العلوم الإنسانية والإجتماعية

نبذة تعريفية عامة حول “الوَطَن العربيّ”

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الوَطَن العربيّ خصائص الوطن العربي العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

الوطنُ العربيُّ مُصْطلحٌ سياسيٌّ قوميٌّ يُطْلَقُ على مجموعةِ الدّولِ العربيّةِ الّتي يجمعُها عددٌ من الصّفاتِ المشتركَةِ من أَهمِّها: اللُّغةُ العربيّةُ والدّينُ الإسلاميُّ.

يحتلُّ الوطنُ العربيُّ مِسَاحةً كبيرةً واسعةَ الانْتشارِ تبلغُ حَوالي 14.2 مليونَ كيلومترٍ مربّعٍ مُوزّعَةٍ بينَ قارتيْ آسْيا وأفريقيا وتمثل حوالي 10.3 % من مِساحةِ العالمِ

ويتكوّنُ الوطنُ العربيُّ من 22 دولةً، منها 12 دولةً في قارةِ آسيا، و10 دولٍ في قارةِ أَفْريقيا.

وتُعْتَبَرُ جمهوريةُ السّودانِ أكبرَ دولةٍ مِنْ حيثُ المِساحةُ (2.5 مليون كيلومتر مربع)، وأصْغرُها مملكةُ البَحْرينِ (707 كيلومتر مربع).

 

وتُعتَبرُ جمهوريةُ القُمُرِ الإسلاميّةِ الدَّولةَ العربيّةَ الجزريّةَ «الوحيدةَ»، كما أنّها الدَولةُ الوحيدةُ الّتي تقعُ في غربيِّ المحيطِ الهِنديِّ جنوبَ خطِّ الاسْتِواءِ بينَ دائرتيْ العَرْضِ  جَنوباً شمالَ غربِ جَمهوريةِ ملجاش.

ويَجمعُ دولَ الوطنِ العربيِّ مُنَظَّمةٌ عربيّةٌ إقليميّةٌ هي جامعةُ الدّولِ العربيّةِ الّتي تَمَّ إعلانُ مِيثاقِها في 22 مارس 1945، ومَقرُّها الرئيسيُّ مدينةُ القاهرةِ.

ويَتَمَتّعُ الوطنُ العربيُّ بموقعٍ جُغرافيٍّ اسْتِراتيجيٍّ، حيثُ يحتلُّ قلبَ العالمِ القديمِ ويطلُّ على كلٍّ من المحيطِ الأطْلَنْطي غَرباً والمحيطِ الهندي جنوباً. 

كما يُشرفُ على ثلاثةِ بحارٍ مُهمّةٍ هي: البحرُ المتوسّطُ شمالاً والخليجُ العربيُّ شرقاً والبحرُ الأحمر الذي يفصلُ الجناحَ الآسيويّ عن الجناحِ الأفريقيّ من الوطنِ العربيِّ.

 

ومن خلالِ هذا الموقعِ يَتَحكمُ الوطنُ العربيُّ في أربعةِ مضايقَ مُهمّةٍ تَتَحَكّمُ في طرقِ التّجارةِ العالميّةِ، هذهِ المضايقُ هي: مضيقُ جَبَلِ طارقٍ وقناةُ السّويسِ، ومضيقُ بابِ المنْدَبِ، ومضيقُ هرمُزَ، وهو المضيقُ الّذي يتحكَّمُ في حركةِ صادِراتِ النّفْطِ من دولِ الخليجِ.

وممّا يزيدُ مِنْ أهميّةِ الوطنِ العربيِّ الاسْتراتيجيةِ أَنّه يمتلكُ حَوَالي 62% من إجماليّ احتياطيِّ النِّفطِ العالميّ، وحَوَالي 22% من الاحتياطيِّ العالميِّ للَغازِ الطبيعيِّ.

كما أنَّ للوطنِ العربيِّ أهميّةً روحيّةً، فهو مَهْبطُ جميعِ الدّياناتِ السّماويةِ، ومَقَرٌّ للأماكنِ المقدّسةِ المهمّةِ: مَكَةَ المكرّمةِ، المدينةِ المنوّرةِ، والقُدْسِ الشّريفِ.

 

تتّسِمُ تضاريسُ الوطنِ العربيِّ بِسيادةِ الأراضِي السّهلية المنْخَفضة مثلِ سهلِ الحجازِ وتُهامةَ والسّهولِ التي تقع على ضفافِ الأنهارِ في العراقِ ومصرَ والسواحلِ الجبليّةِ في الشِمالِ الغربيِّ ممثلةٌ في سلاسلِ جبال أطلَس وفيها أعلى قمة جبليّةٍ في الوطن العربيّ.

وهي قمة جبلِ (طربقال) 4160 متراً فوق سطح البحر وفي الوسَطِ جبالُ البحرِ الأحمرِ وجبالُ الحجازِ وجبالُ لبنان، وفي أقصى الجنوبِ الشرقيِّ جبالُ عُمانَ وفيها العديدُ مِنَ الهضابِ مثل هَضبةِ نَجدْ وهَبةِ الصحراءِ الكُبْرى. ويَجرْي في الوطنِ العربيِّ مجموعةٌ من الأنهارِ، أهمُّها نهرُ النِّيلِ ونهرا دِجْلَةَ والفراتِ ونهرُ الأُرْدن.

وللوطنِ العربيِّ أهميةٌ اقْتصاديّةٌ حيثُ إنَّ اتّساعَ مِسَاحَتِهِ أَدّتْ إلى تنوّعِ المواردِ الزّراعيةِ، فتٌزرَعُ فيهِ الغَلّاتُ المَدَاريّةُ والمُعتدلةُ، وإلى تنوعِ الثّروةِ الحيوانية والمعدنيةِ كما تُوجَدُ فيه الكثيرُ من الموارِدِ البحريّةِ نتيجةً لاتساعِ المسطحاتِ المائيةِ التي يطلُّ عليها.

 

ومما يزيدُ من أهميّةِ الوطنِ العربيِّ الاستراتيجيةِ أنّه يمتلكُ حَوَالي 62% مِنْ إجماليِّ احتياطيِّ النِّفْطِ العالميِّ، وحَوَالي 22% من الاحتياطيِّ العالميِّ للغازِ الطبيعيِّ، وله أهميّةٌ تاريخيّةٌ حيثُ يُعتبرُ طريقاً تجاريّاً عالميّاً بحريّاً وبريّاً

وقامت فيه حضاراتٌ قديمةٌ منها حضارةُ البَابليينَ والآشُوريين في بلادِ الرافِدين والكنْعانيين والفِينيقيين في بلادِ الشّامِ والحضارةَ الفرعونيةُ في مصرَ إضافةً إلى الحضاراتِ العريقةِ الأُخرى في اليَمنِ ومنطقةِ الخليجِ العربيِّ.

وللعربِ الفَضْلُ في نَشْأةِ حضاراتِ أُوروبا الحديثةِ عن طريقِ فُتُوحاتِهمْ في الأنْدلسِ.

 

ويُسيطرُ عليهِ الظّروفُ المُنَاخِيّةُ الصّحراويّةُ المَدَاريّةُ باسْتثناءِ الأجزاءِ الشَّماليةِ، حيثُ يسودُ مُناخَ البحرِ المتوسطِ الذّي يَتّسِمُ بصيفِهِ الحارِّ وشتائِهِ الدّافئِ وأَمطارِهِ الشَّتويةِ، والأطرافِ الجنوبيّةِ حيثُ يسودُ المُناخُ المدارِيُّ الّذي تَسقطُ أمطارُهُ في فصلِ الصّيفِ.

وتسودُ النباتاتُ الصّحراويّةُ مُعْظَمَ مناطِقِ الوطنِ العربيِّ باسْتثناء الأجزاءِ الشّماليّةِ، حيثُ غاباتُ البحرِ المتوسّطِ، والأطرافِ الجنوبيّةِ حيثُ الغاباتُ المداريّةُ وحشائشُ السّافانا.

يُقدَّرُ عددُ سُكانِ الوطنِ العربيِّ بِنَحْوِ 310 ملايين نَسْمةِ (عامَ 2002) يَخصُّ القِطَاعَ الآسْيَويُّ حَوَالي 33%، والقطاعَ الأفريقيَّ حَوَالي 67% وأكثرُ الدّول العربيّةِ من حيثُ عددُ السّكانِ جمهوريةُ مصرَ العربيّةُ (65 مليونَ نَسْمةٍ عامَ 2000) وأقلُّها سُكاناً دولةُ قَطَرَ (640 ألفَ نَسْمةٍ عامَ 2000).

ويبلغُ مُعَدّلُ النموِّ السّكانيِّ للوطنِ العربيِّ بنحوٍ 2.5% سَنويّاً وهوَ مُعَدَّلُ نموِّ سكانيٍّ سريعٍ يَسمحُ بِمضاعَفَةِ عددِ السّكانِ مرةً كلّ 28 سنةً. ويَتَركَّزُ حَوَالي 53% من السّكانِ في المدنِ، 47% في المناطقِ الريفيّةِ.

 

ويُواجِهُ الوطنُ العربيُّ بعضَ المُشْكلاتِ السياسيّةِ والاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ.

ومن أخْطرِ المُشْكلاتِ السياسيّةِ الصِّراعُ العربيُّ – الإسرائيليُّ، حيثُ جاءَ نتيجةَ اغْتصابِ اليهودِ لأرضِ فِلَسطينَ من خِلالِ وَعْدِ بِلْفورَ عامَ 1917 ومؤامرةِ حربِ 1948، حيثُ أُعْلِنَ بعدَها قيامُ دولةِ إِسْرائيلَ على مُعظمِ الأَراضي الفِلسْطينيّةِ.

وبعدَ حربِ 1967 اسْتولَتْ إسْرائيلُ على قِطَاعِ غَزَّةَ والضّفَةِ الغَرْبيّةِ، وترفضُ الانسحابَ منهما، ولا زالَ الصِّراعُ قائِماً من تَصْميمٍ فلسطينيٍّ عربيٍّ على تحريرِ الأرضِ وإقامةِ دَولْةِ فِلَسطينَ المُسْتقلَّةِ، وعاصِمَتها القُدْس.

 

وَمِنَ المشكلاتِ الاجْتماعيّةِ – الاقْتصاديّة الّتي تواجِهُ الوطنَ العربيَّ بحدَّةٍ في القَرْنِ 21 مُشكلةُ النموِّ السّكانيِّ السّريعِ، ونتائجِ الزّيادةِ السّكانيّةِ السريعةِ وأخطارِها على مدى توفيرِ مُتَطلباتِ الحياةِ الأساسيّةِ للأجيالِ القادمَةِ من غذاءٍ وماءٍ وإسكانٍ وتعليمٍ وصحةٍ.

وهي تحدياتٌ مُتَوقعةٌ ينبغي على دولِ الوطنِ العربيِّ أنْ تعملَ جاهدةً على اتخاذِ الإجراءاتِ الّلازمةِ لتَفَادي هذه التّحدياتِ حِفاظاً على مُستقبَلِ الأجْيالِ القادِمَةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى