علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن طريقة “التسمية الاستراتجرافية” ونظمها

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

طريقة التسمية الاستراتجرافية نظم التسمية الاستراتجرافية علوم الأرض والجيولوجيا

هي طريقة للتسمية يستخدمها الجيولوجيون لتصنيف السجل الصخري (Rock Record) من أجل تحديد التاريخ الجيولوجي للرواسب الأرضية.

وتعتمد هذه الطريقة أساساً على تراكم الصخور الرسوبية التي تكونت في المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار والسهول المجاورة لها، في هيئة طبقات متعاقبة وهذا التعاقب يمثل تعاقباً زمنياً للمبدأ الذي وضعه ستينو سنة 1669م (Low of Superposition) حيث ينص على أن الطبقات الصخرية السفلى هي الأقدم زمنياً.

 وبالرغم من أن هذا المبدأ لا يمكن تطبيقه في بعض الأحيان خاصة عندما يتبع عملية الترسيب عوامل مختلفة مثل عوامل التعرية والطي والتصدع، إضافة إلى أن ترسبات حواف الانهار لا ينطبق عليها هذا المبدأ.

 

إلا أن التسميات الاستراتجرافية تعبر دائماً عن العلاقات الزمنية لمختلف الطبقات والتي تعتمد على مبدأ ستينو.

إضافة إلى ذلك فإنها تعبر عن الخصائص الطبيعية الجوهرية لهذه الطبقات. ومن الجدير بالذكر أن العلاقات الزمنية والخصائص الطبيعية للطبقات الصخرية. 

يستفاد منها عند مقارنة مجموعة صخرية في مكان ما مع مجموعة أخرى في مكان آخر مشابهة لها، في التعاقب والخصائص وتسمى عملية تطبيق هذه العلاقات الزمنية جانبياً من تعاقب صخري إلى آخر بالمضاهاة أو المقارنة (Corrclation).

 

ومن الممكن أن تتم مضاهاة الصخور على المستوى الإقليمي يتتبع طبقات صخرية فردية أو بتتبع مجموعة منها. أما على المستوى القاري فإن عملية المضاهاة تستند إلى الأحافير الموجودة في الطبقات الصخرية.

حيث أن كل عصـر أو حقب جيولوجي يتميز بأحافير تختلف عن الآخر حسب ما جاء في قانون تتابع تطور الحيوان الذي وضعه سميث سنة 1799 (Low of Faunal Succession) والذي تم تفسيره بواسطة نظرية التطور العضوي لدارون سنة 1859م.

 

نظم ومباديء التسمية الاستراتجرافية

لقد كانت هناك محاولات عديدة منذ القرن التاسع عشـر الميلادي لوضع نظام موحد للتسمية الاستراتجرافية. إلا أنه في الوقت الحاضر يوجد نظامان رئيسيان هما النظام الأوروبي والنظام الأمريكي.

1-النظام الأوروبي:

يرتكز النظام الأوروبي على عنصر الزمن كقاعدة أساسية في التسمية الاستراتجرافية (جدول رقم 1).

والزمن بذاته يعتمد على المحتوى الأحفوري في الرواسب الصخرية وتشتمل التقسيمات الاستراتجرافية في هذا النظام على جميع الطبقات التي ترسبت خلال فترة زمنية معينة وبتعبير آخر – من وجهة نظر عملية – فإن جميع الطبقات التي ترسبت خلال هذه الفترة الزمنية في هذا التقسيم تحتوي على أحافير الحيوانية.

ومن الجدير بالذكر أن الوحدات الاستراتجرافية التي تعتمد أساساً على الصفات الطبيعية للصخور دون إعتبار عنصر الزمن في التقسيم متعارف عليها في الاستعمال الأوروبي لكنها تعتبر غير رسمية وذات صيغة أولية.

 

2-النظام الأمريكي:

لقد تم نشر أساليب وطرق التسمية في أمريكا الشمالية عام 1933م وتم تأسيس اللجنة الأمريكية للتسمية الاستراتجرافية عام 1946.

وقد نشرت هذه اللجنة عام 1961 نظاماً منقحاً لأساليب ونظم التسمية، وما فتئت تعمل على تطوير مبادئ التسمية حتى يكون هناك اتفاق شامل على هذه المبادئ وتطابق في تطبيقها.

يعتبر النظام الأمريكي أن الوحدات القائمة أساساً على الخصائص الصخرية (أي الوحدات الصخرية الاستراتجرافية)

 

يجب أن يكون لها وضع مستقل من الناحية الاستراتجرافية مثل تلك الوحدات القائمة على أساس الوحدات الزمنية (الوحدات الزمنية الاستراتجرافية "جدول 2" وقد تبنت اللجنة الأمريكية اتجاهاً للتفريق بين الوحدات الزمنية الاستراتجرافية (القائمة على الزمن بشكل مجرد) والوحدات الحيوية الاستراتجرافية (القائمة فقط على المحتوى الأحفوري)

وقد استخدم مصطلح النطاق والمصطلحات الأخرى المتصلة به في التقسيم الأخير بينما استخدمت مصطلحات أخرى مثل المرحلة، السلسلة والنظام في التقسيم الأول.

وهناك من يعترض على النظام الأمريكي نظراً لأنه في أحواض الترسيب الأخرى البعيد والموجودة في القارات والمحيطات نجد أن الأحافير هي الدليل الوحيد القاطع على العلاقة الزمنية في التتابع الطبقي الصخري.

وأن المصطلحات مثل المرحلة، السلسلة والنظام هي قائمة أساساً على المحتوى الأحفوري كما هو الحال في النطاق.

 

وقد تكونت هناك لجان مشابهة للجنة الأمريكية في عدد من بلدان العالم مثل أستراليا والاتحاد السوفييتي سابقاً وفنزويلا وفرنسا وجنوب افريقيا وتم تشكيل اللجنة الدولية للاستراتجرافيا. 

حيث قامت منذ عام 1952 بإعداد معاجم للمصطلحات الاستراتجرافية ووضع الأسس اللازمة للتوصل إلى اتفاق دولي حول مبادئ التسمية وتقسيم الوحدات.

 

ومن ناحية عامة يستعمل الجيولوجيون في أنحاء العالم أحد النظامين الأمريكي أو الأوروبي فنجد مثلا أن الجيولوجيين الاستراليين خاصة أولئك العاملين في المناطق الرئيسية لإنتاج النفط يميلون إلى الاعتماد على النظام الأمريكي للتسمية الاستراتجرافية.

أما في روسيا فقد تم في عام 1956 وضع نظام تسمية الاستراتجرافية، يعتمد أساساً على النظام الأوروبي مع بعض التغييرات الطفيفة. وتشمل هذا النظام وحدات المقياس الزمني الاستراتجرافي الرئيسي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى