الطب

أعراض إلتهاب “الزائدة الدودية” لدى الإنسان والمضاعفات التي قد تسببها

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الزائدة الدودية إلتهاب الزائدة الدودية مضاعفات الزائدة الدودية الطب

الزائدةُ الدّوديّةُ قناةٌ ضيِّقةٌ صغيرة، دوديَّةُ الشّكل، طولُها في الشخص البالغِ نحو 9 سنتيمترات.

نهايتُها مغلقة، وطرفُها الآخرُ يتصلُ بالأعورِ الذي يوجدُ في الرُّبْع السُّفْليِّ الأيمن من البطْن، وهو بدايَةُ الأمعاءِ الغليظة.

لا يُعرفُ لها وظيفةٌ مُحَدَّدَةُ في الإنسان سوى ما تَحْويهِ من النسيجِ اللّمفاويّ الذي يشتركُ في الدّفاع عن الجسم ضدّ العدْوى. أما في الفِئْرانِ وبعضِ القوارِضِ فإنَّها طويلةٌ نِسْبياً وتُشاركُ في عمليةِ الهَضْم.

 

تتعرَّضُ الزائدةُ الدّوديّةُ كثيراً للِالْتِهابِ الحادِّ، ويُعتبرُ التهابُ الزائدةِ الدُّوديةِ من أهمِّ أسبابِ آلامِ البطْنِ الحادّةِ عندَ الأطفالِ والشبابِ وصِغارِ البالغين.

ويَرجعُ ذلك في بعض الأحيانِ إلى انْسِدادِ الزائدةِ ببعضِ بقايا الطعام الصُّلبة أو بعضِ الديدان، فيؤدّي إلى الْتِهابِ الزّائِدَةِ وتَوَرُّمِها وانْتِفاخِها وفي بعضِ الحالاتِ الشَّديدَةِ إلى انْفِجارِها؛ ولكنْ يَصعُبُ تحديدُ سَبَبِ الالْتِهابِ في حالاتٍ أخرى كثيرة.

وتَبْدَأُ أَعْراضُ التهابِ الزّائدةِ الدّوديةِ عادةً بالإحْساس بألمٍ مُتقطّعٍ في أعلى البطن وحَولَ السُّرةِ، يَزْدادُ تدريجياً بمُرور الوقت.

 

وفي خلالِ ساعاتٍ قلائلَ يُصبحُ الألمُ أكثرَ حدةً وأكثر تركيزاً وثباتاً في الرُّبْعِ السُّفْليِّ الأَيْمَنِ من البَطْنِ، وهو مكانُ الزَّائِدَةَ.

ونظراً لأنَّ الزائدةَ الدّوديةَ قد يختلفُ وَضْعُها بالنسبةِ للأَعضاء الأخْرى في البَطْنِ فإنُّ الأعْراضَ ومكانَ الألمِ قد يختلفُ تبعاً لذلك.

ويَصحَبُ آلام البطنِ ارتفاعٌ طفيفٌ في درحة الحرارة (38-38,5ﹾ˚سيليزية)، وفقدانُ الشهيَّةِ للطَّعامِ والغَثَيانُ والْقَيْء.

 

ويجِبُ على أيِّ شَخْصٍ يَشْعُرُ بالأَعْراضِ السَّابِقَةِ أن يَسْتَشيرَ الطَّبيبَ في الْحَالِ خوفاً من حدوثِ مُضاعفاتٍ خَطيرة.

وقد يجدُ الطّبيبُ في بعضِ الأحيان صُعوبةً في تشخيص الحالة، لأنَّ آلامَ البَطْنِ تتشابَهُ في العديدٍ من الحالات مثل: الْمَغْصِ الكَلَويّ، أو المراريّ، أو الْتِهَابِ المِبْيَضِ أو غُددِ البطنِ اللِّمفاوية، أو بعضِ الأمراض التي قد يصعُبُ تحديدُها بالكَشْفِ الظَّاهِرِيِّ، حتّى أنّ الطَّبيبَ قد يُضْطَرُّ إلى إجْراء عمليّةٍ جراحِيَّةِ يُفْتَحُ فيها البَطْنُ لاسْتِكْشافِ الحالةِ والتأكُّدِ من التَّشْخيص.

 

ويَنبَغي عَرْضُ المريضِ على الطّبيبِ من غيرِ تأخير، خَوْفاً منَ المُضاعفات الآتية:

1- انفِجارُ الزّئدةِ المُلتهبة – الذي قد يحدُثُ غالباً خلالَ الساعات الأربع والعشرين الأُولى من بدءِ الأعْراضِ. والانفجارُ يُؤدّي إلى تفريغ مُحتوياتِ الزائدةِ المُلتهبةِ والأمعاءِ في داخِلِ البَطْنِ مُسبباً الالتهاب البريتوني (أي التهاب الغِشَاءِ المُبطّنِ للتَّجْويفِ البَطْنيّ والْمُغَلِّفِ لِلأَحْشاء)، وهيَ حالَةٌ بالِغَةُ الخُطورةِ تُهدّد حياةَ المريض.

2- في بَعْضِ الحالاتِ الأقلِّ خُطورةً يَتجمّعُ جُزءٌ من الأمْعاءِ والأحْشاءِ حَوْلَ الزائدةِ المُلتَهبةِ لحصارِ الالتهابِ وعزلهِ عن بقيّة أجزاء البطنِ، ويتكوّنُ بذلك خُرّاجٌ موضِعيٌ حولَ الزائدة الدّودية المُلْتَهِبَة.

 

وفي الحالَتَينِ ترتفعُ درجةُ حرارةُ المريضِ أَكْثَر، وغالباً ما يَشْعُرُ بالقَشْعَريرَة.

يُعالَجُ التِهابُ الزّائدة الدّوديةِ الحادُّ بِاستئْصالِها بالجراحةِ قبلَ حدوث المضاعفات. وتُسْتَعْمَلُ المُضادّاتُ الحيويّة بكثافَةٍ في حالَةِ الاشتِباهِ في حُدوثِ المُضاعفَاتِ مع العلاجِ الجراحيِ المناسبِ الذي يتوقّفُ على الحالةِ المَرَضيّة.

وبالإضافَةِ إلى هذهِ الحالاتِ الشّديدَةِ تُوجدُ حالاتٌ كثيرةٌ تَتَحَسَّنُ ويُشْفَى منها المريضُ دونّ أيِّ عِلاج. كَما أَنَّ بعضَ الأشخاصِ قد يُصابونَ بالتهابِ الزّائدةِ مرّاتٍ عديدةٍ قبلَ تَشْخيصِها بِسَببِ سُرْعَةِ زَوالِ الأَعْراض.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى