التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

جهاز الدكتورة “روزالين يالو” لفحص المناعة بالإشعاع –RIA

1995 نساء مخترعات

الأستاذ فرج موسى

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الدكتورة روزالين يالو جهاز فحص المناعة بالاشعاع التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

إذا قمت بفحص قائمة الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم – الفيزياء، الكيمياء، الفسيولوجي (علم وظائف الأعضاء)، والطب – فإنك ستجد ضمنهم عددا قليلا جدا من النساء.

فقد حصلت ((ماري كوري)) على جائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء في عامي 1903، 1911، وحصلت ابنتها "إيرين" أيضا على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1938.

وعموما، فإن من بين 380 شخصا بتلك القائمة (الحاصلين على جائزة نوبل في العلوم)، لا تكاد نسبة النساء الحاصلات على تلك الجائزة تصل إلى 3%.

 

فهل كانت هناك نساء مخترعات ضمن تلك المجموعة المختارة؟

إنه من الصعب جدا أن نضع حدا فاصلا بين الاكتشاف العلمي والاختراع، ولكن الدكتورة ((روزالين يالو Rosalyn Yalow))، وهي مواطنة أمريكية، حصلت على جائزة نوبل في الطب في عام 1977، تعد مثالا طيبا.

فقد حصلت على جائزتها نتيجة اكتشافها الخارق، الذي يسمى ((طريقة فحص المناعة بالإشعاع (RIA) Radio Immuno Assay))، القابل للتطبيق مباشرة في مجال الطب الإكلينيكي، وطريقة فحص –RIA– أداة قوية تحدد عمليا أي مادة ذات أهمية حيوية، وتستخدم الآن في آلاف المختبرات حول العالم.

 

وتتميز هذه الأداة بدرجة حساسية غاية في الدقة – وهنا تكمن أهميتها- تتيح قياس أي مواد بيولوجية في الدم أو البول، بدرجة تركيز تصل إلى أقل من واحد على مليون من الجرام!

وتعد هذه العملية من الدقة في التركيز الكيميائي في الجسم الإنساني مسألة حياة أو موت. ففي علم الجراثيم، على سبيل المثال، يتم الفحص بجهاز «RIA» للتعرف على حاملي الأمراض، والتعجيل باستئصالها.

وهناك أسلوبان فنيان للفحص بطريقة (RIA): الأولى: بيولوجية، وتعتمد على تحديد ردود الأفعال المناعية للتعرف على أي مادة عضوية حية.

 

والثانية: فيزيائية، وتعتمد على وضع مادة كاشفة على هذه المواد العضوية الحية، بإدخال ذرات إشعاعية في جزيئاتها.

وقد استغرق تحويل المفهوم النظري (سنة 1956( إلى التطبيق العملي ثلاث سنوات من العمل المكثف، حتى أمكن قياس إينسولين البلازما (1959)، كما استغرق خمس أو ست سنوات أخرى قبل أن يتم تقديمه إلى المجتمع العلمي.

وفي أواخر الستينيات أصبحت طريقة (RIA) أداة رئيسية في مختبرات الهرمونات، وتوسع فيما بعد ليتعدى المختبرات البحثية، ويدخل مجال الطب النووي والمختبرات الاكلينيكية.

 

وتطبق طريقة هذا الفحص في مجالات أخرى، مثل: الطبي البيطري، والبحوث الزراعية، والعلوم الغذائية.

ولو كانت الدكتورة ((روزالين يالو)) قد سجلت طريقة الفحص (RIA) لأصبحت الآن مليونيرة. فالمختبرات التي تبيعها تبلغ معاملاتها سنويا حوالي 30 مليون دولاراً أمريكيا.

 

ولكن الدكتورة ((روزالين))، عالمة، لم يكن المال هدفا لها ذات يوم. وكما حدث مع ((ماري كوري)) في بداية القرن، نشرت الدكتورة ((روزالين)) بحوثها واكتشافاتها؛ الأمر الذي جعلها متاحة مجانا للعالم كله.

وفي مثل هذه الحالات، فإن الاختراع الذي يعرفه الجمهور لم يعد قابلا للحصول على براءة اختراع.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى