العلوم الإنسانية والإجتماعية

مقاييس الإنتاج العلمي في الدول الأوروبية

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

الإنتاج العلمي الدول الأوروبية العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

من المهم أن نذكر أن النظم المائلة إلى العصرنة في أوروبا ليست سوى تراكمات حديثة تكونت على المجتمعات والشبكات من فلسفات طبيعية ما فتئت تتطور منذ القرن السابع عشر، وغالبًا ما كان يحدث ذلك بدعم حصل مصادفة من مصادر خاصة أو حكومية.

وفي مثل هذا الجو جرى وضع الأسس التي استندت إليها الثورة العلمية، كما جرت صياغة وتعزيز إنجازات الثورة الصناعية.

وبالطبع، فإن هيمنة أوروبا على عالم العلوم قد ضعفت إلى حد كبير، فيما قفزت إلى الطليعة دول أخرى، أهمها الولايات المتحدة. إلا أن الدول الأوروبية، مسايَرَةً لشعوبها، وحتى لأهدافها الاقتصادية، ما انفكت تحظى بتأثيرٍ، ولو محدودٍ نسبيًا، في العلم العالمي.

وللباحثين في العلوم الأساسية مرام طموحة: فهم يسعون إلى القيام بإنجازات في العلم من شأنها قلب النظريات القديمة رأسًا على عقب، أو التوصل إلى نتائج غير ممكنة في هذه الأيام، أو إيجاد حلول أصيلة لمسائل سبق لغيرهم أن حكموا عليها بأنها تستعصي على الحل.

وتُمنح الإنجازات العلميةُ المتميزةُ جوائز مثل الجوائز الثلاث التي تمنحها مؤسسة نوبل في العلوم. ولما كان يُنظر إلى هؤلاء العلماء على أنهم من الصفوة في أي مكان من العالم، فيمكن استعمالهم كمعيار للمستوى العلمي لبلدهم ولإنجازاته في ميدان العلوم الأساسية (الجدول 2).

 

هذا وقد حصل العلماء الذين يحملون الجنسيتين الألمانية والبريطانية على معظم هذه الجوائز حتى بداية الخمسينات. بعد ذلك تبوأت الولايات المتحدة القيادة، وحافظت عليها منذ ذلك الحين.

وتتنافس المملكة المتحدة وألمانيا الآن على المركز الثاني، تليهما فرنسا والسويد وهولندا، وبعد ذلك اليابان ودول الاتحاد السوڤييتي السابق. وإذا ما أحصينا عدد الجوائز خلال السنوات القليلة الأخيرة، فإن الولايات المتحدة تتقدم كثيرًا على أي دولة أخرى.

بل إن عدد الجوائز التي لا يشارك فيها علماء من الولايات المتحدة قليل إلى حد ما، ومع أن ألمانيا كانت النجم الأوروبي في عدد الجوائز قبل الحرب العالمية الثانية، فإن المملكة المتحدة حلَّت محلَّها بعد ذلك، ولو بمقياس أضعف.

وبمصطلحاتٍ كمية أكثر، فإنه يمكن تقييم التقدم العلمي ومقارنته باستعمال عدد من معاير المقارنة.

 

ففي الشكل 2 تقارَنُ الإسهامات العالمية في النشر وبراءات الاختراع بمستوى الناتج المحلي الإجمالي وبنسبة الاستثمار العلمي.

وتُظهر النتائجُ الصورة العامة لأوروبا كجزء من العالم متميز علميًا، وإنْ كان أداؤها في العلم أفضل من نشاطاتها في مجال براءات الاختراع.

بيد أن الفروق ليست كبيرة إذا ما استثنينا اليابان ذات الإسهام المتواضع نسبيًا في المنشورات العلمية. هذا ويجب الحذر فيما يتعلق بتفسير انتماءات النشرات العلمية، ذلك أن معظم مؤلفيها، على اختلاف جنسياتهم، يكتبون مقالاتهم باللغة الإنكليزية.

ويبين الشكل 2 أن أوروبا الغربية والولايات المتحدة متوازيتان تقريبًا في النشرات العلمية والناتج المحلي الإجمالي. إلا أن الولايات المتحدة تنفق أكثر على البحث والتطوير للوصول إلى هذا، ومن ناحية أخرى فإن إنجازاتها أكبر في مجال براءات الاختراع.

أما اليابان فتنفق نسبة أعلى بقليل من ناتجها المحلي الإجمالي على البحث والتطوير، وفي حين تبدو متأخرة في النشر العلمي، فإنها متقدمة في براءات الاختراع، علمًا بأنها تُمنح براءات اختراع في الولايات المتحدة أكثر من الدول الأوروبية مجتمعة.

 

هذا وإن حكومات أوروبا الغربية، كما يرى واضعو سياسة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، شجعت تطوير البحث العلمي والتعليم العالي.

إنها عمومًا أسست أنظمتها على نحو تحافظ فيه على مبادئ الفلاسفة الطبيعيين التي تقضي بتوفير الاستقلال الذاتي للباحثين مشفوعًا بمكافأة وتخصيص مزيد من التمويل للأنظمة المتميزة.

وقد نجح هذا المخطط إلى حد ما في تطوير بحوث عالية المستوى، وفي توفير طاقم من المدرسين مستعد لتعليم الأعداد المتزايدة من الشباب في معاهد التعليم العالي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى