البيئة

دور الإنسان في تدهور التربة

1996 العوامل البشرية

مهدي حسن العجمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

دور الإنسان في تدهور التربة تدهور التربة البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

إن التربة هي الطبقة السطحية المفنتة من قشرة الأرض والتي يمد فيها النبات جذوره ويحصل منها على غذائه.

وهي من الموارد التي تعتمد عليها في تحقيق المزيد من الغذاء لمواجهة التزايد السكاني، وهي أشبه بمعمل كيميائي ضخم تؤلف فيه جميع أنواع المركبات عضوية كانت أو غير عضوية أو تحلل أو تغير مركبات أخرى تستخلصها النباتات وتعيد اتحادها بمواد أخرى.

أو تعود مرة ثانية إلى الرصيد العام عن طريق الحيوانات والنبات والإنسان لتتسلمها كمياء التربة وتحولها طعاماً لنباتات عدة.

 

وتتمثل مظاهر تدهور التربة وما يرتبط بها فيما يلي:

أ- تناقص الغطاء النباتي من حيث المساحة والكفاية وتدهور نوعية وقيمة منتجاته او اختفاء النباتات المستحبة أو المستساغة للحيوان.

ب- تملح التربة وتغدقها.

ج-زحف بالرمال على المناطق الزراعية والمراعي.

د- تعرض الطبقة السطحية للتربة للتجريف وهي الطبقة التي تتجمع فيها معظم القدرة البيولوجية للتربة.

بالنسبة لتملح التربة في الكويت نجد أن وراءها استخدام المياه مرتفعة الملوحة في الري، كما هو الحال في منطقتي العبدلي والوفرة، وهي مياه جوفية ترتفع فيها نسبة الملوحة مما يدفع المزارعين إلى أسلوب الزراعة المتنقلة.

 

ويرجع دور الإنسان في تملح التربة وتدهورها إلى ما يلي:

أولاً: عدم معالجة نسبة الملوحة في المياه والتي تترواح نسبتها ما بين 6146، 7680 جزءاً من المليون في مزارع العبدلي، وبين 6430-7430 جزءاا من المليون في مزارع الوفرة واستخدامها في الري بشكل مباشر دون معالجة.

 

ثانياً: نمط الري المستخدم حيث يمارس الري التقليدي (الري بالغمر)، وهو نمط يتسم في طبيعته بالإسراف في استخدام المياه، حيث يصعب ضبط وتحديد كميات المياه الملائمة بشكل جيد نتفادى من خلال معظم العوامل المؤدية لسرعة التملح حيث إن طبيعة التركيب الميكانيكي لتربة الكويت سهلة الصرف (تربة خفيفة)، تتسرب المياه منها إلى الطبقة التحتية بسرعة.

فإذا ما وجدت طبقة الجاتش فإنها تعمل على حجز هذه المياه عندما تكون هذه الطبقة قريبة من السطح، وفي هذه الحالة تكون المياه المنحبسة فوق طبقة الجانش في منطقة نفوذ الخاصة الشعرية وبالتالي تنشط حركة عكسية من أسفل إلى أعلى، خاصة خلال شهور الصيف.

 

حيث ترتفع الحرارة وتتعرض هذه المياه عند وصولها إلى سطح التربة للتبخر الشديد تاركة قشوراً ملحية (Firy, etal,1980). ويكمن القول إن طبقة الميراه الجوفية مع الإسراف في استخراجها قد هبط منسوبها.

حيث هبطت المناسيب في معظم الآبار (الجلبان) من 45-70 قدماً مما أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة في معظم مياه هذه الآبار من 2500 إلى 3000 جزء من المليون في سنة بداية الاستغلال إلى ما بين 6000-10,000 جزء من المليون في سنة 1987، وهذه مشكلة مهمة للغاية لعب الإنسان دوراً كبيراً لسوء استخدامه للمياه والتربة (صبحي المطوع، 1990، ص70).

 

أما عن دور الإنسان في زحف الرمال فيتمثل فيما اظهرته الدراسة التي قام بها معهد الكويت للأبحاث العلمية التي اظهرت طبيعة الريراح السائدة على الكويت وموقع الكويت من مناطق التراكمات الرملية التي تظهر في الشمال الغربي في مهب تلك الرياح.

ومن ثم تتعرض الأراضي الزراعية خاصة تلك التي تقع في مهب الرياح الشمالية الغربية والشمالية الشرقية لزحف الرمال بشكل واضح. فقد غزت الرمال الزاحفة مشروع الري الزراعي بالصليبية من جهة الشمال الغربي.

حيث استطاعت هذه الرمال تخطي السور المحيط بالمزرعة وارتفاعه خمسة أمتار وأصبحت مشكلة أساسية تهدد بتصحر أرض المشروع الذي بدأ استغلاله منذ عام 1976.

 

وتظهر نفس هذه المشكلة في بعض مزارع العبدلي والوفرة. ويأتي دور الإنسان في تفاقم هذه المشكلة رغم أنها ترتبط بعوامل طبيعية، إلى تقاعسه فترة طويلة في دراسة أبعاد المشكلة والتصدي لها باستثناء بعض عمليات التشجير التي يقوم بها او بناء الأسوار وغيرها، إلى جانب الرعي الجائر واقتطاع النباتات التي تعمل على تماسك التربة مما ساعد على تدهورها.

وتوضح الصورة رقم (7) زحف الرمال على المزارع وصورة رقم (8) استخدام الأشجار كمصدات لوقف هذا الزحف.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى