العلوم الإنسانية والإجتماعية

تعريف مصطلح “التحديث المعرفي”

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة

اتساقاً مع هذه الملاحظات، فإن عالم الأنثروبولوجيا ديفيد هيس (David Hess 2007) يرى أن دور الجماهير المتنوع في مراقبة المخاطر ونقد المسارات العلمية والتكنولوجية قد تنامى بتأثير عمليات العولمة.

حيث تتسم الفترة الحالية من العولمة بنمو هيئات الحوكمة الوطنية الكبرى (Supranational)، وتلك العابرة لحدود الوطن، وزيادة في الاندماج الاقتصادي، وتغيير أنماط الهجرة والتبادل الثقافي.

ففي هذا الوقت، هناك من جهةٍ ضغوط متزايدة على الباحثين لتنسيق عملهم مع الأولويات الصناعية، ومن جهة أخرى طُوّرت تدابير معاكسة حوت في تكوينها زيادة التدقيق في العلم «من الأدنى» (From Below) (Moore et al. 2010).

وقد استخدم هيس (Hess 2007, 47) [لذلك] مصطلح التحديث المعرفي (Epistemic Modernization) للتدليل على: العملية التي فيها الأجندات والمفاهيم وطرق البحث العلمي معرضة للتدقيق والنفوذ ومشاركة من المستخدمين [لها] ومن المرضى والمنظمات غير حكومية والحركات الاجتماعية والأقليات العرقية والنساء والفئات الاجتماعية الأخرى التي تمثّل وجهات نظر في معرفة قد تختلف عن [آراء] النخب الاقتصادية والسياسية أو العلميين السائدة.

 

التحديث المعرفي ما هو إلا نتيجة للعديد من التغيّرات المؤسساتية، بما فيه: تنوّع التركيبة الاجتماعية للعلم بما في ذلك [مشاركة] الجماعات التي كانت ممثلة تمثيلاً ناقصاً في السابق؛ والمشاركة الدولية؛ ونمو مشاريع البحوث الموجهة نحو التجمعات السكانية، مثل «متجر العلم» (Science Shop)  وبحوث الصحة العامة التشاركية، ونمو منظّمات الحركة الاجتماعية التي تتحدّى السلطة المعرفية للعلم، والجهود المبذولة من قبل العلماء المتمردين في تحالفهم مع الحركات الاجتماعية وبناء مؤسسات [علمية] غير حكومية مثل منظمة «العلماء المهتمين» (Concerned Scientist).

كما أودّ أن أُضيف إلى هذه القائمة إنشاء شبكات لنشطاء الارتداد المعرفي، التي تدعو الخبراء العلميين لتقديم توصياتهم ومشوراتهم للحكومات التي قد يكون غير الراغبة في الردّ على التظلمات المحلية، كما أوضحنا ذلك في الفصل السابق.

 

إن حدوث التحديث المعرفي عالمياً ليس بالعملية المتجانسة. فعندما تكون هناك تغيّرات مؤسساتية كما نقاشنا أعلاه، فإن هذه التغيّرات تحدث بطرق تعكس ملامح سياسية واقتصادية وثقافية معيّنة خاصة بالمجتمع.

ففي المجتمعات التي تناضل فيها الشعوب الأصلية لتقاوم المزيد من الخسائر أو لتقاوم التحوّل في ثقافتها، فإن التحديات التي تواجه السلطة المعرفية للعلوم لا تأتي من المعارضين والعلميين والحركات الاجتماعية والمواطنة الفعلية الفعالة فحسب، بل من المجتمعات المضطهدة أيضاً التي تقاوم بنشاط مشاريع «التحديث» التي تُفرض تحت مسمى التقدّم العلمي والتقني والتنمية الاقتصادية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى