شخصيّات

نبذة عن حياة الفيلسوفين “هرقليطس” و “انبا دقلس”

1999 تاريخ الكيمياء

صلاح محمد يحياوي

KFAS

هرقليطس انبا دقلس شخصيّات الكيمياء

فيلسوف يوناني كتب بأسلوب مُلْغَز فَعُرِفَ بـــ "الغامض The Obscure".

وغلبت الكآبة على نظراته فضعُرِفَ بـــ "الفيلسوف الباكي The Weeping Philospher". 

تأثر بأفكاره كل من سقراط وأفلااطون وأرسطو. 

قال بأن النار هي الجوهر الأول ومنها نشأ الكون. لا يعرف المؤرخون عن حياته إلا القليل.  وضع كتاباً وحيداً لم يصلنا منه غير شذرات.

 

انبا دقلس

EMPEDOCLES

نحو 490-43 ق.م

فيلسوف وشاعر وطبيب وزعيم ديني يوناني.  قال بأن المادة كلها تتألف من عناصر أربعة هي: النار والهواء والماء والتراب، وبأن هذه العناصر تتمازج أو تتنافر بفعل قوتين خارجتين هما المحبة والكراهية، فالمحبة تحملها على التمازج، والكراهية تدعوها إلى التنافر. 

وتزعم الأسطورة أنه ادعى الألوهية، وأنه ألقى بنفسه في فُوَّهة بركان أتنا Etna لإقناع أتباعه بما ادعى، فلقي مصرعه.

"أنبا دُقْلس أو أمبيذُ كلس" فيلسوف يوناني عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، كان عالماً بالطب والفيزياء فاتهم بالسحر.

عكف "أنبا دقْلس" على الفلسفة الطبيعية بعد اهتمامه المبكر بالسياسة وتعد نظريته عن العناصر الأربعة أكثر أعماله أهمية.  ونظريته هذه هي واحدة من أولى النظريات التي سَلَّمَتْ بأن العالم مؤلف من أكثر من جوهر أساسي.

ولقد ظهر لـــ "أنبا دُقْلس" وجود قوى تفعل في المادة فتحولها، فطور هذه الفكرة ليعرب عن نظرية بدائية حول تطور الحياة.

عاش "أنبا دُقْلس" في قرية صغيرة في صقلية تدعى "أغريجنتو" وساهم بفاعلية في السياسة المحلية، وهو ما زال حدثاً في مقتبل العمر.  واشتهر بمعارضته العنيدة للاستبداد والفساد، ثم تضاءل اهتمامه بالسياسة عندما بلغ أواسط العمر، وأخذ في الوقت نفسه يزيد منم التركيز على دراسة الفلسفة.  وقد عُدّ طوال حياته رجل دولة عظيماً، وفيلسوفاً، ومعلماً وشاعراً.    

                           

وكان اهتمامه الرئئس منصباً على وضع صورة عن العالم، صورة تكون نموذجاً فلسفياً عن الكيفية التي تألف بها الكون. 

وكان يشعر بميل إلى حجج الفلاسفة السابقين وبراهينهم أمثال تاليس (طاليس) THALES وانكسيمندروس (أناكسيمنس) ANAXIMANDROS وأرقليتوس (هيركليتوس) HERAXLITOS

فلقد حاول أولئك الفلاسفة تحديد هوية جوهر أساسي بسيط تنشأ منه المادة جميعها … أما هو فقد حدد هوية أربعة جواهر أولية أو عناصر هي: النار والهواء والماء والتراب.

 

كان يقول: "تتشكل المادة، أي مادة كانت، من اتحادات مختلفة لهذه العناصر الطبيعية الأربعة".

كان "أنبا دُقْلس" يعتقد بقوتين خفيتين تعملان في العناصر فتجعلانها تمتزج وتنفصل وتعيد اتحادها.  كان يرى أن الحب (أو المحبة) هو القوة التي تنجو بالعناصر إلى الاتحاد يما بينها؛ وأن البغض (أو الكراهية) هو القوة التي ترمي إلى فصلها؛ وأن هاتين القوتين هما المسؤولتان عن خلق الكون وتطوره، وأن المحبة في بداية الزمان كانت تسود جميع الأشياء فوجدت المادة نتيجة اتحاد توافقي بين العناصر. 

وبدأ الخلق عندما بدأ النزاع بين البغض والحب.  وانفصلت العناصر دون نظام لتعود إلى الاستقرار بالاتحاد الكلي أو الجزئي للعناصر بعد ألوف السنين من الفوضى.  وأشار "أنباد قلس" إلى أن الأنهار والبراكين ما هي إلا عينة من الاتحادات الناقصة، اتحادات الماء والنار بالتراب.

 

عمم "أنبا دُقْلس" مفاهيم الحب والبغض على إحدى أولى نظريات تطور الحياة.  كان يعتقد أن الحياة في حالاتها الأولى كانت مزيجاً ذات هوية غير قابلة للتحديد من الأنواع والأجناس، وأن البغض عمل على فصل الكائنات الحية مما أدى إلى تشكل الأنواع المختلفة من النباتات والحيوانات، وأن الصراع المستمر بين قوى الحب وقوى البغض جعل النباتات والحيوانات تغير شكلها تدريجياً وببطء حتى تحولت إلى الأنواع المعروفة في ذلك العصر الذي صاغ فيه "انبا دُقْلس" نظريته.

 

وقاد هذا الاهتمام بتطور الحياة  "أنباد قلس" إلى تأملات حول طبيعة الفيزيولوجية البشرية، فكان يؤيد الفكرة القائلة بأن الدم خير ممثل للاتحاد الأمثل بين جميع العناصر الطبيعية الأربعة، وأن القلب هو مركز الحياة نفسها.

 

كان لنظرية العناصر الأربعة تأثير كبير في المفكرين اللاحقين.  فبعد قرن من الزمان تقريباً جاء "أرسطا طاليس (أرسطو) ARISTOTLE" (384-322 ق.م) ليتبنى أفكار "أنبا دقلس" ويوسع فيها. 

كان أرسطا طاليس يعتقد أن العناصر الأربعة هي المكونات الأساسية للمواد الأرضية، ويعتقد بوجود أربع خاصيات أولية يتصف كل عنصر باثنتين منها هي: الرطوبة والجفاف، والسخونة والبرودة.  فالنار ساخنة جافة، والهواء ساخن رطب، والماء بارد رطب، والتراب بارد جاف. 

ويعتقد أن السماوات تتركب من عنصرخ امس دعاء "الأثير أو الهيولي" وأنه بفضل هذا العنصر الأخير يمكن تحويل العناصر بعضها إلى بعض، واستنتج أن لكل من هذه العناصر الأرضية الأربعة موقعه الطبيعي الخاص، وأن كل حركة هي محاولة لبلوغ هذا الموقع. 

 

وأن الأرض تشغل الموقع الداخلي، ويعلوها الماء، ويأتي الهواء فوق الماء، وتكون النار في المستوى العلوي.  وأكد "أرسطا طاليس" أن هذا الترتيب يفسر سبب سقوط الأجسام المؤلفة في أغلبيتها من عنصر التراب – كالحجر مثلاً – عند إطلاقها في الهواء، وسبب طفو الفقاعات في الماء، وكيف يرتفع الشرر المتطاير من النار إلى أعلى. 

ولقد ظلت أفكار أنبا دُقْلس ونظريته حول العناصر الأربعة والقوى التي تحكمها – وهي التي راجعها أرسطا طاليس وتوسع فيها – حجر الزاوية في الكيمياء طوال ألفي عام. 

ولكن سرعان ما أهملت نظرية "أنبا دُقْلس" عندما طرحت الكيمياء الحديثة الاعتقادات الباطلة والخرافات وأساطير القدماء جانباً وأقامت مكانها مفاهيم علمية قابلة للتحقق، ولقد تيسر ذلك عندما ظهرت نظرية جديدة تقول بوجود ما يزيد على تسعين عنصراً كيماوياً تتفاعل وتتحد وفق المبادئ المعقدة للرياضيات والفلسفة والفيزياء والكيمياء لتشكيل الكون المادي الذي نعرفه اليوم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى