الطب

العلاج المعرفي المتبع لحالات “فقدان الشهية العصبي”

1997 فقدان الشهية العصبي

الدكتور أحمد محمد عبدالخالق

KFAS

العلاج المعرفي المتبع لحالات فقدان الشهية العصبي الطب

يؤكد العلاج المعرفي Cognitive therapy على الدور الكبير الذي تقوم به العمليات المعرفية (وبخاصة الإدراك) والعمليات المنطقية والاعتقادات التي يعتنقها الفرد في نشأة المرض وفي علاجه. وهو يركز على التفكير أكثر مما يركز على المشاعر, ويجعل المريض أكثر اتصالاً بالواقع.

إن محددات السلوك السوي والشاذ عديدة من أهمها الاستبصار Insight أو تبصر الإنسان في حالته وفهم أسباب سلوكه, وزيادة الوعي بهذا السلوك, وكذلك إدراك الفرد للموقف, واستخدامه الخاص للغة, فعندما يواجه إنسان مشكلة ما فهناك فرق كبير بين أن يقول لنفسه:

1- تواجهني مشكلة صعبة ولكني سأتغلب عليها.

2- أمامي مشكلة يستحيل حلها.

أو عندما يقول الإنسان في أحد المواقف:

1- هذا موقف صعب ولكني سأواجهه بحزم.

2- هذا موقف مدمر.

 

فالاستجابة الأولى(أ) في المثالين السابقين استجابة سوية تكيفية, على حين أن الاستجابة الثانية (ب) استجابة غير سوية, وتشير إلى استجابة لغوية انفعالية, يترتب عليها مشكلات كثيرة للفرد ذاته.

والمهمة الأساسية للمعالج المعرفي أن يوقف استخدام المريض للغة بطريقة فضفاضة وانفعالية, وجعله يحدد مصطلحاته بدقة, ويتوقف عن التعميم الزائد.

ويميل كثير من الأشخاص في ثقافتنا إلى أن يعتنقوا بعض المعتقدات غير المعتدلة التي تتسم بعدم المعقولية, والتي قد تكون مسؤولة عن قدر كبير من القلق والاكتئاب والعلاقات الشخصية غير الناضجة, ونعرض لهذه الاعتقادات كما يوردها "ألبرت إليس"(21) فيما يلي:

 

الاعتقادات غير المنطقية

 أهم هذه الاعتقادات غير المنطقية التي توجد لدى كثير منا عشرة كما يلي:

1- يجب أن أحصل على حب مخلص واستحسان من الآخرين طول الوقت.

2- لا بد من البرهنة بصورة مستمرة على أنني شخص موهوب كفء منجز.

3- ستبدو الحياة مرعبة عندما لا أحصل على ما أريد.

4- إن لم يتعامل الآخرون معنا بطريقة طيبة أو متسامحة فهم أناس فاسدون حقراء.

5- يجب أن نشغل أنفسنا بما يظهر حولنا من الأشياء الخطرة أو الأفراد أو الأشياء الذين نخاف منهم.

6- كان يجب أن يصبح الأفراد والأشياء أفضل مما هم عليه الآن.

7- الضغوط الخارجية هي سبب تعاستنا, ولا سبيل إلى تغيير هذه الضغوط.

8- الأسهل بالنسبة لنا أن نتجنب مواجهة صعوبات الحياة والمسؤوليات الشخصية.

9- تؤثر حياتنا السابقة فينا بشدة وتحدد مشاعرنا بقوة.

10- تستطيع أن تحصل على السعادة عن طريق الكسل أو بأن تمتع نفسك بشكل سلبي غير ملتزم.

 

وهناك نواة من الحقيقة في معظم هذه الاعتقادات, ولكن الأفراد من ذوي المشكلات النفسية يميلون إلى المبالغة في أهميتها, وهذه المعتقدات غير المنطقية هي سبب تعاستنا.

ولا بد – حتى يعالج الفرد – أن يجد بدائل منطقية لهذه المعتقدات غير المنطقية, وهنا يكمن جوهر العلاج: تحديد المعتقدات غير المنطقية, ومواجهتها, والتصميم على تغييرها.

ولذلك سمي بالعلاج العقلاني Rational أو المعرفي Cognitive لأن هدفه تعديل المعتقدات أو المعرفة وأنماط التفكير التي تؤدي إلى سوء التكيف.

 

العلاج المعرفي وفقدان الشهية العصبي

لا شك أن اضطراب فقدان الشهية العصبي يتضمن جوانب غير منطقية كثيرة, ويشتمل على اعتقادات خاطئة لدى المريض, مثال ذلك: اعتقاده بأنه زائد الوزن برغم نحافته وهزاله.

ويجد المعالج المعرفي نفسه – في مثل هذا النوع من العلاج – يقوم بدور المعلم, إذ يقوم بتصويب معتقدات مريض فقدان الشهية العصبي ومعلوماته عن التغذية المثالية والوزن الأمثل.

كما يقوم كذلك بما يسمى: الإرشاد المتصل بالطعام, ويذكّر المريض (أو يعيد تعليمه) بعض مبادئ التغذية والطعام المتوازن والصحي.

وحيث إن اضطراب الشهية العصبي لا يكون الاضطراب الوحيد لدى المريض عادة فإن العلاج المعرفي يستخدم أيضاً بعض الجوانب المضطربة لدى مريض فقدان الشهية العصبي غير الاضطراب ذاته, مثل: انخفاض تقدير الذات, والتشوه في صورة الجسم, واليأس… وغير ذلك من الأساليب المعرفية التي تهدم الذات, وترتبط في الوقت نفسه بفقدان الشهية العصبي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى