شخصيّات

نبذة عن حياة العلاّمة “ابنُ القَيِّم”

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلامة ابن القيم شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

في زاوية صغيرة من مقبرةٍ نائية في حي الميدان في مدينة دمشق يرقد عَلَمٌ كبير من أعلام الإسلام، أعطى فاجزَل العَطَاء، وأسهم بجزء وافر إغناء الفكر الإسلامي، وهو العلامة شمسُ الدين أبو عبد الله محمدُ بن أبي بكر الشهير بابن قيم الجوزية.

وُلِدَ ابنُ القيم في دمشق عام 691 هجرية، وتوفي فيها عام 751هـ، وكان والدُه

قَيِّماً للمدرسة الجوزية في دمشق أي مسؤولاً عنها. وبسبب ذلك أتيحت له الفرصة لمتابعة العِلْم، وظهرت عليه منذ طفولته معالمُ الذكاء، وتلقى العلمَ عن كبارِ علماءِ عصرِه.

 

ومن أبرز شيوخه الذين تركوا أثراً في نفسيته وفكره وآرائه أحمد تقى الدين ابن تيمية الذي كان من أشهر علماءِ ذلك العصـر، وأكثرِهم مساهمة في خدمة الفكر الإسلامي.

وتفرغ ابنُ القيِّم لخدمة تراث شيخه، محررا له، وناشرا لأفكاره، وداعيا إليها، ويعودُ إليه الفضلُ في التعريف بآراء ابن تيمية والدفاع عنها.

كان ابنُ القيِّم على مذهب شيخه ابن تيمية، وكان ابنُ تيمية حنبليَّ المذهب، إلا أن له آراءَه التي انفرد بها عن علماء المذهب الحنبلي في ميدان الفقه والأصول.

 

وقد أخذ ابنُ القيِّم بآراء شيخِه وأضاف إليها الكثيرَ من آرائه ودوَّن في ذلك مؤلفاتٍ كثيرة، في العقيدةِ والفقهِ والأصولِ والتصوّفِ والسيرةِ، بعضُها مطبوعٌ، والبعضُ الآخر مخطوط.

ومن أهم مؤلفاته: "أعلام الموقعين عن رب العالمين"، و "الطرق الحكمية في السياسة الشـرعية"، و "زاد المعاد في هدي خير العباد".

 

واضطهد ابنُ القيِّم بسبب آرائه وأفكاره، وألقي به في السجن مع شيخه ابن تيمية في قلعة دمشق، ولم يُفْرَجْ عنه إلا بعد وفاةِ شيخه ابن تيمية. وكان خلال سجنه دائمَ الذكر، منشغلاً بتلاوة القرآن الكريم، كثيرَ التأمل والعبادة.

وتمتاز مؤلفاتُ ابن القيِّم بالمِنْهَج العلمي الرصين، والعمق الفكري، واستقامةِ الأسلوبِ وجمالِ العبارة، فضلاً عن حُسْنِ استشهاده بأقوال السلف مِن الصحابة والتابعين، والاستضاءة بنُور أقوالهم المقتبسة من الهَدْي النبوي الكريم. وأثنى علماءُ عصره عليه، وأُعجبوا بعلمه وأشادوا بخُلُقه وفضله.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى