شخصيّات

نبذة عن حياة المؤرخ “ابنُ كَثِير”

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

المؤرخ ابن كثير شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

وهو أبو الفِدَا إسماعيلُ بن عمر بن كَثِير بن ضوء، القُرشى، مؤرخ فقيهٌ محدثٌ، أصله من قرية الشكريون التابعة لمدينة بُصرى بالشام. كان أبوه فقيهاً عَالِما أديبا، مات وعمر ابنه اسماعيل ثلاثُ سنين، ولم يلبثْ أن انتقل مع أخيه عبد الوهاب وباقي الأسرة إلى دمشق سنة 707هـ.

رَغِب إسماعيلُ في طلب العلم من صِغَره، وأَتَمَّ القرآنَ وعمرُه ثماني سنوات. ودرس الفقهَ والحسابَ وغيرهما. ثم أخذَ علومَ اللغة والحديث النبوي عن برهان الدين الدمياطي والمُزِّي وغيرهما من شيوخ عصره.

لكن أعظمَ من أخذ عنه العلم والفقه هو شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد أحبة ابنُ كثير، وناله شيء من التضييق بسبب تأييده لآراء ابن تيمية الإصلاحية. وقد أُعْجِبَ بابن كثير شيوخُه ومعلموه، حتى أن شيخَه العظيم أبا الحجاج المُزِّي زوَّجه ابنتَه زينب.

 

كان ابنُ كثير كثيرَ التأليف، أَلَّف كتابه المشهور "البداية والنهاية في التاريخ"، وجعله تاريخاً للخليقة من بدايتها بخلق آدم. فذكر تواريخَ الأنبياء، ثم أخبارَ جاهلية العجم وجاهليةِ العرب، ثم تاريخَ الإسلام إلى زمانه.

ثم جمع في قسم "النهاية" من كتابه أخبارَ القيامة والجنة والنار بحسب ما فَهِمَه من القرآن والسنة.

يمتاز كتابه هذا بأنه لا يقبل الأخبار التي يتناقلُها المؤرخون إلّا بعد تمحيص وتَثَبُّت، ويمتاز أيضاً وخاصة في آخر قسم "البداية" من تاريخه بأنه يَصِفُ الحوادثَ التي شهدها أو شاركَ فيها.

 

أما كتابُه المشهورُ الآخر فهو "تفسير القرآن العظيم" الذي عرف باسم "تفسير ابن كثير" وهو من خِيرة تفاسير القرآن، وأكثرها انتشارا في العالَم. وقد نُشِـرَ مختصـرٌ له في نحو أَلْفَيْ صفحة.

وله كتب أخرى مهمة في الحديث والفقه. وقد انتشـرنت كتبه حتى في حياته، وأقبل عليها العلماءُ وطلابُ العلم، لطَلَاوتها، وحُسْنِ تعبيراتها، وكونِها مفعمةٌ برُوح الإيمان وحُبِّ الإسلام، والتحقيق العلمي، الذي تأثر فيه بشيخ الإسلام ابن تيمية، رحمهما الله.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى