العلوم الإنسانية والإجتماعية

المرأة والعلم والبيئة

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

المرأة والعلم العلم والبيئة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

بونَي كيتَيل(1)

عندما تتمعن في المناظر الطبيعية، ماذا ترى؟ هل هناك جوانب من بيئتك الطبيعية تود أن تحافظ عليها أو تحسِّنها؟

وهل هناك جوانب أخرى غير لازمة أو ضارة؟ إلى أي مدى تتشابه مفاهيمك وأفضلياتك فيما يتعلق باستخدام البيئة الطبيعية وإدارتها مع مفاهيم وأفضليات الأشخاص الآخرين في أسرتك ومجتمعك المحلي؟

تشير البحوث التي أجراها فريق ويدنيت في أفريقيا إلى أن المفاهيم البيئية غالباً ما تكون جنسانية(2)، وأن عناصر البيئة الطبيعية التي يعرفها ويقدرها كل من النساء والرجال قد تكون مختلفة جداً بغض النظر عن السياق الثقافي أو الإقليمي" الجنسانية والبيئة: دروس مستقاة من ويدنيت، وستفيو" Gender and Evnironment: Lessons (Kettel, 1995) from WEDNET, Westview.

إن الطبيعة الجنسانية لمفاهيم الناس عن البيئة، ليست قاصرة على معرفة أنواع النبات والحيوان المختلفة.

 

فقد يكون محور تركيز كل من الرجل والمرأة مختلفاً عن محور تركيز الآخر وكذلك مستوى وعيه فيما يتعلق بعلاقات الترابط بين المنظومات الإيكولوجية في مختلف جوانب الطبيعة.

فقد أجريت مؤخرًا دراسة حالة بعنوان ECOGEN، ذكرت فيها روشيلو أن النساء في كاثاما بكينيا، قمن بدور أساسي في مساعدة المجتمع على النجاة من الموت جراء قحطٍ أرغم كل السكان على المسارعة إلى الحقول والأحراج بحثاً عن الغذاء في البيئة الطبيعية (Clark University, 1992).

وخلال العقود القليلة الماضية، كُرِس قدر كبير من البحوث العلمية والابتكارات التقانية لتلبية احتياجات مجموعة أساسية من المفاهيم والأفضليات البيئية تلبيةً أفضل، بغية تحسين مستويات المعيشة وزيادة الدخول. وقد مكننا العلم والتقانة دائماً من اختبار  حدود الطبيعة بحثاً عن زيادة مطّردة في الكفاءة والإنتاجية والربح. غير أن معضلتين كبيرتين ظهرتا هنا:

أولاً: نحن نعلم أن كثيراً من هذه الابتكارات العلمية والتقانية، بغض النظر عن حسن النية الكامن وراءها، كانت محدودة في نجاحها وفي أحيان كثيرة جداً كانت ضارة بقدرة البيئة الطبيعية على التحمل (أنظر، مثلاً، Timberlake L. (1985) Africa in Crisis: The Causes and Cures of Environmental Bankruptey, Earthscan).

 

ونعلم أيضاً أنه على الرغم من كل مجهوداتنا العلمية والتقانية، ما زال فقر النساء – مقارنة بفقر الرجال في نفس الأسر والمجتمعات المحلية – أخذًا في الازدياد.

إضافة إلى ذلك، عانت النساء بصورة غير متناسبة عواقب تدهور البيئة، في المناطق الريفية والحضرية على السواء، لا سيما من خلال أنشطتهن المتمثلة في جمع الحطب وجلب الماء وإنتاج المحاصيل الغذائية وعملهن في صيانة البيوت والأحياء السكنية (Jacobson) (1992) Worldwatch Paper No. 110.

إن عدم وجود النساء بأعداد ملحوظة في البحوث والتطبيقات العلمية والتقانية كانت له آثار سلبية جداً على دخل المرأة ورفاهيتها. إضافة إلى ذلك، إن عدم اعتراف مخططي التنمية والعلماء والمبتكرين التقانيين على السواء بأن المرأة يمكن أن ترى وتفهم البيئة الطبيعية بطريقة مختلفة عن الطريقة التي يراها الرجل ويفهمها بها، وبأنه يمكن أن يكون للمرأة اهتمامات وأهداف مختلفة تمام الاختلاف عما للرجل في استخدام بيئتها المحلية، كان له هو أيضاً أثر سلبي جداً في إدارة المنظومات الإيكولوجية المحلية إدارة مستدامة تمكِّن من المحافظة عليها.

 

لقد نظرنا إلى الطبيعة بعين واحدة فقط، وبجانب واحد فقط من دماغنا البشري الجماعي. ولكن من المؤكد أن استعمالنا للمنظومات الإيكولوجية المحلية – والعالمية – بعناية وإدارتنا لها إدارة مستدامة يتطلبان كامل رؤيتنا وبصيرتنا.

وفي سعينا الشامل إلى إيجاد مستقبل مستدام للبشرية، ربما يجب أن نعطي آراء النساء وأهدافهن، التي تشمل في العادة رفاهية أطفالهن، ذكوراً وإناثًا، وزناً أكبر نسبياً حتى مما نعطيه لآراء الرجال وأهدافهم، (Steady, F. (1993) Women and Children First. Schenkman) ولكنَّ هناك استنتاجاً واحداً واضحاً، هو أننا ما زلنا بانتظار إجراء قدر كبير من البحوث والتطبيقات العلمية والتقانية دعماً لمفاهيم النساء ولمعرفتهن وأهدافهن فيما يتعلق بالبيئة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى