الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن جمهورية كوريا الجنوبية

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جمهورية كوريا الجنوبية الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

كورْيا الجنوبِيَّةُ جمهورِيَّةٌ تقعُ في شَرْقِيِّ قارَّةِ آسْيا، وتَشْغَل الجُزْءَ الجَنوبِيَّ من شِبْهِ الجَزيرَةِ الكورِيَّةِ، يَحُدُّها شمالاً كورْيا الشَّمالِيَّةُ، وشَرْقًا بَحْرُ اليابانِ، وغَرْبًا البَحْرُ الأَصْفَرُ الّذي يَفْصِلها عن الصِّينِ. وهي تقعُ بينَ خَطَّيْ عَرْضِ 34 و38 شمالَ خَطِّ الاسْتِواءِ.

والسَّطحُ مُتَنَوِّعٌ في كورْيا الجنوبِيَّةِ حيثُ تمثِّلُ الجبالُ 70% من التّضاريسِ، أَبْرَزُها سِلْسِلَةُ جبال (تيبْسكان) الّتي تمتدُّ علَى طُولِ السّاحِلِ الشَّمالِيِّ الشَّرْقِيِّ لكورْيا الجنوبِيَّةِ.

وأَعْلَى قِمَّةٍ جَبَلِيَّةٍ هي «جبلُ هالاَ» (1950 متراً فوقَ سَطْحِ البَحْر). كما توجدُ فيها السُّهولُ في الغَرْبِ والجنوبِ، وتكثرُ فيها الجُزُرَ الّتي يزيدُ عَدَدُها علَى ثَلاثَةِ آلافِ جزيرةٍ، أَكْبَرُها جزيرةُ «شِيجْيو».

 

ويجري في كورْيا الجنوبِيَّةِ العديدُ من الأَنْهارِ والمجارِي المائِيَّةِ الّتي يُسْتفادُ مِنْها في الزِّراعَةِ وتَوْليدِ الطَّاقَةِ الكَهْرَمائِيَّةِ اللاَّزِمَةِ لِلْكَثيرِ مِنَ الصِّناعاتِ، وعَلَّمَتْ الكوريِّين مهارَةَ العُلومِ المِلاحِيَّةِ.

ومِنْ أَشْهَرِها نَهْر «هان» الّذي تُطِلُّ عَلَيْه العاصِمَةُ سِيئُولْ، ونَهْر «ناكْتونْج» الّذي يبلغُ طولُه 525 كيلومترًا، وتبلغُ مِساحَتُها حوالَيْ 99106 كيلو متراتٍ مربَّعَةٍ.

والمُناخُ مُتَنَوِّعٌ في كورْيا الجنوبيَّةِ حيثُ الفَصْلُ الصَّيْفِيُّ الطَّويلُ الّذي تَرْتَفِعُ فيهِ دَرَجاتُ الحَرارَةِ الَّتي تَصِلُ إلَى أَكثَرَ مِن 35˚ سيلزيَّة.

 

وفصلُ الشِّتاءِ شديدُ الجفافِ والبُرودَةِ، وتَصِلُ دَرَجاتُ الحرارةِ فيهِ إلَى ما تَحْتَ الصِّفْرِ. أمَّا فصْلاَ الرَّبيعِ والخَريفِ فَهُما قصيرانِ نِسْبِيًّا ويكونُ الطَّقْسُ فيهما مُعْتَدِلاً.

وتسقطُ الأَمْطارُ في فصلِ الصَّيْفِ وخاصَّةً في يونْيو ويولْيو وأَغُسطس، وذَلِكَ بِسَبَبِ الرِّياحِ المَوْسِمِيَّةِ الرَّطْبَةِ القادِمَةِ مِنَ المحيطِ الهادِي، وتبلغُ كَمِّيَّتُها حوالَيْ 75 – 130 سنتيمتراً.

أمَّا في فصلِ الشِّتاءِ فَتَهُبُّ علَى كورْيا الجنوبِيَّةِ الرّياحُ السَّيْبِيرِيَّةُ الشّديدَةُ البُرودةِ الّتي تسبِّبُ العواصِفَ الثَّلجِيَّةَ.

 

وتغطِّي الغاباتُ ثُلْثَيْ مساحَةِ البلادِ، وتتركَّزُ في الجزءِ الشّرقِيِّ منها. وتَنْتَشِرُ الغاباتُ الصَّنَوْبَرِيَّةُ علَى المُرْتَفعاتِ؛ أمَّا في الغربِ فتكثُر الغاباتُ النَفْضِيَّةُ والمُعْتَدِلَةُ دائِمَةُ الخُضْرَةِ.

ويَمْتَدُّ تاريخُ كوريا القديمُ إلَى أكثرَ منْ ألفيْ عامٍ قبلَ الميلادِ. وأهمُّ الممالِكِ الّتي قامَتْ مَمْلَكةُ «كوريو» الّتي اشْتُقَّ مِنْها اسْم كوريا.

ومنذُ عام 1910م سَيْطَرَتْ اليابانُ علَى كوريا، وقامَتْ الحكومَةُ اليابانِيَّةُ بِشِراءِ الأَراضِي الكورِيَّةِ وباعَتْها للمُسْتَوْطِنين اليابانيِّين، كما سَيْطروا علَى أعمالِ التِّجارَةِ والصِّناعَةِ في كوريا.

 

واسْتَمَرَّتْ اليابانُ تسيطرُ علَى كوريا حتَّى نِهايَةِ الحربِ العالَمِيَّةِ الثّانيةِ. وبَعْدَ هزيمةِ اليابانيِّينَ في الحربِ سيطرَتْ القُوَّاتُ الأَمريكيَّةُ علَى الجزءِ الجنوبِيِّ من كوريا.

وبُذِلَتْ جهودٌ كبيرَةٌ من الوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ الأميركِيَّةِ والاتِّحادِ السوفييتِيِّ (سابِقًا) لِتَوحيدِ كوريا الشَّمالِيَّةِ والجنوبِيَّةِ لكنَّها فَشَلَتْ، ونَشِبَتْ الحربُ بينَ الطَّرَفَيْن عِنْدَما اعْتَدَت كوريا الشَّمالِيَّةُ علَى كورْيا الجنوبِيَّةِ وقَضَتْ هذه الحَرْبُ على الكثيرِ منَ الأَرواحِ والأَموالِ.

وعَرْقَلَتْ خُطَطَ التَّنْمِيَةِ في كوريا، وانْتَهَتْ عامَ 1953م بتوقيعِ هُدْنَةٍ بينَ الطرَفَيْنِ وتَقْسيمِ البِلادِ إلَى كورْيا الجنوبِيَّةِ وكوريا الشّمالِيَّةِ يفصلُ بينهما خطُّ عرضِ 38 درجة شمالاً.

 

ونظامُ الحُكْمِ في كورْيا الجنوبِيَّةِ جُمهورِيٌّ يَنُصُّ الدُّسْتورُ فيهِ علَى إِجراءِ انْتخاباتٍ لأَعضاءِ الحكومَةِ والبرلمانِ بواسِطَةِ الشَّعْبِ، ومُدَّةُ حُكْمِ رئيسِ الجُمهورِيَّةِ خَمْسُ سنواتٍ. كذلِكَ يَضْمَنُ الدُّستورُ الحُرِّياتِ العامَّةَ مثل حُرِّيَّةِ الأَدْيانِ والصَّحافَةِ والتعبيرِ عنِ الرَّأْي.

ويُعَدُّ الحزبُ اللَّيبرالِيُّ الديموقراطِيُّ أَقْوَى حزبٍ سياسِيٍّ في كورْيا الجنوبِيَّةِ، ويشغلُ أَعضاؤُهُ مقاعدَ كثيرةً في الجمعيَّةِ الوَطَنِيَّةِ.

وتَمْتَلِكُ كوريا قُوَّةً عَسْكَرِيَّةً كُبْرَى، حيثُ تَصِلُ أعدادُ الجيشِ إلَى أكثرَ مِن ملونِ جندِيٍّ، وذَلِكَ بِسَبَبِ صِراعِها المُسْتَمِرِّ مع كوريا الشَّمالِيَّةِ.

 

وتُقَسَّم كورْيا الجنوبِيَّةُ إدارِيًّا إلَى تِسْعِ مُحافَظَاتِ، وعاصِمَتُها «سيئول»، وهي أشهرُ مُدُنِها، وتُعَدُّ أكبرَ مركزٍ صِناعِيٍّ، ويبلغُ عددُ سُكَّانِها أَكْثَرَ من عشرةِ ملايينِ نَسَمَةٍ. أمَّا مدينةُ «بوسان» فهي أكبرُ الموانِئ في كوريا، ويوجدُ فيها المطارُ الدّولِيُّ الثانِي بعدَ مطارِ سيول.

واللُّغَةُ الرَّسْمِيَّةُ في كورْيا الجنوبِيَّةِ هي اللُّغةُ الكورِيَّةُ. أمَّا الدِّيانَةُ الرَّئيسِيَّةُ فهي البوذِيَّةُ كما توجدُ فيها الدِّيانَةُ الكُنْفوشِيَّةُ والمَسيحِيَّةُ والإسْلامِيَّةُ.

وبَلَغَ عددُ السُّكَّانِ في كورْيا الجنوبِيَّةِ 47904370 في إِحصاءِ عامِ (2001م). والكثافةُ السُّكَّانِيَّةُ فيها مُرْتَفِعَةٌ خاصَّةً في المُدُنِ الكُبْرَى حيثُ تَصِلُ إلَى 415 نَسَمَةً لكلِّ كيلومترٍ مُرَبَّعٍ. والمجتمعُ الكورِيُّ متجانِسٌ، وهُم من أصولٍ عِرْقِيَّةٍ واحِدَةٍ.

 

ويَنْحَدِرُ جميعُ السُّكَّانِ من الأُصولِ المَغولِيَّةِ الّتي هاجَرَتْ إلَى شِبْهِ الجزيرَةِ الكورِيَّةِ في عصورِ ما قَبْلَ الميلادِ.

وتوجدُ أَقَلِّياتٌ محدودةٌ جدًّا تنتمِي إلَى الأُصولِ الصِّينِيَّةِ الّتي هاجَرَتْ إلَى كورْيا الجنوبِيَّةِ، وتَرَكَّزَتْ في العاصِمَةِ سيول. وقدْ واجَهَتْ كورْيا الجنوبِيَّة مُشْكِلَةَ تَزايُدِ النُّمُوِّ السُّكَّانِيِّ الّذي شَكَّل عِبْئًا علَى كاهِلِ الدَّوْلَةِ الّتي لَجَأَتْ إلَى بَعْضِ البَرامِجِ الّتي تهدفُ إلَى تحديدِ النَّسْلِ.

والعَلاقاتُ الأُسَرِيَّةُ متينةٌ في المجتمعِ الكورِيِّ، سواءٌ في البيتِ أو مَراكزِ العَمَلِ. ويتحلَّى الشَّعْبُ الكورِيُّ بخِصالٍ محمودَةٍ مثل الطاعَةِ والاحْتِرامِ.

 

ويحتفلُ الكوريُّونَ بِبَعْضِ الأعيادِ، منها عيدُ العامِ الجديدِ، وعيدُ «تانو» وفيهِ تقامُ مبارَياتُ المُصارَعَةِ الحُرَّةِ والحفلاتُ التَّنَكُّرِيَّةُ، وكذَلِكَ عيدُ «تشوسوك» ويقامُ عِنْدَ مَوْسِمِ الحصادِ.

وكذلِكَ اشْتَهَرَتْ كورْيا الجنوبِيَّةُ ببعضِ الفنونِ مثل فنِّ الخَزَفِ والسيراميكِ والرَّسْمِ والعِمارَةِ والموسيقَى والرَّقْصِ الّذي ارْتَبَطَ بالطُّقوسِ الدِّينِيَّةِ في كوريا منذ القِدَمِ.

والتَّعْليمُ مُتَطَوِّرٌ في كورْيا الجنوبِيَّةِ حيثُ بَذَلَتْ الحكومَةُ جهودًا كبيرةً في مُكافَحَةِ الأُمِّيَّةِ والتَّعليمِ الإلْزاميِّ في المَرْحَلَةِ الابْتِدائِيَّةِ. والتَّعليمُ الجامِعِيُّ فيها مُتَطَوِّرٌ جدًّا، كما يوجدُ فيها الكثيرُ من معاهِدِ التدريبِ الفَنِّيِّ والمِهنيِّ.

 

ويُعَدُّ عامُ 1962م نقطةَ تحوُّلٍ تاريخِيَّةٍ بالنِّسْبَةِ لاقْتِصادِ كورْيا الجنوبِيَّةِ حيثُ حَقَّقَتْ ما يُعْرَفُ باسم «المُعْجِزَةِ الاقْتِصادِيَّةِ الكورِيَّةِ». وذَلِكَ نتيجةً لِتَنفيذِ خُطَطِ التَّنْميةِ الاقْتِصادِيَّةِ. وحَقَّق الاقتصادُ في كورْيا الجنوبِيَّةِ نموًّا مُتَسارِعًا لاسِيما في مجالِ التِّجارَةِ والتَّصْنيعِ والزِّراعَةِ.

وتَتَرَكَّزُ الزِّراعَةُ في السُّهولِ. وأَهَمُّ المنتجاتِ الزِّراعِيَّةِ الأرزُ والقمحُ والشَّعيرُ والخَضْراواتُ والفواكِهُ. وقَدْ أُدْخِلَتْ الآلاتُ في الزِّراعَةِ، وطُوِّرَتْ صِناعَةُ الأَسْمِدَةِ الكيماوِيَّةِ والمبيداتِ الحشرِيَّةِ.

وتُرَبَّى أعدادٌ كبيرَةٌ من الماشِيَةِ والماعِزِ والخنازيرِ في المراعِي الواسِعَةِ، كما اسْتُخْدِمَتْ أجهزةُ الصَّيْدِ الحديثَةِ وتَمَّ التَّوَغُل في مياهِ المحيطاتِ أمَّا أهمُّ الصِّناعاتِ والأدواتِ الكَهْرَبائِيَّةِ فهي: السَّياراتُ، وأجهزةُ الاتِّصالاتِ، والحديدُ والصُّلْبِ، والملابِسُ، والصناعات القائمة على الأَسْماكِ.

 

وقَدْ ازدادَ حجمُ التَّبادُلِ التِّجارِيِّ بين كوريا ودُوَلِ العالَمِ المُخْتَلِفَةِ، وأَكْثَرُ صادِراتِها من المُنْتَجاتِ الصِّناعِيَّةِ. أمَّا وارداتُها فهي: البترولُ.

وتَتَركَّزُ تِجارَةُ كورْيا الجنوبِيَّةِ معَ اليابانِ والوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ الأَمريكيَّةِ وأوروبا ودُوَلِ الوَطَنِ العَرَبِيِّ. والعُمْلَةُ الرَّسْمِيَّةُ في كورْيا الجنوبِيَّةِ تُسَمَّى «وون».

وتوجدُ في كورْيا الجنوبِيَّةِ شَبَكةٌ متطوِّرَةٌ من وَسائِلِ المُواصَلاتِ مثل خطوطِ السِّكَكِ الحديدِيَّةِ والطُّرُقِ السَّريعَةِ الّتي تَرْبِطُ المُدُنَ الكُبْرَى في البلادِ مع بعضِها البَعْضِ. وتُعَدُّ كورْيا الجنوبِيَّةُ مِثالاً يُحْتَذَى به للدُّوَلِ النامِيَةِ الّتي اسْتَخْدَمَتْ التَّخطيطَ السّليمَ لِتَحقيقِ التَّقَدُّمِ والتَّطَوُّرِ للبلادِ في مجالاتِ التَّنْمِيَةِ المُخْتَلِفَةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى