الطب

التغيرات المصاحبة للإنسان عند شعوره بـ”الخوف”

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الشعور بالخوف تغيرات الإنسان عند شعوره بالخوف الطب

الخوف رد فعل انفعالي يتصف بأنه شعور غير سار، وغالبا ما يصاحبه رغبة في الهرب أو الاختباء من الشـيء المخيف.

والانفعال اضطراب حاد يتميز بحالة شديدة من التوتر. وفي أثناء الانفعال اضطراب حاد يتميز بحالة شديدة من التوتر.

وفي أثناء الانفعال تضطرب جميع أنواع النشاطات التي يقوم بها الإنسان، ويصبح نشاط الفرد كله مركزا حول موضوع الانفعال.

وعندما لا يتعلق الخوف المتكرر بأي خطر حقيقي، يصبح في هذه الحالة خوفا مرضيا يسمى "الخواف".

 

ويصاحب الخوف نشاط الجهاز العصبي الذاتي، وهو الجهاز الذي يحول مسار الدم وتدفقه، ونشاط الوظائف التي يكون الجسم في حاجة إليها لمواجهة الخطر أو الهرب منه.

ويصاحب الشعور بالخوف أعراض جسمية، مثل: سرعة دقات القلب، وسرعة النبض، وتقلص العضلات، وجفاف الحلق، والعرق، وآلام في المعدة، وشحوب الوجه.

وتظهر هذه الأعراض نتيجة إفراز هرموني الأدرينالين والنور.أدرينالين.

ويتعلم الإنسان كثيرا من المخاوف، أو يخاف من أشياء لم تكن تثير لديه الخوف من قبل. فالطفل الصغير لا يخاف من أي شيء، ولكنه بعد ذلك يتعلم الخوف من أشياء كثيرة.

 

فعندما يحدث انفعال الخوف، لأي سبب من الأسباب التي تؤدي إليه، يرتبط انفعال الخوف ببعض الأشياء الخارجية التي كانت أمامه في أثناء حدوث الانفعال. وهكذا تكتسب هذه الأشياء القدرة على إثارة الخوف بعد ذلك.

فمثلا، قد يظلم المكان فجأة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، وعندها يصطدم الطفل بشـيء يؤذيه ويسبب له بعض الآلام. عندئذ يرتبط "الظلام" بشعور الطفل بالألم. ومن هنا يتولد خوف الطفل من الظلام.

ولكن هناك دراسات توضح أن بعض الأشياء المخيفة تسبب الخوف عند رؤيتها لأول مرة. فعلى سبيل المثال تظهر قردة الشمبانزي الخوف من أول ثعبان تراه، كما أن الطفل البشري، في مرحلة عمرية معينة، يظهر خوفا فطريا من الغرباء.

 

وقد يرتبط الخوف أيضا ببعض العمليات النفسية الداخلية كالدوافع والأفكار، مما يجعل مهمة البحث عن سبب الخوف أكثر تعقيدا.

فقد يرتبط الخوف بدافع الابتكار والإبداع، وذلك عندما يتكرر عقاب الطفل على محاولات المبادأة والإقدام على أفعال جديدة من تلقاء نفسه. فينشأ الطفل وهو يخشـى الإقدام على أعمال جديدة مبتكرة، ويخاف من تحمل المسؤولية.

قد يلجأ بعض الآباء والأمهات إلى بعض الطرق أو الوسائل لتخليص أطفالهم من المخاوف المختلفة، ولكن غالبا ما تكون غير مفيدة بل قد تكون ضارة مثل: إبعاد الشـيء المخيف، وكثرة التعرض للشيء المخيف، والتوبيخ والسخرية، والإقناع، والتقليد الاجتماعي، وتعلم بعض المهارات.

 

ويرى علماء النفس أن أفضل وسيلة لتعلم الأطفال الإقلاع عن الخوف هي "تصحيح التعلم".

وهذه الوسيلة تقوم على إحلال انفعال آخر مفرح، كالسـرور، محل انفعال الخوف. فإذا كان الطفل يخاف القط مثلا، فمن الممكن أن نجعله يتخلص من هذا الخوف بالطريقة التالية:

 

نجعل الطفل يجلس على مائدة الطعام ليتناول طعاما يحبه، وفي أثناء تناوله الطعام يظهر الوالد القط له، وهو موضوع في قفص وعلى مسافة بعيدة منه بحيث لا يثير فيه الخوف. ثم يقوم الوالد بفعل الشـيء نفسه في اليوم التالي مع تقريب القط من الطفل.

ومع تكرار هذه العملية في الأيام التالية بالتدريج، يمكن أن يتخلص الطفل من خوفه من القط. هذا، مع ملاحظة أننا يجب أن نستخدم هذه الطريقة بحذر شديد.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى