التاريخ

انتشار واسع لمرض الكوليرا

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

مرض الكوليرا التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

"أمراض تبدا بين من يقطنون شواطئ الأنهار الكبيرة" هذه الكلمات تتحدث عن مرض، لا يمكن أن يكون سوى الكوليرا التي لم تطل براسها خارج دارها في أرض الهند وما جاورها إلا بعد عام 1871.

ففي عام 1819 وصلت ميكروباتها إلى جزيرة "جاوة" ولم تبرحها إلا بعد أن أزهقت أرواح مائة ألف من سكانها، وفي عام 1821 وصلت إلى جنوب الجزيرة العربية حيث عمان اليوم، ترفق جنود الإحتلال البريطاني، وما انصرف العام ذاته حتى وصلت إلى مدينة البصرة فأزهقت هناك خلال ثلاثة أسابيع فقط عدداً يتراوح بين 15 إلى 18 ألف من الأرواح.

وفي العام الذي يليه عام 1822 كانت قد امتدت شمالاً لتصل إلى مدينتي "ناغازاكي وأوسكا" في اليابان قادمة إليه ممن "جاوة". 

لقد عدوا خمسة أوبئة عالمية يتحدث عنها تاريخ الطب خلال القرن التاسع عشر، عدا الفوعات الصغيرة التي لم تدخل في حسابات التاريخ فكانت على التوالي أوبئة عالمية:

 

عام 1817 – عام 1826 – عام 1846 – عام 1864 – عام 1883 ثم يذكرون بعدها عام 1902 الوباء العالمي خلال القرن العشرين.

ولعل هذا الأخير كان هو أكثر ضراوة وشدة، فقد انتشر في أغلب بلاد الشام مما يصعب معه حصر عدد ضحاياه، ولكنهم يقدرون أنه قضى في القاهرة "وحدها" خلال شهري يوليو وأغسطس من عام 1902 على 33 ألفاً من المصريين.

أما في "باريس" فقد ظهرت أول حالة وقعت للكوليرا أصابت رجلاً سقط أرضاً خلال حفلة راقصة، ثم توالت بعدها الحالات، لدرجة أنهم عجزوا عن نقل المرضى إلى المستشفى، فكانوا يكدسون في عربات، فيما كانوا يضعون الموتى في أكياس من الخيش بعد أن نفذت التوابيت في المدينة.

وما يروى عن اجتياح الوباء لمدينة "هامبورغ" يستحق الإشارة في هذا المقام، لأن أطباء الوبائيات يعتبرونه درساً لهم، لاستشعار أهمية الماء الملوث في نشر المرض.

 

لقد ظهر الوباء في مدينة "هامبورج" تقع المدينة الصغيرة المسماة "التونا" تستقي من الماء الآتي من "هامبورج" والذي يفترض فيه أنه ماء ملوث، ولكنها كانت ترشح الماء وتعقمه قبل استعماله، لهذا لم تظهر بين سكان "التونا" إصابات مريضة "بالكوليرا" فيما أصيب في "هامبورج" خلال شهرين فيما بين 17/8 إلى 13/10 من عام 1892 ما يقدرونه بـــ 17 ألف إصابة توفى منها 8065.

ومما يروى عن هذا الوباء الذي جاء المدينة من "روسيا" أن المهاجرين الروس المتوجهين إلى أميركا، هم الذين نقلو معهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية فيما بعد، فقد أقاموا لهم في "هامبورج" معسكرات قريبة من النهر الذي كانوا يستخدمونه ماءه في شؤونهم اليومية ويصبون فضلاتهم فيه.

 

لهذا يضرب الأطباء المختصون بقضية "هامبورج" مثلاً لدور الماء الملوث في نشر الوباء ودور ترشيحه في الوقاية من الإصابة بالمرض.

لقد أخذت الكوليرا في مسارها الوبائي عبر التاريخ عدة طرق يعرفها المختصون في أمر الأوبئة، منها طريق روسيا فأوروبا ومنها طريق قناة السويس، ومنها طريق الشرق الأوسط التي كانت تعقب مواسم الحج، حيث يختلط خلالها الناس مع جموع القادمين من أرض الهند وباكستان، مما توقف الآن بفضل الاحتياطات التي اتخذتها الحكومة العربية السعودية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى