شخصيّات

نبذة عن حياة الشيخ “أحمد الجابر الصباح”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الشيخ أحمد الجابر الصباح شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

الشيخُ أحمد الجابر الصباح هو الحاكمُ العاشر للكويت، والابنُ الأكبرُ للشيخ جابرٍ المبارك الصباح

ووالدُ سمو أميرِ الكويت الحاليِّ الشيخِ جابر الأحمد الصباح.

بايعه المواطنون عَقِبَ وفاةِ عَمِّه الشيخ سالم المبارك الصباح، وتفاءلوا بعهده خيراً فكان نِعْمَ الحاكمُ والوالدُ والأميرُ.

 

اشتهر الشيخُ أحمد الجابر الصباح بالتواضعِ والعطف على الفقراء والمساكين وعُرف بالتسامح والأناة والصبر على الشدائد، وسعةِ الأفق ورجاحةِ الرأي وقوة الشخصية وبُعد النظر وحُبٍّ العِلْمِ، فقرَّب إليه رجالَ الفكرِ والأدب.

وجعل من الأستاذ عبد العزيز الرشيد واعظاً لِمَجْلِسِه كلَّ صباح، يُفَسِّر الآياتِ القرآنيةَ والأحاديث النبويةَ الشريفة.

وُلِدَ الشيخُ أحمد الجابر الصباح عام 1885م، وتولى حُكْمَ الإمارة في التاسع والعشـرين من مارس عام 1921 وقد مارس قبلَ ذلك أساليب الإدارة والسياسة.

 

فكان مسؤولاً عن مدينةِ الكويت ووسائلِ الدفاع عنها حين تَوَجَّه عمُّه الشيخُ سالم المبارك إلى قرية الجهراء لمواجهة الإخوان.

كما مثل عمَّه في المباحثاتِ التي جَرَتْ مع الملك عبد العزيز آل سعود لتسويةِ الخلاف الذي نَشِبَ بين الكويت ونجد وَقْتَذَاك، فاكتسب بذلك كله خبرةً كبيرةً في شئون الحكم مكَّنَتْه من أن يدفَع  بالكويت إلى طريقِ النهضة التي تعيشُها الكويتُ في هذه الأيام.

وقد عُنِيَ الشيخ أحمد الجابر الصباح خلالَ فترةِ حكمهِ الطويل الذي امتد زُهاءَ الثلاثين عاما بتشجيع الحركةِ العلميةِ والأدبيةِ والفكرية في الكويت، فحادَثَ العالِمَ يوسُفَ بنَ عيسـى القناعي في أمر إصلاح التعليم بالمدرسة المبارَكيِّة وإدخال اللّغةِ الإنجليزية ضِمْنَ برامجها.

 

وأنشأ مدرسةً أخرى أطلق عليها اسم المدرسةِ الأحمديِّة، تلاها إنشاءُ العديدِ من المدارس في مختـلف المراحل الـتعليمية للبـنين والبـنات، واستقدم لها المعلمين والمعلمات من الدول العربية الشقيقة.

وأُرْسِلَتْ في عهده الميمونِ البعثاتُ العلمية إلى العراق ومصـر، وأقيم "بيتُ الكويت" في القاهرة عام 1945 ليكون مقرا لأبناء الكويت الملتحقين بمدارسها ومعاهدها.

وافتتح الناديَ الأدبيَّ عام 1923، فأحدث تأسيسُه حركة أدبية ويقظة فكرية بفضل ما كان يُلْقَى فيه من محاضرات وما يدورُ به من مناقشات.

 

وتأسّستْ في عهده المكتبةُ الأهلية عام 1923 التي كانت بمثابة مُنْتَدىً فسيحا للبحث والمطالعة. واحتضن سموُّه العلماءَ والمفكرين والأدباءَ حتى أصبح بحق أباً للحركات العلمية والأدبية في الكويت.

واهتم سمو الشيخ أحمد الجابر الصباح بصحة مواطنيه، فافتتح عام 1949 المستشفى الأميريِّ الذي أدَّى خدماتٍ صحيةً جليلةَ للمواطنين والمقيمين على حد سواء، والذي كان إنشاؤه بمثابة بدايةٍ لتلك النهضةِ  الصحية التي تشهدها الكويتُ اليوم.

وشَهِدَ عهدُ سموِّه تأسيسَ الدوائر الحكومية كالبلديةِ والمعارفِ والشـرطة والأمنِ العامِّ والأشغالِ والصحة والأوقافِ وغيرها، مما مَكَّن الكويتَ من أن تنهضَ في مختلِفِ المجالات.

 

وجَرَى في عهدِه اختيارُ أعضاءِ المجلس البلدي الذي تأسَّس عام 1934، وأعضاءِ مجلس المعارف الذي تأسَّس عام 1936، وهما المجلسان اللَّذان ساهما في قيام النهضةِ العمرانية والتعليمية في البلاد، والتي ظهرت بشائِرُها في عهد سُمُوِّه بفضلِ الثروة النفطية التي أفاءَ اللّه بها على الكويت عندما اكتُشِفَ بها النفطُ لأول مرةٍ في حقل "بحره" عام 1936.

وقد صُدِّرْت أولُّ شحنةٍ منه في الثلاثين من يوينو عام 1946 في احتفالٍ كبيرٍ أُقيم بهذه المناسبة على شاطئ البحر في المكان الذي أُقيمت عليه مدينةُ الأحمدي تَيَمُناً باسم سمو الشيخ أحمد الجابر الصباح، فكان ذلك بدايةً لعهدٍ جديد شَهِدَتْهُ الكويتُ وهو عهدُ الرخاءِ والازدهار.

ولقد أخذت البلادُ في عهد سموه تخطو خُطواتها الأولى نحو الحكم النيابي الديمقراطي، إذْ لَمْ يَكَدْ يتسلم الشيخ أحمد الجابر الصباح زِمَام الحكم في الكويت عام 1921، حتى استجاب لرغبةِ مواطنيه في المشاركة في الحكم، فوافق على تشكيل "مجلس الشورى" ليكونَ عوناً له في إدارةِ الأمور والأحكام.

 

وعاهد مواطنيه على ألاَّ يَبُتَّ في أمر مُهمٍّ إلا بتصديق المجلس عليه. غيرَ أن هذا المجلَسَ لم يُعَمٍّرْ طويلاً فحلَّ مَحَلَّه مجلسٌ آخر عام 1938 هو "المجلس التشـريعيّ" برئاسة الشيخ عبد الله السالم الصباح.

ورغبةً من سموِّ الشيخِ أحمد الجابر الصباح في توطيد علاقاته مع أشقَّائه العرب استهلَّ عهدهَ بتسويةِ مسألةِ الحدودِ التي ظلَّتْ تُعَكِّر صَفْوَ العلاقات بين الكويت ونجد، وجرى الاتفاق في "القعير" عام 1922 على إقامة منطقة محايدة بين الجانبيْن.

 وتأكيداً للروابط الأخوية بين الكويت والمملكة العربية السعودية قام سموُّه بزيارة المملكة في يونيو عام 1947 واحتفظ بعلاقاته الطيبة معها حتى وفاته عام 1950.

 

ولقد أَوْلى سموُّ الشيخ أحمد الجابر الصباح قضية فلسطين اهتماماً كبيراً، وتنبَّه إلى خطرِ اليهود ومكرِهم فأبعدهم عن البلاد وفتحَ أبوابها لشعب فلسطين عقب حرب 1948 ليعملوا إلى جانب إخوانهم الكويتيين يداً بيد بما يحقِّق النمو والازدهارَ للكويت وللعربِ جميعا.

وهكذا لَمْ يَأْلُ سموُّ الشيخ احمد الجابر الصباح جهداً في سبيل النهوض بالكويت والوقوف في وجه التحدِّيات التي تَعَرَضَّتْ لها في عهده حتى وفاتِه في 29 يناير عام 1950، ففقدتْ البلادُ بموتِه أباً رحيماً وقائداً مُحَنَّكاً وأميراً عظيماً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى