العلوم الإنسانية والإجتماعية

دور الحالة الاجتماعية في مشاركة المرأة في العلم

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

مشاركة المرأة في العلم دور الحالة الاجتماعية العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

إن مبدأ الفصل بين أنشطة الرجل والمرأة – الذي شكل الدعامة الأساسية للضبط الاجتماعي وهرمية التحكم الجنساني منذ منتصف القرن التاسع عشر-أثّر بصورة بالغة في مشاركة المرأة في العلم، من خلال افتراض تعارض مزعوم بين كل من مسؤولياتها العائلية والمهنية.

وحتى التسعينات كان الشعور السائد لدى الكثير من النساء أن عليهن الاختيار بين امتهان العلم وبين الزواج.

وعلى سبيل المثال فإن الفائزتين بجائزة نوبل <B.ماكلينوك> (1900-1992) وهي من علماء الوراثة، حصلت على الجائزة في عام 1983؛ و <R.L-مونتالشيني> (المولودة عام 1909) وهي من علماء الأحياء الخلوية وحاصلة على الجائزة في عام 1986، اختارتا طواعية عدم الزواج لتتمكنا من تكريس حياتهما للعلم.

وقد بدا بالفعل أن أغلب البارزات علميًا في مباحث مثل الطب وعلم النبات وعلم الطيور والفلك، هن من غير المتزوجات. وكثيراً ما عمدن إلى تكوين أسر افتعاليه بمساكنة غيرهن من النساء، بل وبتبني الأطفال أحيانًا (Abir-Am and Outram, 1987: الفصول 3-6).

 

وكون الترمّل قد بدا من الأمور المساعدة للسّير المهنية للنساء في مجالات مختلفة (المرجع نفسه، الفصول 9،8،5) فإنه يوحي بأن الدور الشائع للنساء في المجتمع كزوجات وأمهات شكل عائقًا تقليديًا أمام تحقيق مرادهن من الانخراط في المهن العلمية.

أما النساء العالمات اللاتي اخترن الزواج فقد عمدن إلى إدخال الكثير من التعديلات على النمط التقليدي للحياة الزوجية. وقد تمثل أحد الخيارات الأكثر انتشارًا حينذاك في الزواج التعاوني من زميل يعمل في الحقل نفسه.

وعلى الرغم من أن الحياة المهنية للزوج كانت تحظى بأولوية الاهتمام في أغلب الأحوال، فإنه كان لا يزال هناك متسع لاضطلاع الزوجة بنشاط علمي.

 

وفي حين يبدو أن النشاط التعاوني لبعض النساء مع أزواجهن قد حال دون بقائهن مغمورات بالكامل إلا أنه أدى دومًا إلى عرض أعمالهن على أنها روافد مشتقة من أعمال أزواجهن، وهو ما كان يعني ضمناً وبالضرورة أن ما قمن بتحقيقه هو نتيجة لوضعهن القانوني والاقتصادي والاجتماعي كزوجات يتبعن عائلًا (راجع 24 دراسة حالة لزوجين متعاونين في العلم، Pycior, Slack and Abir-Am, 1995).

وقد تباينت أساليب الأمومة ورعاية الطفل بدرجة كبيرة بين النساء العالمات ممن ورد ذكرهن في التاريخ. ففي حين لم يرزق بعض النساء ضمن الزيجات التعاونية بأطفال (إذ لعل رعاية علاقة شبه مساواة مع الزوج كانت تتطلب الجهد نفسه اللازم لتربية طفل.

 

انظر المرجع السابق، الفصول 15،6،5)، إلا أن غيرهن من المشتغلات بالعلم واجهن المسؤولية المباشرة لرعاية أطفال. وفي كثير من الأحيان اضطلعن بهذه المهمة من خلال التجنيد الذكي للأسرة والأصدقاء وحتى الزملاء لمساعدتهن على ذلك. (المرجع السابق، خاصة الفصل 17 عن <M. ميد> وعائلة ميردال). هذا، وثمة أعداد قليلة أخرى من أولئك العالمات كن قادرات على تحمل تكلفة الرعاية المأجورة لأطفالهن. وفي حالات نادرة كن يحصلن على منح لرعاية الأطفال.

وكما تشير دراسة هذه الحالات التاريخية، فإن مشكلة رعاية الطفل، أو قل عدم المقدرة على توفير نوعية راقية من رعاية الطفل، قد استمرت في التأثير في تمكّن المرأة من ممارسة المهن العلمية بفعالية، سواء في نهاية القرن الماضي أو في عصرنا هذا بعد مرور قرن من الزمن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى