التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

آلية عمل واستخدامات جهاز “الانسان الآلي”

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جهاز الانسان الآلي التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

ميز الله الإنسان على غيره من سائر المخلوقات الأخرى بالقدرة على التفكير وحل المشكلات.

وقد استطاع الإنسان بفضل هذه القدرة أن يخترع العديد من الآلات التي تيسـر له عمله ومن بين الآلات التي اخترعها الإنسان ما نسميه "الإنسان الآلي".

 وهو جهاز معقد التركيب اخترعه الإنسان لكي يؤدي أعمالا بعضها قد يكون خطرا على حياة الإنسان البشـر مثل تناول المواد المشعة والتعامل مع الأفران ذات الحرارة العالية جدا، وبعضها قد يكون مملا ورتيبا مثل طلاء السيارات وتركيب أجزائها في مصانع السيارات، وملأ الزجاجات وغلقها في مصانع إنتاج المشـروبات وغيرها.

هذا بالإضافة إلى أن الإنسان الآلي يستطيع أداء هذه الأعمال بدقة وسرعة واستمرارية يعجز الإنسان عن أدائها بنفس الكفاءة.

 

وفي لغات أخرى تسمى مثل هذه الآلة "روبوت". وهي مشتقة من كلمة "روبوتا" ومعناها السخرة أو العبودية في اللغة التشيكية. أي أن الإنسان قد اخترع هذه الآلة لتكون في خدمته وطوع أمره.

وكان أول من استخدم هذه الكلمة – "روبوت" – هو "كارل تشابيك" التشيكي في أوائل القرن العشـرين، وبعدها ذاع استخدامها في كثير من لغات العالم.

والإنسان الآلي يصنع بأشكال متعددة، لا تشبه الإنسان في معظم الأحيان. ويتكون من أجهزة حساسة تحاول تقليد الأعمال التي يقوم بها الجهاز العصبي وأعضاء الحس في الإنسان البشـري.

 

والإنسان الآلي ذو قدرات محدودة إذا قورن بقدرات الإنسان العادي. ويكفي أن نقول إن الإنسان البشـر هو من خلق الله سبحانه وتعالى، أما الإنسان الآلي فهو من صنع الإنسان. ولا يستطيع الإنسان أن يخترع آلة تماثل تماما ما هو من صنع الله العلي القدير.

ويستخدم الإنسان الآلي في أداء كثير من الأعمال، منها على سبيل المثال الأعمال المنزلية. ولكن هل يستطيع القيام بكل الأعمال المنزلية التي يؤديها الإنسان بيسـر مثل إعداد الطعام والتنظيف وترتيب الأثاث وغيرها؟

إن التطبيق العملي يشير إلى أن الإنسان الآلي لم يستطيع القيام بكل هذه الأعمال. فهي متعددة وتمارس في أنحاء متفرقة من المنزل.

 

ولكي يستطيع الإنسان الآلي القيام بجزء من هذه الأعمال، فإن ذلك يتطلب أجهزة تتكلف مبالغ باهظة، وهذا يحد من استخدام "الإنسان الآلي" في أداء الأعمال المنزلية.

كذلك يقوم الإنسان الآلي في المكاتب بتخزين المعلومات وإعطاء البيانات المطلوبة عن العاملين وعن الخطط المبرمجة لفترة زمنية محددة، كما يقوم بإجراء عمليات الطباعة والتصوير والتصنيف والتنبيه، وغيرها.

وفي مصانع السيارات يستطيع الإنسان الآلي أن يقوم بعمل يفوق عمل عدد من العمال. فقد يقوم بإحداث ثقوب في مواضع معينة من هيكل السيارة كما يقوم بعمليات اللحام والصبغ وغيرها.

 

وفي مصنع تعليب المواد الغذائية أو مصنع تعبئة الزجاجات الغازية، تستطيع عين الإنسان الآلي إبعاد العبوات الفاسدة أو التي لا تتوفر فيها الشروط الصحية اللازمة.

وقد أمكن ابتكار "إنسان آلي" يراقب الحدود والمهربين، وآخر ينذر بالخطر قبل وقوعه في مواقع العمل، كما في الإنشاءات وآلات المصانع والطيران، كذلك أمكن اختراع "إنسان آلي" يقوم بتداول المواد المشعة الخطرة في غرف التفاعلات للمفاعلات الذرية، ويخرج المعادن شبه المنصهرة من أفرانها، ويكافح الحريق الذي يصعب على الإنسان اقتحامه.

وقد شاهدنا على شاشة التلفاز كيف قام الاتحاد السوفييتي، بعد حادثة التسـرب للإشعاعات النووية من المفاعل النووي في تشـرنوبل، باستخدام إنسان آلي أرسله إلى المواقع الملوثة لقياس درجة الإشعاع وإجراء بعض الدراسات.

 

وتفيد الإحصائيات العالمية أن اليابان تمتلك أكبر عدد من أجهزة الإنسان الآلي، وتأتي بعدها الولايات المتحدة الأمريكية، ثم ألمانيا الفيدرالية، ثم بريطانيا.

وما زال العلماء والمهندسون يعملون على تطوير قدرات "الإنسان الآلي" حتى يستطيع القيام بأعمال وخدمات مختلفة وعلى درجة عالية من الكفاءة والإتقان.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى