العلوم الإنسانية والإجتماعية

تسخير الموارد البشرية لتطوير العلم والتقانة

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

تسخير الموارد البشرية تطوير العلم والتقانة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

إن تقلص أعداد المسجلين في الجامعات للحصول على درجة جامعية في العلوم الأساسية والعلوم الهندسية في عديد من بلدان المنطقة يعود إلى التعليم الهزيل للعلوم في المراحل التربوية الدنيا، وكذلك إلى افتقار العمل في البحوث إلى الجاذبية، وبخاصة فيما يتعلق بالدخل والقيمة الاجتماعية للباحثين. ولا يوجد حاليًا حماس من قبل العديد من الأفراد للعمل في هذه المهنة.

وحاليًا، من الصعوبة بمكان أن يقدّم إلى نفر متزايد العدد من طلبة المرحلة الجامعية الأولى، الذين أفرزهم توسع التعليم العالي خلال العقود الأخيرة (الجدول 1)، مستوى ملائم من التعليم الجيد.

ومن الملاحظ وجود وضع مماثل في الجامعات ومراكز البحوث فيما يتعلق بالخريجين، مع أن عدد الطلبة في هذه المرحلة لا يزال صغيرًا. وأهم العوامل التي تقيد تحسين مستوى التعليم التخفيضات المتكررة في الميزانيات المخصصة له، والافتقار إلى هيئة مدربة، والعدد المتزايد من المدرسين الذين يقومون بأعمال في أمكنة أخرى أيضًا، وكذلك غياب النشاطات التربوية الرامية إلى إضفاء جاذبية مبكرة على العمل في ميدان البحوث.

وفضلاً عن ندرة المستشارين الجيدين، ونقص موارد البحث المحدودة في المرحلة التالية للمرحلة الجامعية الأولى، فإن الافتقار إلى دعم البحوث التطبيقية والأساسية المتميزة وإعطائها المكانة التي تستحقها يجعلان من العلم مهنة غير جذابة. إن كل هذا يلحق الضرر باستمرار مشروعات البحوث، ويعرض وجود قطاع العلم والتقانة نفسه إلى الخطر.

لقد أُقر منذ عهد بعيد أنه إذا أردنا للعلوم والفنون أن تزدهر، فلابد من تهيئة تربة خصبة لها مسبقًا. وفي هذا الصدد لا بد لدول المنطقة من مواجهة التحدي المزدوج المتمثل في توسيع التعليم واحتوائه على كل المستويات.

 

إن هذه هي الطريقة الوحيدة لتوفير الموارد البشرية اللازمة للوصول إلى تطوير متوازن مستند إلى العلم والتقانة.

ويقول <كراوسكوف> (1955) إنه نظرًا إلى كون فعاليات العلم والتقانة في أمريكا اللاتينية مرتبطة في معظمها بالجامعات، فإن هذه الجامعات يجب أن تنهج نهجًا مؤسساتيًا بغية توفير بيئة جادة ومستقرة للتفكير النقدي والعمل الإبداعي.

وبالطبع فإن الجامعات ومراكز البحوث بحاجة إلى دعم لتوفير استجابة ملائمة لهذه المتطلبات التي يفرضها تحديث أمريكا اللاتينية.

إن الحكومات بحاجة إلى إعادة تحديد الدور المطلوب من الجامعات ومراكز البحوث أن تؤديه في هذه الأوقات التي تتسم بالتوقعات الطموحة والتغيرات السريعة.

ومع أن عملية التقييم هذه قائمة في الكثير من بلدان المنطقة، فإن أعظم الخطر يكمن في جعل الجامعات ومراكز البحوث الأساسية تتخلى عن مهمتها الأساسية في إثراء المعارف لتتحول إلى مؤسسات هدفها الأساسي توفير الخدمات التقنية.

وكما يشير <هاسيلكرين ونيلسون> (1990) فإن تطوير فعاليات بحوث العلوم الأساسية والتطبيقية في الجامعات أساسي لسبب آخر هو أن نضمن للهيئات العلمية في الجامعات ومراكز البحوث "ألا تتوافر لها الفرصة لمتابعة واستيعاب آخر التطورات وتكون قادرة على ربطها بمجتمعاتها فحسب، وإنما أيضًا كي تكون متمكنة من خلال البحوث من تعليم المناهج والطرائق العلمية."

 

ويشير <پاڤيت> (1993) إلى أنه "خلافًا للاعتقادات السائدة، فإن الفائدة الاقتصادية الرئيسية للبحوث الأساسية لا تكمن في المعارف التي يمكن تطبيقها مباشرة في قطاعات محصورة بمجالات ضيقة، وإنما في المعارف الأساسية والمهارات البحثية والآلات والأساليب التي توفر فوائد اقتصادية تشمل نطاقًا واسعًا من القطاعات."

من جهة أخرى، فعلينا، لدى صياغة سياسات تدريب الهيئات العلمية، ألا نتجاهل هجرة العلماء والطواقم المساعدة العاملة في البحث والتطوير إلى البلدان الصناعية، وكذلك الالتحاق الآخذ في التناقص للطلبة في كليات العلوم والهندسة، مما يجعلنا نواجه مشكلة الأعداد الآخذة في التقلص للهيئات العلمية في بعض بلدان المنطقة.

ويؤكد هذه الاتجاهات العولمة الآخذة في النمو لسوق عمل العلماء والفنيين المهرة. وتشير الدراسات إلى أن البلدان الصناعية ستعاني في السنوات القادمة نقصًا في عدد هؤلاء الأفراد (OECD, 1992)، وهذا وضع يفرض على دول أمريكا اللاتينية توفير ظروف عمل تنافسية بغية وقف هجرة علمائها والمهرة من فنييها.

وبغية تحقيق هذا الهدف لابد من إعطاء الأولوية المطلقة لتدريب أساتذة العلوم، وتحديث مناهج التدريس، وتوفير كتب التدريس المناسبة، وإنشاء المعاهد التربوية التي تحظى ببنية تحتية ملائمة. وفي المنطقة أمثلة جيدة على كيفية تحقيق هذه الأهداف المستعجلة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى