الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن جمهورية سنغافورة

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جمهورية سنغافورة الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

سِنْغافُورَةُ جمهوريةٌ صغيرةٌ، تبلغُ مساحتُها نحو 620 كيلومترًا مربَّعًا. تَتَأَلَّفُ أساسًا من جزيرةٍ تَقَعُ عندَ الطَّرَفِ الجنوبيِّ لشبهِ جزيرةِ المَلايو، وتنفصلُ عنها بمضيقِ جوهور.

ونظرًا لوقوعِها علَى الطريقِ المِلاحِيِّ الدّوليِّ، بينَ جنوبِ شرقيِّ آسْيا وأُسْتُراليا شَرْقًا، والشَّرقِ الأَوْسَطِ وأوروبا غربًا، فإنها تُعَدُّ مَحَطَّةً بحريَّةً رئيسيَّةً لتموينِ السُّفُنِ وإِصْلاحِها.

ويتجمَّعُ فيها حَجْمٌ هائِلٌ من رؤوسِ الأموالِ العالَمِيَّةِ، تعملُ في مُؤَسَّساتِها المالِيَّةِ والتِّجارِيَّةِ.

 

بلغَ عددُ سكانِ سنغافورة، حسبَ إحصاءِ عام 1998، نحوَ 3327000 فردٍ. واللّغَةُ الإنجليزيَّةُ هي اللّغَةُ الأساسِيَّةُ في الميناءِ ويَتَحَدَّثُ بها السُّكَّانُ باللَّهْجَةِ المَلاوِيَّةِ الشَّعْبِيَّةِ.

هذا إلى جانِبِ اللُّغاتِ الصِّينيةِ والمالاي ولُغَةِ هنودِ التَّاميل. ويَدينُ بالدِّيانَةِ الطَّاوِيَّةِ، والبوذيةِ نحوُ 56% من سكَّانِها، وبالإِسلامِ 16%، وبالمَسيحيَّةِ 10%، وبالهندوسِيَّةِ 4%.

(والديانة الطاويَّة مَفاهِيمُ فَلْسَفِيَّةُ مَبْنِيَّةٌ على تعاليمِ لاوْتْسى، وتُعَدُّ، إلى جانِبِ البوذِية والكُنْفوشيوسِيَّة، من بين أديانِ الصينِ الثلاثةِ الرئيسيَّةِ).

 

وكانَتْ سِنْغافورةُ من بين مَوانئ جنوبِ شرقيِّ آسْيا الّتي تاجَرَ مَعَها الملاَّحونَ العَرَبُ، منذُ القَرْنِ العاشِرِ الميلادِيِّ، ونَشَروا فيها الدَّعْوَةِ الإسْلامِيَّةَ.

وبَعْدَ حَرَكَةِ الكشوفِ الجُغْرافِيَّةِ البُرْتُغالِيَّةِ، ووصولِ ماجِلاّنَ إلى الفلبينِ في عامِ 1512م، دَخَلَ البرتغاليُّونَ ميناءَ سِنْغافُورَةَ ومَعَهُم البَعثات التبشيريَّةُ المَسِيحيَّةُ، وظلُّوا في الجزيرَةِ مُدَّةً طويلةً حتَّى احتلالِ بريطانْيا لها في عام 1819م.

وبِمَجيءِ عامِ 1832 بَرَزَتْ أهميَّةُ الموقِعِ الجُغرافيِّ الفَريدِ للجزيرَةِ كميناءٍ مُهِمٍّ للسُّفُنِ العابِرَةِ بينَ جنوبِ شرقيّ آسْيا وأوروبا، وأصبَحَتْ سِنْغافورةُ عاصِمَةَ سُكَّانِ مضيقِ جوهور، وواحدَةً من أغْنَى المُسْتَعْمراتِ البِريطانِيَّةِ.

 

وظلَّتْ بريطانْيا محتَفِظَةً بسيادَتِها عليها إلى أن مَنَحَتْ سُكَّانَ الجزيرَةِ حقَّ تكوينِ جمهوريَّةِ سِنْغافُورَةَ تبعًا لمُعاهَدَةِ لَنْدَنَ في عامِ 1957.

وقد اشتركَتْ سِنْغافُورَةُ في اتِّحادِ مالِيزْيا الفيدراليِّ لمُدَّةِ عامَيْن عند بِدايَةِ تكوينِهِ، إلاَّ أنَّ الجماعاتِ الصِّينِيَّةَ (وهي الأكثريَّةُ في الجزيرَةِ) وَجَدَتْ أنَّ الأَفْضَلَ لها عَدَمُ الذَّوبانِ في البحرِ المالاوِيِّ مع سُكَّانِ المَلايو، وأنْ يَنْفَصِلُوا عن الاتِّحادِ، ويكوِّنوا جمهوريةً مُستَقِلَّةً ذاتَ سيادَةٍ.

ويعيشُ 70% من سُكَّانِ سِنْغافورة في مساحَةٍ لا تزيدُ على نحو 100 كيلومترٍ مربَّعٍ حولَ الواجِهاتِ البحريَّةِ للميناءِ. والجانبُ الشرقِيُّ للمدينَةِ أكثرُ ازدحامًا بالسُّكَّانِ من جانِبِها الغربِيِّ.

 

ويتألَّفُ سكَّانُ سِنْغافورة من 75% من الجماعاتِ الصِّينيَّةِ، ونَحْوِ 14% من المَلاَيْ، ونحوِ 9% من الهنودِ والباكِسْتانِيِّين. ويُقَدَّرُ مُعَدَّلُ الزِّيادَةِ السَّنَوِيَّةِ للسكّانِ بنحوِ 5%، وهو مُعَدَّلٌ مرتفِعٌ بالنِّسْبَةِ لأيِّ مكانٍ آخَرَ في العالَمِ.

ويُعْزَى ذلكَ إلى تأثيرِ الهِجْراتِ الخارجِيَّةِ الوافِدَةِ إليها كعُمالٍ من الهندِ والصِّينِ والباكستان. وعلى ذلكَ اتَّخَذَتْ حكومَةُ سِنْغافورة قواعِدَ صارِمَةً في شأنِ قُبولِ المهاجرين الجُدُدِ إليها.

ويحتلُّ ظَهِيرُ مِيناءِ سِنْغافُورَةَ القسمَ الجنوبيَّ من الجزيرَةِ. ولا تزالُ المُسْتَنْقَعاتُ الساحِلِيَّةُ الّتي تَنْتَشِرُ فيها شُجَيراتُ الغاباتِ المَدَارِيَّةِ الرَّطْبَةِ تشغلُ قسمًا كبيرًا إلى الشمالِ الشَّرْقِيِّ من الميناءِ.

 

وتَفْصِلُ هذه المستنقعاتُ بينَ الهَضْبَةِ الشَّرقِيَّةِ للجزيرَةِ والهَضْبَةِ الجرانِيتِيَّةِ الوُسْطَى. وقد كانَتْ الغاباتُ الاستوائيَّةُ والمدارِيَّةُ الرَّطْبَةُ تغطِّي مُعْظمَ أَراضِي جزيرَةِ سِنْغافُورَة حتَّى بِدايَةِ القَرْنِ الثامِنَ عَشَرَ الميلادِيِّ.

وعَمِلَ السكّانُ على إِزالَةِ الغاباتِ وإحْلالِ الزِّراعات العِلْمِيَّةِ الواسِعَةِ مَحَلَّها، وبخاصَّةٍ زراعةُ شجيراتِ المطَّاطِ وجَوْزِ النَّخِيلِ والفواكِهِ المَدَارِيَّةِ.

ويشتَغلُ أهلُ سِنْغافُورَةَ، إلى جانِبِ بناءِ السُّفُنِ وإصلاحِها بالتِّجارَةِ والخِدْماتِ، وتِجارَةِ الترانْزيْت، وهي تمثِّلُ نحوَ 64% من جُمْلةِ الدَّخْلِ القومِيِّ.

 

ويوجدُ في سِنْغافُورَة أكبرُ مراكزِ التَّعَامُلِ والوَساطَةِ التِّجارِيَّةِ لكثيرٍ من السِّلَعِ المُهِمَّةِ، مثل المطَّاطِ الطَّبيعِيِّ والقَصْديرِ.

وهي قد أصبحَتْ اليومَ سوقًا عالَميًا مَرْموقًا للمُعامَلاتِ المالِيَّةِ والتَّعامُلِ في الأسْهُمِ والسَّنَداتِ لكُبْرَى الشَّرِكاتِ والمُؤَسّساتِ الدَّولِيَّةِ. وقد تَجَمَّعَتْ في مَصارِفِها كَمِّيَّاتٌ ضخمةٌ من رؤوسِ الأموالِ.

 

ونظرًا لِصِغَرِ مِساحَةِ أَرْضِ الجزيرةِ اتَّجَهَتْ المباني إلى النُّمُوِّ الرأسِيِّ، وتميَّزَتْ المدينةُ بمبانِيها الحديثَةِ الشَّامِخَةِ، وبِفَنادِقِها المُمْتازَةِ.

واهتَمَّتْ الدّولةُ بسنِّ القوانينِ والتعليماتِ الّتي تُؤَدِّي إلى حُسْنِ نِظامِ المُرورِ في الجزيرَةِ، والنَّظَافَةِ التَّامةِ لجميعِ طُرُقِها وشوارِعِها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى