علوم الأرض والجيولوجيا

روابي الصخور المستطيلة

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

وعلى مقياس أكبر، تُعري الريح الروابي الصغيرة التي تعرف باسم «ياردانغز» (Yardangs). وهي تلال تعرضت للكشط بواسطة الريح وتحولت الى أشكال انسيابية مستدقة الطرف. وتحدث هذه التلال حيث تهب الريح بصورة عامة من إتجاه واحد طوال السنة.

والحقول الواسعة من تلك الروابي المترابطة في موازاة الريح يمكن أن توجد على ساحل البيرو، وفي ايران وصحراء مصر الغربية. وتختلف أحجام «الياردانغز» من متر واحد طًولاً الى عدة كيلومترات.

وأفضل الأمثلة على «ميغا-ياردانغز» موجود حول جبال تيبستي في الصحراء الكبرى الوسطى، حيث تشاهَد مجموعة منها تبعد الواحدة منها عن الاخرى مسافة 1000 متر، وتغطي منطقة من 650000 كيلومتر مربع. وقد يصل إرتفاع هذه الأشكال الى 200 متر والى عدة كيلومترات طولاً.

ونُحِتَ معظم «الياردانغز» من صخور ملساء سائبة، غير أن تلك الموجودة في تيبستي نُحِتَتْ من حجارة رملية صلدة وقديمة. وتنتشر «الياردانغز» بشكل أوسع في ممرات حركة الرمال حيث تقذف الريح العالية الرواسب على سطوح الصخور. ولذلك فإن من المحتمل أن يبلغ عمر روابي تيبستي مئات الآلاف من السنين.

 

التعرية المحلية القوية الناجمة عن الريح يمكن أن تحدث عندما يضعف السطح نتيجة تمزق في أديم الأرض أو بإزالة النبات.

وفي صحراء كالاهاري والسهول الكبرى في الولايات المتحدة أدى الفرك (Scouring) بوساطة الريح – أو الإنكماش (Deflation) – الى تشكيل تجويف مستطيل نصف دائري كبير أو «أحواض» يصل قطرها الى 1000 متر خالية من النباتات.

وفي الصحراء الكبرى الجافة، حيث لا توجد نباتات لتلطيف الإنكماش – وحيث لم تكن هناك حياة نباتية لعدة آلاف من السنين في العصر الرابع، يعتقد بأن أحواضاً كبيرة جداً قد حُفرت بواسطة الريح، كما يشهد بذلك منخفض القطارة في شمالي مصر.

تمثل التعرية الناجمة عن الريح مشكلة عملية على أطراف الصحراء، حيث تصبح الحقول جرداء بعد الزرع (في بعض السنين على الأقل).

 

وفي هذه المناطق تكون التربة الرملية شائعة جداً (وقد تطورت عبر الكثبان القديمة من العصر الرابع) وهي التربة الأسهل للعمل فيها بمجرفة (hoe) (وهي كل ما يملكه معظم المزارعين) وتلك التي تتشرب وتوفر معظم الماء للمحاصيل.

ولكنهما أيضاً الأكثر عرضة للتآكل بواسطة الريح. وفي السودان قد يرتفع العديد من حقول الحدود التي لم تتعرض للتعرية لأنها محمية بالأدغال الى علو يصل الى متر واحد أو مترين فوق الحقول المعراه بينها.

وفيما من الواضح أن تعرية الريح تحدث بسرعة تامة فإن من الصعب تحديد ما إذا كانت التربة المفقودة تضاهي الإنتاج المفقود من الغلال. ويحدث تآكل الريح في تربة شبه جافة اخرى، كما هو الحال في غربي السهول الكبرى في الولايات المتحدة، حيث بلغت ذروةً مروعةً خلال «عاصفة الغبار» في الثلاثينات من القرن الماضي.

وعلى أي حال فقد تمثلت المشكلة الرئيسة هناك في الغبار الذي كان نتاجاً لتعرية الريح والذي تسبب في حدوث متاعب صحية وفنية في المدن المجاورة. وتعاني بعض الأجزاء شبه الجافة في الصين من المشاكل ذاتها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى