التاريخ

طبيعة لباس وثقافة سكان الصحراء

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

التاريخ علوم الأرض والجيولوجيا

تعتمد ملابس الأشخاص في أطراف الصحراء الى حد كبيرعلى درجات الحرارة في الصحراء التي يعيشون فيها. والأروميون (Aboriginals) الأستراليون، على سبيل المثال، يرتدون المئزر فقط، وقد يستغنون عنه في بعض الأوقات.

ويرجع ذلك الى أن الصبغ الطبيعي للون جلدهم الغامق يكفي لحمايتهم من الشمس، بينما يندر في الليل أن تنخفض درجة الحرارة بحيث تبرر إرتداء ملابس.

واذا انخفضت درجة الحرارة فإنهم يستخدمون بطانيات من الفراء. ومن جهة اخرى يرتدي الرعاة البدو في صحارى التبت أثواباً ذات أكمام طويلة وياقات عالية مع قبعة من جلد الأغنام، وربما مع دثار من الصوف أو من جلد الغنم لحمايتهم من البرد الذي يسود في بيئتهم ذات الارتفاع العالي.

ويتعين أن تكون الثياب متينة وشديدة التحمل، ليس فقط بسبب ندرة المواد، ولكن أيضاً لأن البراعة التي ينطوي عليها صنع المواد تتطلب الكثير من العمل.

 

والعديد من سكان الصحراء في الأميركيتين، مثل أبناء بويبلو (Pueblo) ونافاجو (Navajo) وإنكا (Inca)، يفاخرون بملابسهم المحاكة باليد، كما أن شعب بويبلو، على وجه الخصوص، برعوا الى حد كبير في حياكة وصنع الملابس القطنية، وكان البعض منها زاهياً بصورة استثنائية.

وقد نسجوا الغزل من القطن وصنعوا منه ثياباً. وكان الرجال يرتدون البنطلونات والتنانير القطنية، وكانت النساء ترتدي الدثار القطني. وحول سيقان الرجال والنساء على حد سواء كانوا يرتدون الطماق (Legging) المصنوع من جلد الغزال.

وعندما جلب الاسبان الغنم فيما بعد صنع هنود البويبلو أيضاً ثياباً صوفية. القبائل الاخرى من جنوب غربي أميركا، وخاصة أبناء نافاجو والأباتشي، كانوا يرتدون في الأصل جلود الحيوانات التي اصطادوها، غير أن تفاعلهم المتزايد مع البويبلو شجعهم على صنع الثياب.

 

الثياب والثقافة

بين الثقافات التي استعملت الثياب كانت التصاميم في غالب الأحيان مرتبطة بشكل وثيق بديانة المنطقة. وفي المناطق شبه الجافة الواسعة حيث انطلق الإسلام، على سبيل المثال، تنتشر تصاميم متماثلة أساسية في مناطق واسعة جداً.

وفي المناطق التي كان للتقليد الإسلامي تأثيره القوي فيها سادت تقاليد وسمات التواضع والنظافة. ويغيب العرض الزخرفي وتفضل زينة الأرابسك الهندسية على المشغولات والثياب.

كما أن التواضع الشخصي الذي تتطلبه ديانة وثقافة العديد من شعوب أطراف الصحراء، وخاصة في آسيا والشرق الأوسط، يعزز الميل نحو تغطية الجسم من أجل حمايته من الحرارة، ومن الشائع في البلدان الإسلامية تغطية الجسم كله بما في ذلك الرأس.

 

وغطاء الرأس صورة مميزة للذكور في مجموعات البدو في الجزيرة العربية وشمال أفريقيا، وترتدي النساء في الغالب أغطية رأس متميزة. وحجاب المرأة ليس شائعاً بين البدو، وتشارك النساء بِحُرية ومن دون قيود في العديد من تلك القبائل في الاقتصاد والحياة اليومية في تلك المجتمعات.

وتصنع الأحذية بسهولة من جلود المواشي والصندل الذي يتميز بالبساطة والأناقة الى حد كبير كان منذ زمن طويل ولا يزال جزءاً من اللباس العادي لدى شعوب أطراف الصحراء، على الرغم من أن السير لفترات طويلة بقدمين عاريتين مظهر شائع أيضاً.

ويصبح سطح الأرض في المناطق شبه الجافة حاراً بصورة غير مريحة للقدمين بعد ساعات عديدة وحماية الصندل تكون أساسية في غالب الأحيان اذا كان يتعين قطع مسافات في أوقات الحر.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى