وتمنى له من كل قبله النجاح والتوفيق .

وفي جوتنجن شيَّد وهلر معملاً كيميائياً كبيراً طارت شهرته في الآفاق ، مما جعل طلاب الكيمياء من مختلف الأنحاء يهرعون إليه.

ومن هؤلاء أمريكي يدعى جوت الذي عندما عاد إلى بلده بعد عمله في معمل وهلر، كان يحمل معه نبأ الكشف عن معدن جديد معدن الألومينيوم.

 

وكان جوت يميل إلى التحدث مع طلابه عن هذا المعدن العجيب والمقادير الكبيرة منه في صخور الأرض، والثروة العظيمة التي يمكن جنيها إذا ما استُنبطت وسيلة رخيصة لتحضيره .

وإذ كان يقول جوت قوله هذا في ذات مرة، غمز أحد الطلاب رفيقه قائلاً : "سوف تكون الوسيلة بغيتي".

وفي 23 فبراير عام 1886 أتى هذا الطالب تشارلس مارتن هول، أستاذه بحبة من معدن الألومينيوم المُحضّر بطريقة كهربائية رخيصة كان قد استنبطها هو، محققاً بذلك بغيته .

فكان ذلك مفتتح استعمال معدن الألومينيوم في مئات الأغراض الصناعية … وجنى هول الثروة العظيمة .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى