شخصيّات

نبذة عن حياة الموسيقار “فردريك هرشل”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

حياة الموسيقار فردريك هرشل شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

إذا أبصرت السماء، في ليلة ظلماء، ترقب نجومها وتتأمل أحوالها، فلا تنس أن تذكر وأنت مع السهارى حيارى فيما تتأملون، هرشل (شكل رقم 43) الذي كشف منها الكثير.

الموسيقى… الجوال

ولد فردريك وليم هرشل في ألمانيا عام 1738 وكان أبوه موسيقيا في الجيش.

وكان الوالد إذا انتهت ساعات عمله يجمع أولاده حوله ويمرنهم على العزف على مختلف الآلات الموسيقية، تحسباً منه أنه مهما يقع لهم في المستقبل فإنه يبقى في استطاعتهم أن يكسبوا رزقهم عن هذا الطريق.

وأبدى وليم منذ حداثته شيئين: ميلاً ظاهراً إلى الموسيقى وبراعة فائقة في البحث.

وفي بعض الأحيان كان الأب يصحب أبناءه إلى العراء حيث يقضون ساعة كل ليلة في مراقبة النجوم، وإن كان الوعد بينهم أنهم جميعاً سيكونون موسيقيين.

ولما كان ضروريا أن يشارك الأبناء في إعالة الأسرة، فقد انتظم وليم في فرقة الحرس عازفاً على آلة الأوبوا. ولبث في الجيش سنواتٍ أربعاً.

 

وما إن بلغ التاسعة عشر حتى ترك فرقة الحرس وراح يجرب حظه في إنجلترا. لم يثنه عن عزمه أن سيكون في بلد غريب لا بيت له فيه ولا أهل ولا أصدقاء.

ولكنه كان يعرف الإنجليزية معرفة تمكنه من الإفصاح عما يريد. ولما كان يجيد العزف على الكثير من الآلات الموسيقية، فقد كان واثقاً من أن يجد عملاً يتكسَّب به رزقه.

ومضت بضع سنوات وهذا الموسيقي الجوال يتنقل في إنجلترا من بلد إلى بلد حتى أُتيح له العزف أمام أحد مشاهير العازفين في درام، فأُعجب بعزفه ودعاه ليقيم معه، ولبَّى وليم الدعوة شاكراً ومرحِّباً.

وبدعمٍ من دكتور ملر، العازف المشهور، أصبح وليم عازف الكمان الأول في حفلات درام الموسيقية، وأقبل عليه الطلاب يتعلمون منه فنون الموسيقى، وبدأ في نشر مؤلَّفاته الموسيقية عندما عُيِّن عازفاً على الأرغن في أكبر كنيسة في مدينة باث.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى