البيولوجيا وعلوم الحياة

أساليب الهندسة الوراثية لعلاج مظاهر الشيخوخة عند الإنسان

1999 ثورة الهندسة الوراثية

وجدي عبد الفتاح سواحل

KFAS

الهندسة الوراثية مظاهر الشيخوخة عند الإنسان البيولوجيا وعلوم الحياة

لو كانت هناك ساعة بيولوجية، تبدأ بالدوران عندما يخصب الحيوان المنوي الذكري البويضة الأنثوية، فمن المحتمل أنها لن تتوقف عند تاريخ محدد مسبقاً للموت مُكَوَدْ في الجينات.

بل إن الإنهيار في انتظام الجينات يأتي نتيجة تراكم الشقوق (الجذور) الطليقة Free radicals – مع تقدم العمر – التي تقوم بفعلها طوال الحياة على الوحدات الوراثية (الجينات) التي تتضمن مواقع عدم استقرار موروثة.

وبذلك فإن أساليب الهندسة الوراثية في علاج مظاهر الشيخوخة تعتمد على نقل الجين المسئول عن التخلص من الجذور الطليقة Free radicals أو تصنيع البروتين أو الهرمون الذي تنتجه الجينات المعطلة.

 

أ- زيادة عمر حشرة ذبابة الفاكهة ودودة النيماتود

وباستخدام أساليب الهندسة الوراثية استطاع العالم الأمريكي مايكل روز من نقل الجين المسئول عن التخلص من الجذور الطليقة في الخلايا أو ما يسمى Free radicals إلى حشرة ذبابة الفاكهة (الدروسوفيلا) مما أدى إلى زيادة عمرها بما يعادل 150 عاماً بحسابات عمر الإنسان.

كما استطاع العالم الأمريكي جونسون من نقل نفس الجينإلى دودة النيماتود مما أدى إلى زيادة عمرها إلى الضعف.

وبذلك يتضح أن الانهيار في نشاط الجينات ومن ثم العمليات الحيوية المسئول عنها ناتج عن تجمع الجذور الطليقة في الخلايا وتراكمها مع تقدم العمر، مما يؤدي إلى الطفرات الجسدية التي بدورها تؤدي إلى الأمراض المميتة والأسباب الكامنة وراء الوفيات في الأعمار المتقدمة وزيادة معدل الشيخوخة.

 

ب- إنتاج هرمون إكسير الشباب

ادعى العالم الفرنسي أتيد بولير بمستشفى كريمبلين – بيكتر بباريس أنه تمكن من إنتاج عقار يؤخذ على شكل حبوب لوقف الشيخوخة والاحتفاظ بحيوية الجسم.

وهذا العقار عبارة عن هرمون يعرف باسم "أية. إى. إتش. دى "AEHD وتفرزه الغدة الكظرية، كما يوجد في مجرى الدم بشكل آخر يسمى "أس. أية. إى. إتش. دى "SAEHD.

والهرمون يبدأ ظهوره عند الإنسان في سن السابعة، ثم تبدأ معادلاته في الازدياد ليصل إلى ذروته في سن 25، وبعد ذلك يبدأ في الهبوط حتى يصل إلى حوالي 10% من أقصى معدلاته في سن السبعين.

وقام الدكتور "صمويل بين "خبير الغدد الصماء بجامعة كاليفورنيا بسان دييجو في عام 1986 بإجراء أبحاث على هرمون "إية. إى. إتش. دى "AEHD، حيث وجد علاقة بين انخفاض معدل الهرمون والموت بمرض القلب.

وفي يونيو 1995 قام بتجارب حديثة شملت بعض المتقدمين في السن، حيث كانوا يتعاطون جرعات صغيرةمن الهرمون يوميا، مما أدى إلى تحسين قدرتهم على التصرف وزيادة وحرية الحركة وقلة مشكلات المفاصل بالإضافة إلى نوم طبيعي وعميق.

 

ج- علاج شيخوخة الجلد

شيخوخة الجلد لها سببان، إما عوامل بيولوجية على مستوى التغيرات التي تحدث في الخلية كيميائياً بالزمن، وهي مبرمجة في الخلية بشفرات وراثية معينة وتحدث في الخمسينيات وتختلف من شخص لآخر، أو عوامل بيئية خارجية تظهر على شكل تجاعيد أكثر عمقاً وتكون حول العين أو زوايا الفم أو على الشفة العليا (شكل 3).

 

د- محاولات لعزل جين إطالة العمر البشري

يقوم حاليا العالم البريطاني جوردون ليثجارو – بالاشتراك مع بعض العلماء الأمريكيين – بمحاولات لعزل جينات في خلايا جسم الإنسان تتشابه مع الجين "أيدج 1 "الذي تم العثور عليه داخل يدان صغيرة جدا.

وقد توصل العلماء إلى أنه يمكن أن يطيل عمر الإنسان بحوالي 40 عاماً. بالإضافة إلى ما يثيره هذا الجين من احتمالات إطالة العمر، فإنه يزيد من الآمال أيضا في تأخير هجوم أمراض السرطان والأمراض المرتبطة بالشيخوخة، كما أن اكتشاف هذا الجين يمثل أول خطوة نحو فهم كيفية علاج الخلايا التي تتحلل في مرحلة متأخرة من العمر.

 

ه- العلاج الجيني لمرضى الألزهايمر

مرض الألزهايمر يصيب كبار السن بصورة حادة من فقدان الذاكرة وضعفها، وأعراض تشتت واضطراب وفقدان للقدرة على الحكم على الأشياء، وحدوث تغيير في الشخصية.

وتعتبر الألزهايمر من الأمراض غير المعروف أسبابها بدقة، وإن كانت بعض الأبحاث تشير إلى عامل السن والجينات والكروموسومات 14 , 19 , 21. كما أنه لا يوجد له علاج حاسم ونهائي. وأكثر النظريات المعروفة عن المرض تدور حول ثلاثة مفاهيم هي :

1- وجود بروتينات معينة في المخ تلعب دوراً في ذلك بعد أن يطرأ عليها تحول كيميائي.

2- انخفاض مادة الاستيل كولين التي تعلب دوراً مهماً للغاية في نقل الإشارات العصبية ما بين الخلايا، وتتأثر بتقدم السن، ويقوم إنزيم الأستيل كولين ترانسفيراز  بتكسيرها.

3- حدوث ضمور في الخلايا العصبية بالمخ – والمسئولة عن التذكر والإدراك – التي تظل حية لا تموت ولكنها لا تعمل بفعالية كافية.

 

وقد قدمت الهندسة الوراثية خطوة كبيرة على طريق النجاح في علاج مرض الألزهايمر وهذه الخطوة تتمثل في نقل الجين المسئول عن إنتاج المواد الكيميائية – المسئولة عن نقل الإشارات العصبية الخاصة بالذاكررة بين خلايا المخ – إلى خلايا جلدية من الفئران الناضجة.

ثم زرع هذه الخلايا المهندسة وراثياً في منطقة الإدراك بالمخ. الأمر الذي أدى إلى إعادة النشاط والكفاءة  لخلايا الذاكرة في مخ حيوانات التجارب

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى